الشدادي عزالدين
الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 19:35
المحور:
حقوق الانسان
تفكير في التفكير
لو عادت عقارب الساعة إلى الوراء لجزمت كما جزم ماركس ورفيقه إنجلز على أن تاريخنا هو تاريخ صراع بين حكام ومحكومين ، مالكين وغير مالكين ، فئات مضطهدة وفئات مستبدة ،،، وبهذه الشاكلة تقدم التاريخ ونما ، فكما كانت هناك محاولات إصلاح كانت هناك حقوق مهضومة ومحاكمات مشبوهة ، وشرعيات منهوبة ومبادرات مقتولة تم تهميشها باسم السياسة التي تحولت إلى معترك شاسع تتصارع بداخله الحيتان والعفاريت والتماسيح والدينصورات التي تستخدم جل أعضاء جسدها بغية الحفاظ على بقائها واستمرار مصالحها الذاتية والاقتصادية ، فتحولت إلى كائنات مازوشية همها الوحيد هو التلذذ في تعذيب الاخرين وفي قهرهم وحرمانهم حتى من أبسط حقوقهم المشروعة .
تجلت هذه الصورة بوضوح في طرق وكيفية تدبير شؤون العامة في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والبنية التحتية والفقر والبطالة التي عوض حلها وفق سياسات محكمة ، تم تحوير علاجها بطرق أخرى كان أهمها سن سياسة الهروب والضحك على ذقون المقهورين والمحرومين ، فبين أساتذة يعنفون وبقسوة ، وشاب يفضح طريق مغشوشة ، وموجز يضرب عن الطعام كدفاع عن حقه في العيش الكريم من خلال إنجاز مشروع خاص يتمثل في روض ابتدائي ، و مجموعة من الشباب الذين يطالبون بحقهم في الشغل والتوظيف ، وقاض يعزل ، ومظلوم يركل ، ومريض يحتضر ، اتضحت معالم الصراع وبرزت بشكل جلي بين من يتحكم ومن يتم التحكم فيه ، بين سادة وأحرار يريدون تحويلهم إلى عبيد من خلال تهميشهم وسرقة ابتسامتهم .
كل هذا بررته خطابات تلوكها الألسن داخل مقرات حزبية ، وعلى منصات مؤتمرات داخلية وخارجية ، وضمن حفلات لقاءات ليلية خاصة ، الخطاب واحد وباسم العامة دائما التي تموت في العراء من البرد والثلج والقهر والزيادات المتتالية والمتتابعة ، فأي عدل هذا ؟ وأية عدالة هذه ؟
صراخ هنا ، وبكاء من أعلى الجبل ، قهر هنا وحرمان من أقصى البادية ، ضحك وقهقهات هنا ، وتفوق حضاري وتكنولوجي غربي يحتفل بالمنجزات ، فساد هنا ، وسجن واعتقال وعزل لمن يشير إليه ، جريمة هنا وإنعام للجريمة هناك ، بطالة هنا وعمل هناك ، بطش هنا وعدالة هناك ، حكومات تغادر مقراتها خاوية الوفاض هناك ، وحكومات تخرج ممتلئة البطون هنا ، وبين هنا وهناك توقف التفكير .
كل هذا يدفعك إلى التساؤل : هل يسير العالم إلى الهاوية
#الشدادي_عزالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟