أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشدادي عزالدين - - كاد المعلم أن يكون مقتولا -














المزيد.....

- كاد المعلم أن يكون مقتولا -


الشدادي عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 02:40
المحور: حقوق الانسان
    


" كَاد المعلم أن يكون مقتولاً "



حكت لي الصورة وهي تذرف دموع الخيبة والندامة عن واقع يختلف من شمال إلى جنوب ، من بلدان تكرم أساتذتها ومعلميها فتقبل لهم أيديهم وتغسل لهم أرجلهم كعربون محبة وتقدير لا كعنصر تقديس وتحنيط ، وبلدان تتفنن في ركلهم وجرحهم والتنكيل بهم ، لتحول المعنى و تفسده من معلم كاد أن يكون رسولا إلى معلم كاد أن يكون مقتولا بعد جراح وضربات لا تفرق بين البطن والوجه ، الرأس والعين .
حكت لي الصورة وأنا أرى ما لم أتصوره ، فقد خلت كل شيء إلا أن يضرب المعلم ، ويجرح المعلم ، ويخون المعلم ، ويبكي المعلم وأنا الذي كنت أعشق معلمي فهو الذي علمني حروف الهجاء ، وهو الذي علمني كتابة اسمي الثلاثي والرباعي ، وهو الذي علمني أن أخط أول رسالة حب نبيلة إلى صديقتي وأنا لا اعلم شيئا عن الحب والغرام ، واليوم صرت معلما وبكائي يقتلني ويخنقني وأنا أرى ما كنت أحلم به مهانا ليس مهابا ، مطروحا على الأرض لا مرفوعا على الأكتاف ،تتقاذفه الأرجل التي علمها كتابة الكلمات وهي في مهد الصبى .
حكت لي الصورة حزنها وأساتذة الغد يعنفون وكأنهم مجرمون ويضربون وكأنهم خونة لهذا البلد الأمين ، ولم أرى إلا لونين بياض يحمله الأساتذة وعصا تحملها باقي الأيادي وكأنها تنتقم ممن علمها أو سيعلم أبنائها ، فتأتي الضربات تباعا سيحكيها الأساتذة يوما وبشكل يشبه النوستالجيا لتلامذتهم وهم يذرفون دموع ماضٍ أليم ، رفعوا فيه شعار :
" لا لفصل التكوين عن التوظيف ولا لتقزيم المنحة " وبشكل سليم وفي غاية التنظيم ، وكأنهم يقولون لنا إننا الأجدر بتعليم أبنائكم وبناتكم .
حكت لي الصورة وهي خجولة حد الاستحياء ، عويل هنا وصراخ هناك ، وألم ممزوج بزغاريد النصر الملوحة في الأفق ، فلسان الحال يقول نصرنا كبياض ما نرتديه من ثياب ولن يثنينا العنف ولا القمع عن مسارنا العادل والمنصف ، ولن تحل مشاكل لا دخل لنا في تكوينها وصناعتها ، فنحن أبناء هذا الوطن وما دماؤنا إلا محبة لترابه العظيم .

حكت لي الصورة فتخيلت نفسي أخط هذه الحروف متألما ومتحسرا عن واقع لا يريدون إصلاحه ، وحال لا يريدون إستبداله ، فصار بكاء قلمي أكثر من بكاء قلبي ، وصارت أحزاني أكثر من مسراتي ، وقلت في نفسي : ما الذي يحدث ، وكيف يحدث ؟ وهل يعقل أن يكون قد حدث ؟
وصرت متخيلا شوقي وهو يردد شعره القائل :
قم للمعلم ووفه التبجيلا ............. ... ......... كاد المعلم أن يكون رسولا
وقلت ما قاله الشاعر :
ما درى شوقي بمصيبتي ....
وقلت اللهم أنصرك يا معلمي



#الشدادي_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- الفلسفة ومعيقات التفلسف
- على خطى زرادشت
- ضرورة الفلسفة
- محنة إبن رشد
- نيتشه وتلميذته
- نيتشه مرحا...
- الفلسفة درس في الوجود


المزيد.....




- هل تفتح التطورات في سوريا الطريق لعودة اللاجئين من تركيا؟
- الجامعة العربية -تتضامن- مع فلسطين ولازاريني يدعو الأعضاء لل ...
- معارك سوريا تقطع طريق عودة النازحين اللبنانيين برّا من العرا ...
- الكويت تستضيف فعاليات حول العمل الإنساني العالمي بالتعاون مع ...
- -حماس- تكشف مصير عشرات الأسرى الإسرائيليين وتحذر تل أبيب من ...
- انطلاق مؤتمر بالقاهرة لإغاثة غزة ومصر تدعو لانسحاب إسرائيل م ...
- الأمم المتحدة: الوضع في قطاع غزة -مروع- وظروف الفلسطينيين قد ...
- أستراليا.. ضبط كمية ضخمة من الكوكايين واعتقال 13 شخصا
- العراق.. اعتقال محافظ ذي قار السابق محمد الغزي بتهمة -الابتز ...
- حكومة غزة تصدر بيانا حول -جريمة التطهير العرقي- في شمال القط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الشدادي عزالدين - - كاد المعلم أن يكون مقتولا -