أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سلام - مشاعر وعواطف انسانية بالريموت كونترول














المزيد.....

مشاعر وعواطف انسانية بالريموت كونترول


عمر سلام
(Omar Sallam)


الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمة من سمات العصر الحديث هو سيطرة وسائل الاعلام على عقول الناس وتوجيهها بالوجهة التي تريدها.
واصبحت عواطف ومشاعر الناس مشيأة وموجهة ومسيرة كما تريده هذه الوسائل التي تمتلك من التقنيات وعلماء النفس وخبراء التوجيه النفسي والعقلي.
وأصبح هناك صناعة جديدة لا تنتج بضاعة مادية ملموسة بقدر ما تنتج افكار وهنا تكمن الخطورة. اذ تصنع حاسة لا ارادية وفكر لا ارادي يسوق ويتساوق مع كل ما تريده هذه الوسائل. وأصبحنا نسمع عن صناعة العقول وصناعة الراي العام وصناعة المشاعر والاحاسيس والعواطف.
وتستثمر هذه الصناعة كل شيء مقابل ان تحقق ما تريد فتستثمر الدين وتستثمر الثورات وتستثمر ديمغرافيا منطقة معينة، وتخلق سيكولوجيا معينة، لتستثمر الانسان حتى اخر رمق فيما ترده هي واقناعه بانه يمارس ما يريده هو. ويختلط الامر على غالبية الجمهور فهو يعتقد انه يحقق نصر ذاتي على واقع مأساوي ويشعر بنشوة نضاله ضد هذا الواقع، وان نضاله يتقاطع مع ما يريده له اعداؤه، فيمارس المهام التي يريد اعداؤه ان يمارسها لمصلحتهم، وهو يعتقد انه يمارس مهامه هو وفقا لمصلحته هو. وهذا أخطر ما في الموضوع، حيث تكون المحصلة هو تدمير نفسه لمصلحة اعدائه وهو مقتنع تماما انه يدمر نفسه لمصلحته.
اما من لا يمارس العمل الفعلي في هذا التوجيه القاتل المطلوب منه ان يوجه مشاعره وعواطفه وبالتالي اعلان تضامنه في اي مكان يتواجد فيه مع الذي يدمر نفسه لمصلحة عدوه. وبالتالي يجب عليه اتباع الاشارة من الاشعة تحت الحمراء الصادرة من الريموت كونترول.
فيحدث ان يكون هناك جثث لأطفال في مناطق مختلفة، بالريموت كونترول يجب ان يتضامن فقط مع أحدهم الطفلين ويغض النظر عن الاخرين. لا بل عليه ان يتقبل قتل الأطفال الاخرين ويتباكى على من يريده الذي بيده الريموت كونترول ان يتباكى عليه، وهذا اسوأ ما في تشييء الانسان.
ويكون هناك أكثر من مجزرة في امكنة مختلفة عليه ان يتضامن فقط مع قتلى المجزرة التي يريده أصحاب الريموت كونترول ان يتضامن معهم ويحزن عليهم ويتقبل حدوث المجازر الأخرى دون ان يهتز له جفن.
وقد يكون هناك أكثر من دكتاتور عليه وبالريموت كونترول ان يحارب أحدهم ويترك الباقي، لا بل وقد يقدمون له المساعدة، واقناعه بان هذه المساعدة هي من اجل الحرية حريته وخلاصه من الظلم، وبالتالي يصبح جزء من نضاله ضد دكتاتور معين، فسرعان ما يجد نفسه بأحضان الدكتاتوريات الأخرى وعليه ان يدافع عنها وهو يحارب دكتاتور اخر. في حين ان هدفهم يكون تدمير ذاته من اجل مصلحتهم وهو يعتقد انه يقاتل من اجل حريته.
او يكون هناك أكثر من نظام استعماري عليه ان يقف ضد أحدهم ويترك الباقي ليدعموه، وعليه ان يدافع عن باقي الأنظمة الاستعمارية بحجة دعمه في نضاله ضد أحدهم، علما بأنهم كلهم يريدون نهبه ومنع تطوره.
وتم ادخال الدين الى دائرة التأثير بالأشعة تحت الحمراء في صناعة المشاعر والعقول فاصبح للريموت كونترول قدسية الهية في التوجيه واستثمرت نقاط الضعف في الدين لتخلق مشاعر مقدسة وأفكار مقدسة موجهة من قبل أصحاب الريموتات .
وهكذا يصبح الانسان ومشاعره وعواطفه مجرد أشياء توجه بالريموت كونترول، وبالتالي يصبح فاقد للحقيقة والرؤية السليمة لما يحدث في محيطه ويصبح بليد المشاعر تجاه القضايا الإنسانية العامة (الا حسب ما يوجه) وتختلط عليه الأمور ويصبح في دوامة فكرية صاخبة، تبتلع أفكاره الصائبة ويبقى التشويش على السطح، تسيره الى حيث مقتله.
وفي ظل غياب شبه تام لوسائل الاعلام المحايدة ووسائل الاعلام الفكرية السليمة. سيبقى الانسان العربي ضمن دائرة الاشعة تحت الحمراء للريموتات التي تتحكم به وبعواطفه وبأفكاره.
وأسوأ ما في الحضارة الحديثة أن يصبح الانسان مجرد شيء او جهاز يتم التحكم به عن بعد.



#عمر_سلام (هاشتاغ)       Omar_Sallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفعال لا تليق بنبي 6 – الايمان عن طريق المصارعة الحرة
- أفعال لا تليق بنبي 5 – من الذي نهى النبي عن الاوثان
- أفعال لا تليق بنبي 4 – معركة بدر بين الحقيقة والاسطورة
- أفعال لا تليق بنبي 3 اعدام الحارث بن سويد
- أفعال لا تليق بنبي 2 – قتل عصماء بنت مروان
- افعال لا تليق بنبي- مقتل ام قرفة
- في ذكرى وعد بلفور الصهيونية اليهودية والصهيونية الاسلامية
- توظيف اسم رفاعة بن قيس في الرواية الاسلامية
- أسماء الله غير الحسنى ....... صفات الله الوثنية في القران
- كنيسة معاوية
- كنيسة مكة
- مكة – المدينة .........بيت المقدس - دمشق
- ثنائية - الله محمد
- الإسلام والخديعة التاريخية الكبرى 1
- اين تذهب أموال حجاج بيت ال سعود
- الحج الى بيت الله أم الى بيت ال سعود
- رحموت خير من رهبوت
- رمضان .... من وضع طقس الصيام الحالي في الإسلام
- قصة قصيرة عودة
- لماذا القران.... مترجم عن السريانية -الجزء الثاني


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سلام - مشاعر وعواطف انسانية بالريموت كونترول