أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر سلام - أفعال لا تليق بنبي 2 – قتل عصماء بنت مروان













المزيد.....

أفعال لا تليق بنبي 2 – قتل عصماء بنت مروان


عمر سلام
(Omar Sallam)


الحوار المتمدن-العدد: 5343 - 2016 / 11 / 14 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قتلها لا ينتطح بها عنزان – أي قتلها امر هين
من الأفعال التي تنسب الى النبي بانه امر بقتل عصماء بنت مروان. وذنبها انها قرضت بعض الشعر قيل عنه انها ذمت فيه الإسلام وأهله او عابت عليهم. ونسب اليها الابيات التالية:
سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 637)
بِاسْتِ بَنِي مَالِكٍ وَالنَّبِيتِ ... وَعَوْفٍ وَبِاسْتِ بَنِي الْخَزْرَجِ
أَطَعْتُمْ أَتَاوِيَّ مِنْ غَيْرِكُمْ ... فَلَا مِنْ مُرَادٍ وَلَا مَذْحِجِ
تَرْجُونَهُ بَعْدَ قَتْلِ الرُّءُوسِ ... كَمَا يُرْتَجَى مَرَقُ الْمُنْضَجِ
أَلَا أَنِفٌ يَبْتَغِيَ غِرَّةُ ... فَيَقْطَعُ مِنْ أَمَلِ الْمُرْتَجِي
في هذه الابيات تلوم بعض القبائل وهم بني مالك والنبيت وعوف والخزرج على اطاعة الغرباء، وتتساءل ماذا يأملون من الغرباء بعد قتل اشرافهم وانهم يرجون الشرف في المكان الخاطئ.
أي قارئ لهذه الابيات يجد انه ليس فيها ذم لا لنبي ولا لدين اسمه الإسلام. وهي لا تعيب على المسلمين بشيء. انما تلوم بعض القبائل على اطاعة الغرباء (اتاوي) وفيها اتهام واضح للغرباء بقتل اشراف القوم (الرؤوس).
ولم تذكر المصادر الإسلامية عن هذه المرأة سوى هذه الابيات، وهل هذه الابيات هي التي جعلت النبي يتخذ قرار قتلها، ام ان هناك أسباب أخرى. واعتقد انه لو هناك أسباب أخرى لذكرت.
قرار القتل
سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 637)
(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، أَلَا آخِذٌ لِي مِنْ ابْنَةِ مَرْوَانَ؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْخِطْمِيُّ، وَهُوَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا أَمْسَى مِنْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ سَرَى عَلَيْهَا فِي بَيْتِهَا فَقَتَلَهَا، ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي قَدْ قَتَلْتهَا.
فَقَالَ نَصَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَا عُمَيْرُ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ شَأْنِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
فَقَالَ: لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ.)
عمير سمع امر القتل واراد ان يبيض صفحته فقتلها بدم بارد ومع ذلك عنده شيء من الخوف فسال ان كان عليه شيء، فطمأنه النبي ان قتلها هو بالأمر الهين. وهو نفس ما قاله حسان بن ثابت وهو يفتخر بمقتل عصماء، بانه ضرجها بالدماء دون حرج.
سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 637)
بَنُو وَائِلٍ وَبَنُو وَاقِفٍ ... وَخَطْمَةُ دُونَ بَنِي الْخَزْرَجِ
مَتَى مَا دَعَتْ سَفَهًا وَيْحَهَا ... بِعَوْلَتِهَا وَالْمَنَايَا تَجِي
فَهَزَّتْ فَتًى مَاجِدًا عِرْقُهُ ... كَرِيمُ الْمَدَاخِلِ وَالْمَخْرَجِ
فَضَرَّجَهَا من نجيع الدّماء ... بَعْدَ الْهُدُوِّ فَلَمْ يَحْرَجْ
السادية الإسلامية في الحديث عن مقتل عصماء:
في سيرة ابن هشام تم قتل عصماء بهدوء ودون مبهرات فالقاتل قتلها واتى صباحا الى الرسول ليخبره عن مقتلها خائفا من الملامة او العقاب فطمأنه الرسول بان قتلها (لا ينتطح فيه عنزان) أي هي بالأمر الهين، وعليه الا يشغل باله بقتلها.
اما بعد ذلك بدأت الروايات تتحدث عن مظاهر أكثر عنفا وقسوة، يبدو ان مجرد القتل لا يشفي غليل بعض الكتبة، او لا يشفي غليل المؤمنين لا بد من تبهير القتل حتى يغرس في ذهن المؤمن الرغبة الجامحة بالقسوة، واثارة النزعة السادية في داخله الى اعلى مراحلها.
ففي الطبقات الكبرى أضاف الكاتب مشهد أطفال عصماء الصغار حولها ومن بينهم الرضيع على صدرها ليضفي على المشهد حقارة بشرية متناهية بمقتل ام وهي ترضع وليدها. مع مشهد السيف ليجتمع الأطفال مع السيف مع الدماء مع الام القتيلة مع الرضيع بمشهد مهيب.
الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 21)
(فجاءها عمير بْن عدي فِي جوف الليل حتى دخل عليها بيتها. وحولها نفر مِن ولدها نيام منهم مِن ترضعه فِي صدرها.
فجسها بيده. وكان ضرير البصر. ونحى الصبي عَنْهَا ووضع سيفه عَلَى صدرها حتى أنفذه مِن ظهرها. ثُمَّ صلى الصبح مَعَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ [فَقَالَ له رسول الله.
ص: أقتلت ابْنَة مروان؟ قَالَ: نعم. فهل عَلِيّ في ذلك مِن شيء؟ فَقَالَ: لا ينتطح فيها عنزان!)
وفي التالي مشهد لا يقل دموية بتلوث الطفل بالدماء
من كتاب السيف المسلول على من سب الرسول (ص: 342)
(فأخذ المغول فوضعه في بطنها وأتكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم)

وجريمة القتل هذه هذ حادثة فردية صدرت بأمر مباشر من النبي ودوافعها غير مقنعة للقارئ العاقل. ويمكن ان تدرج تحت بند الإرهاب فقط. الا ان الكتب الإسلامية تتحدث عن سرية عمير وعن غزوة عمير وعن معركة عمير لتضخيم هول المسالة والبعض منهم والذي امتلكه ماء الحياء من قتل هذه المرأة قال بانها كانت مسلمة وارتدت واخذت تقاتل المسلمين وتم قتلها للتخفيف من وطأة وقع الجريمة.
وهناك من ذكر رواية أخرى اخف وطأة لطريقة القتل مع حصولها غدرا . فذكر ابن عساكر انها كانت بائعة تمر وقاتلها دخل كزبون ليشتري التمر فغدرها بضربة على رأسها.
ومن تناقضات الرواية الإسلامية حول القاتل بان اسمه عمير وفي كثير من المصادر ورد اسمه غشمير.
والبعض قال بانه كان ضعيف البصر وبعضهم قال انه اعمى.
وهو نفسه يسمى القارئ لشدة قراءته.
ضعيف بصر واعمى وقارئ في وقت واحد. واضيف اليه كلمة قاتل.
بدء عز الإسلام وانتشاره في بني خطمة بعد قتل عصماء
حادثة القتل المشينة هذه يرى فيها اغلب الكتاب بانه بداية عز الإسلام وانتشاره بين الخطميين قبيلة عصماء بنت مروان
ففي نهاية الأرب في فنون الأدب (17/ 66)
(فرجع عمير بن عدىّ إلى قومه، وبنو خطمة يومئذ كثير موجهم في شأن ابنه مروان، ولها يومئذ بنون خمسة رجال، فقال:
يا بنى خطمة، أنا قتلت ابنة مروان، فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون.
قال: فذلك اليوم أوّل ما عزّ الإسلام في دار بنى خطمة، وكان من أسلم منهم يستخفى بإسلامه، وعمير هو أوّل من أسلم من بنى خطمة. قال: وأسلم يوم قتلها رجال من بنى خطمة لما رأوا من عزّ الإسلام. )
في الختام
اقترح على كل المهتمين بالدين حذف هذه المشاهد المأساوية المنسوبة الى النبي وبتحريض منه، اقترح حذفها من كتب الشريعة وتاريخ الدين. لأنها عند قراءتها من قبل المؤمن الذي يشغله ايمانه عن المحاكمة العقلية لهذه الحوادث وتترسخ بذهنه وتصبح أساس فكري كامن لفكرة القتل. وما ان يجد الفرصة السانحة حتى يمارسها فعليا. فليس هناك سلطة على المؤمن اعلى من سلطة الله والنبي. وهذه امثلة واضحة للشروع بالقتل العمد ومن قبل نبي. وهذا غير مقنع نهائيا ان يقوم نبي بإصدار مثل هذه الأوامر.
وهذه الجريمة لا تليق لا بنبي ولا بدين ولا بمؤمن.



#عمر_سلام (هاشتاغ)       Omar_Sallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افعال لا تليق بنبي- مقتل ام قرفة
- في ذكرى وعد بلفور الصهيونية اليهودية والصهيونية الاسلامية
- توظيف اسم رفاعة بن قيس في الرواية الاسلامية
- أسماء الله غير الحسنى ....... صفات الله الوثنية في القران
- كنيسة معاوية
- كنيسة مكة
- مكة – المدينة .........بيت المقدس - دمشق
- ثنائية - الله محمد
- الإسلام والخديعة التاريخية الكبرى 1
- اين تذهب أموال حجاج بيت ال سعود
- الحج الى بيت الله أم الى بيت ال سعود
- رحموت خير من رهبوت
- رمضان .... من وضع طقس الصيام الحالي في الإسلام
- قصة قصيرة عودة
- لماذا القران.... مترجم عن السريانية -الجزء الثاني
- لماذا القرآن.... مترجم عن السريانية ؟؟؟ الجزء الاول
- سفر التكوين القرآني ونظرية الأربع كتبة للقرآن – الجزء الرابع
- الصهيونية الإسلامية
- سفر التكوين القرآني ونظرية الاربع كتبة للقران – الجزء الثالث
- ومضة من ازمة اليسار العربي


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر سلام - أفعال لا تليق بنبي 2 – قتل عصماء بنت مروان