رحموت خير من رهبوت

عمر سلام
(Omar Sallam)

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 14:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رحموت خير من رهبوت
يا أيها الناس (رحموت خير من رهبوت) لعلكم تعقلون
لعل المتطلع الى كتب الشريعة يجد بعض التسريبات التي لا تؤخذ على محمل الجد أحيانا وهي ان الإرهاب خير من الرحمة ويعبر عنه المثل المذكور بكتب الشريعة
رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَمُوت
يذكر الطبري في جامع البيان في تأويل القرآن انها بمعنى: رهبة خير من رحمة.
وفي معاني القرآن وإعرابه للمؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج
(وَمن روَى رَهَبُوتي خيرٌ من رحموتي فمعنى صحيح. يحقق من اللسان أن تكون له هيبة ترهب بها خير من أن يُرْحَم.)
وفي تفسير الماوردي
(والعرب تقول: رهبوت خير من رحموت، أي أن نُرْهَب خير من أن نُرْحَم)
وسواء كان متلقي الرهبوت او الرحموت فاعل او مفعول به فهو مبدأ عنفي لا يمكن القبول به.
ويظهر التجسيد الفعلي لهذا المثل ليس على مستوى السلطة فقط بل اخذ بعدا اجتماعيا اسرويا.
ففي الفترة الأخيرة حدثت جريمتين لا يمكن السكوت عنهما لانهما نهج متكامل يجب اقتصاص جذوره الفكرية من أساسها. هذه الجذور تستقي غذاءها اليومي من الدين.
الجريمة الأولى ارتكبها المجرمان الشقيقان خالد وصالح إبراهيم العريني في يوم الجمعة 24 حزيران، حيث قاما بقتل امهما ومحاولة قتل الاب والاخ. بتهمة انهما كفار.
والجريمة الثانية التي قام بها كويتي بقتل شقيقه الأكبر طعنا ونحرا، في يوم الجمعة 24 حزيران بحجة انه كافر ولا يصلي.
هذه الجرائم تدل على تفشي ظاهرة العنف الديني ورسوخها بالعقل الباطن للمتدينين لدرجة ارتكاب الجرائم بأقرب الناس لهم. فمن يقتل امه وابيه وأخيه على استعداد لان يقتل أي انسان. وهذه الظاهرة تكمن خطورتها بانها تدخل الى كل بيت عن طريق وسائل الاعلام المتعددة، عدا عن طريق التلقي المباشر من رجال الدين في المساجد أيام الجمع والجلسات الخاصة بالمساجد.
فيجب خوض حملة الرحموت خير من الرهبوت عوضا عن اكتساح فكرة الرهبوت خير من الرحموت الني تخترق كل بيت وكل غرفة لتزيد تخلف وجهل وقلق الناس في كل الأوقات.

#عمر_سلام (هاشتاغ)       Omar_Sallam#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل