أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر سلام - قصة قصيرة عودة














المزيد.....

قصة قصيرة عودة


عمر سلام
(Omar Sallam)


الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
عودة
وجد مشقة كبرى في الخروج من القبر.
فأظافره التي حفر فيها التراب كادت تنخلع والغبار غطى وجهه وسائر جسده العاري. وعيناه التي اعتادت على العتمة بهرها الضوء ومع اختلاط الغبار على رموشه أصبحت الرؤية محدودة جدا. فرأى الأشياء كلها يلفها الضباب.
نظر الى جسده فأدرك عريه بحث عن الكفن فوجد طرفه بارزا من تحت تراب القبر. فشده بقوة ولف به جسده بعد ان نفضه من التراب. نظر حواليه فرأى القبور ممتدة بانتظام جزئي. فتنهد وقال (اه يا زملائي الموتى ها قد أصبحت حيا ولكني سأعود لاحقا اليكم).
هم في الخروج من المقبرة شعر بقساوة الأرض ووحشتها. نظر الى الأسفل فوجد قدماه عاريتان. فشعر بألم وزخات الأرض تحته وأخذت تطغى على آلام الخدوش التي في جسده نتيجة احتكاك جسده مع قطعة الاسمنت التي كانت تغطي القبر.
مشى ببطء وحذر بين القبور وهو يتكئ على شواهد القبور ويجد صعوبة في تحريك مفاصله. وقال في نفسه (يبدو انني لم امش منذ فترة طويلة، لا اعلم كم مكثف في هذا القبر، لقد كان مظلما ووحشيا، وها انا أرى عالم النور ثانية، سمعت قصصا كثيرة قبل ان اموت عن اموات اكتشف لاحقا انهم احياء بعد يوم او يومين، لا يهم كم مكثت المهم الان انني عدت حيا)
ما ان وصل الى باب المقبرة ونظر الى خارجها وجد عالم مختلف، الشوارع تغيرت، والابنية اختلفت، الناس اختلفت سحناتهم ولباسهم.
وخزه أحدهم وهو يهم في الخروج. فنظر اليه وسمع صوته
- يا اخ .... يا اخ ... اراك تحمل كفنك وذاهب الى القبر بإمكانك ان ترجع الى الوراء وتأخذ قبرا مناسبا
- ولكنني خرجت توا من القبر
- أينقصنا أناس مجانين ؟
- انا لست مجنون فأنا قلت الحقيقة
- هههههههه. حقيقة ... لا أحد يقول الحقيقة هذه الأيام.
تركه ومشى ونظر يمنة ويسرى وذهل عندما رأى الناس تبتعد عنه. وبدأ ينظر الى المباني والشوارع ويقارنها مع ما كانت عليه قبل موته، كي يستدل طريقه الى بيته.
استوقفه أحد المارة وقال له
- اراك ذاهب الى القبر
- لا فأنا عائد منه
- لا ... فانت ذاهب الى القبر. وهذه فكرة جيدة ان تمشي وترتدي كفنك وتذهب الى القبر .... انت تمشي في الاتجاه المعاكس فطريق المقبرة الى الوراء.
حملق به ونظر الى الكفن المغبر الذي يرتديه وقال في نفسه (لن يصدقني أحد بأنني خارج من القبر ... لكن لا بد ان أصل فأنا اشتقت للحياة للأغاني العذبة والطعام الشهي ولابتسامات الأطفال ولجسد زوجتي)
تابع سيره بالاتجاه الذي يعتقد انه اتجاه بيته.
كان منظره يثير ريبة المارة، فهم لم يعتادوا على رؤية مثل هذا المشهد.
ركض أحدهم باتجاه منزل شيخ الحي. وبعد فترة خرج الشيخ واتى اليه مسرعا. وهتف
- يجب ان تعود حالا
- الى اين
- الى القبر
- انا خرجت منه ولن اعود حتى اموت مرة أخرى
- مرة أخرى لا يوجد عندنا اموات تحيا الا عند قيام الساعة والساعة لم تقم بعد. هيا ارجع.
- ولكني مشتاق للحياة
- لا ... لا ...لا يجب ان تخرج لوحدك من القبر يجب ان يبعثك المولى. وان لم تعد هناك من يعيدك مكرها
- لا. ارجوك يجب ان أعيش طالما خرجت من القبر لماذا اعود ثانية.
- ان خروجك يتناقض مع معتقداتنا يجب ان تعود.
وصرخ الشيخ بأحد المتفرجين واوعز له ان يتصل برجال الامن.
أتت سيارة الامن ونزل منها الرجال بسرعة وكانت يد أحدهم أسرع من البرق وهي ترتطم بخده.
- طالع من القبر يا ....
- وما المشكلة في ذلك.
- ان خروجك هو المشكلة بحد ذاتها. انها قمة المشاكل.
- ولكني عدت الى الحياة.
- وتقولها بكل بساطة.
وبلحظة احس برجلين يتأبطانه من اليمين ومن اليسار ويدخلوه عنوة في السيارة ورموه كانه كيس ملأن بشيء ما ، وذهبوا به الى القبر ثانية.
كل الذين رأوه قالوا (كان يلبس كفنه ويذهب الى القبر)
لم يقل أي منهم بانه (كان خارجا من القبر).

عمر سلام



#عمر_سلام (هاشتاغ)       Omar_Sallam#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا القران.... مترجم عن السريانية -الجزء الثاني
- لماذا القرآن.... مترجم عن السريانية ؟؟؟ الجزء الاول
- سفر التكوين القرآني ونظرية الأربع كتبة للقرآن – الجزء الرابع
- الصهيونية الإسلامية
- سفر التكوين القرآني ونظرية الاربع كتبة للقران – الجزء الثالث
- ومضة من ازمة اليسار العربي
- سفر التكوين القراني - الجزء الثاني
- سفر التكوين القرآني ونظرية الاربع كتبة للقران – الجزء الاول
- القران و خلق الانسان
- من وحي القران لكل جواد كبوة ولكل مترجم هفوة
- من المخطئ الله ام الكاتب ام المترجم
- الإبادة الجماعية في القران
- بمناسبة اقتراب ليلة الاسراء من الذي غير بالقران ؟؟؟؟؟
- 30 اذار يوم الأرض وكلمة حق
- جائزة اولوف بالمه


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر سلام - قصة قصيرة عودة