قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 11:38
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لم يجد أحد "قادة" الحزب الشيوعي الاسرائيلي ، طريقا للتحاور مع رفيقة في نفس الحزب ، سوى طريق الشتائم.. عبر شبكة التواصل الاجتماعي .
الخلافُ بينهما وكما يبدو، هو على خلفية الحرب الشرسة الدائرة في سوريا وخصوصا "سقوط" حلب في أيدي الجيش السوري ، كما يعتقد البعض ، أو "تحرير" حلب على أيدي الجيش السوري ، كما يعتقد البعض الآخر .
وقد كنتُ شاهداً منذ يومين على نقاش حامي الوطيس بين مجموعتين من الأصدقاء في أحد المقاهي حول التعريف الإصطلاحي لما جرى في حلب ، فقسم يرى بأنه "تحرير"، بينما يرى المعارضون بأن ما جرى لم يكن سوى "سقوط " حلب المحررة بأيدي الغزاة ..!!
وللحقيقة فهذا نقاش مشروع، ولكل شريك في هذا النقاش وجهة نظر تستحق التأمل فيها .
لكن "القائد" الشيوعي والذي يدعم النظام والدولة السورية، وهذا حقه الطبيعي ، لم يجد ما يرد به على رفيقته في نفس الحزب ، والتي تختلف معه في تقييم الوضع السوري ، وهذا حقها طبعاً ، لم يجد وسيلة للرد عليها سوى ، كلمات بذيئة ، من شاكلة "..يؤهلك لكي تكوني قائدة ثورة جهاد النكاح " !!
فقط ومن أجل إحقاق الحق ، فقد كان رد فعل الحزب الشيوعي على هذه البذاءة وهذا السلوك، سريعا وحاسما.. فقد قام الحزب بتجريد هذا القائد من كل صلاحياته ..
وبعيداً عن البذاءة والتي تحمل في ثناياها ، موقفا ذكوريا من المرأة، والذي لا يرى من المرأة سوى "فرجها"، بعيدا عن كل هذا، ما لفتَ انتباهي هو موقف "الثوريين"، من المرأة بشكل عام .
صحيح، بأن هؤلاء "الثوريين" ، يتشدقون وبملء أفواههم عن حقوق المرأة ومساواتها في كافة المجالات ، إلا أن نظرة سريعة على واقعهم تُثبتُ العكس تماما..
فلو نظرنا إلى نسبة تمثيل النساء في مؤسسات هؤلاء" الثوريين" ، على إختلاف مسمياتهم وتنظيماتهم ، سنكتشف بأنها لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، بل وقد تصل نسبة التمثيل في القيادات العليا الى الصفر.
إنهم يتبنون ، وربما بشكل غير واع، التنظيرات السلفية للمرأة ، بأنها ضلع قاصر، يجب ان تمكث في بيتها لتربية الأولاد والقيام على راحة القائد "الثوري " الملهم ... !! ناهيك عن اشباع رغباته الجنسية ..
الفكر والمُمارسة الذكوريان، لا يُمكن حصرهما وبشكل حصري، لدى المجتمعات التقليدية وفي الفكر السلفي ... فحاملي الفكر الذكوري ، لا يختلفون فيما بينهم ، سواء كان انتماؤهم "ثوريا" أو سلفيا ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟