أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - -بشار الأسد- و الناعقون على حلب














المزيد.....

-بشار الأسد- و الناعقون على حلب


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر الرئيس السوري في حوار مع قـناة روسية الاربعاء 14 ديسمبر 2016 بوجه متعب لكنه أكد إصراره على مواصلة الصمود.
كان واضحا جدا في عدة مسائل، و أبرزها هي التأكيد أن "داعش" في ذاته لا يملك أي قوة باعتبار افتـقـاده إلى أي حاضنة شعبية، و لكن يستمد قوته من الجهات الدولية التي صنعته و مولته و أمدته بالأسلحة، و قال أن "داعش" ما هي في نهاية الأمر إلا مجموعة مقاتلين مرتـزقـة لهدف تخريب سوريا و الدول العربية التي يراد تطويعها.
كان واضحا كذلك في فضح حجم الحرب الإعلامية المهولة التي تُـشن ضد نظامه، و قد تكلم بنبرة موضوعية و بلغة انكليزية طليقة، انه بافتراض صحة المعلومات حول ما يصيب المدنيـين من عمليات الجيش السوري و حلفائه، فلماذا لا يعرضون كذلك الضحايا المدنيين في الجهة المقابلة نتيجة صواريخ الإرهابيـين؟
كان واضحا كذلك في التأكيد أن الحرب الحقيقية هي ليست حربا أهلية سورية و إنما حرب بين روسيا و أمريكا. إما أن تـقبل أمريكا بأن عهد السيادة الأمريكية على العالم قد انتهى و بالتالي القبول بتعدد الأقطاب و السيادة الفعلية للدول و عدم التدخل فيها، و إما أن تـتواصل الحروب و تـنـشب حروب أخرى في العالم.
و عن الرئيس الأمريكي "ترامب" تساءل الرئيس السوري عن مدى قدرته على تـنـفيذ تصوره السياسي. إذا تمكن من ذلك فالعام سيعرف توازنا جديدا قائم على السلم الدولي.
و في إجابته عن سياسة العفو عن الإرهابيـين نعتهم أولا بوصف "إنسان" مما أدهـش الصحفية المحاورة فسألته لتـتأكد أنها ليست زلة لسان قائلة: " يعني انك تعتبرهم أناس؟"، فأجاب نعم هم أناس أصبحوا إرهابيـين نتاج وضعيات مختلفة، فمنهم من اجل المال، و منهم لأسباب إيديولوجية، و منهم اضطر إلى ذلك لعدة أسباب. أما عن العفو فانه أقـر بالخسائر فيها لأن عـددا منهم قد عاد لرفع السلاح ضد الدولة، و لكنه أكد أن عـددا منهم كذلك قد عاد للحياة الطبيعية مثلما أن بعضهم قد أصبح جنديا في الجيش السوري يحارب الجماعات التي كان ينتمي إليها سابقا..
أما عن الضحايا من المدنيـين فقد أكد أن مراسيم العفو و الهدن المتـتالية و الممرات الآمنة كلها كانت لأجل تخـفيض عـدد الضحايا من المدنيـين أكثر ما يمكن، أما تحديد كفاية ذلك من عـدمه فالتـقيـيمات نسبية.
كما أن الأطراف المتباكية على "حلب" اليوم كذبا و نفاقـا تـتـناسى مسؤولية الإرهابيـين في إصرارهم على التواجد وسط المدنيـين رغم الطلبات العديدة من الدولة لخروجهم الآمن، مثلما حدث في عدة مناطق أخرى.
و بالتالي ألا يتطلب التـفكير السياسي الواقعي في المسألة السورية اليوم هو الابتعاد عن منطق تحميل المسؤولية باعتباره حلقة مفرغة لدائرة جحيمية، نحو البحث الجدي عن كيفية إنهاء الحرب و كيفية صياغة حل سياسي يستـند إلى الاعتراف بوجود النظام الحالي باعتباره عنوان وحدة الدولة السورية و هو العنوان القاعدي لكل حقوق ممكنة، و بالتالي الاتجاه نحو مفاوضات سياسية غايتها خلق معـطى سياسي جديد يشهـد انـفـتاحا و مكاسب حريات ممكنة تؤسس للتوحيد الفعلي بين السوريـين بعناوين الكرامة الإنسانية الفعلية و واجب الدولة في حفظ كرامة الإنسان..
لكن الإشكالية في هذا المسار تجدها فيما يسمى بالمعارضة السورية المرتبطة بالدول الأخرى و أجنداتها مثل السعودية و قطر و تركيا و إسرائيل و أمريكا و فرنسا. لو كانت المعارضة السورية ذات أجندات وطنية سورية بحتة لاتجهت في هذا الاتجاه بكل يسر.
فالأكيد أن هذه الأجندات الخارجية لا تهدف إلى ديمقراطية حقيقية في سوريا. لو كان للشعب السوري أن يفـرض إرادته لاتجه مباشرة إلى محاربة الكيان الصهيوني و إرجاع لبنان و الأردن و فلسطين إلى سلطة دمشق باعتبار الكيان الشامي الواحد إضافة إلى الموصل العراقية. هل في صالح الدول الداعمة للمعارضة السورية تجـسيد هذه الإرادة العميقة للسوريـين؟ و بالنسبة لهذه الإرادة العامة أليس النظام السوري الحالي أقـرب إليها مما يسمى معارضة سورية؟
من الواضح أننا في سوريا لا نتحدث بتاتا عن ثورة، و إنما عن حركة انحطاط تاريخي معاكسة لأي مضمون ثوري حقيقي باعتباره حركة تـقـدمية في التاريخ. إن ما نـشهده في سوريا حركة ارتكاس نحو الإمارات الشامية المتـناحرة قبل و بعد صلاح الدين الأيوبي.
و الغريب في الأمر حقيقة هو وقوف بعـض ممن يتـشـدقون بالوحدة العربية مع تمزيق سوريا لان النظام متحالف مع إيران. كيف يكون المرء قوميا عربيا و في نفس الوقت يكون معاديا للنظام السوري عـدو إسرائيل و حزب الله المقاوم لإسرائيل؟
ألم يقل "ميشيل عفلق" أن طريق الوحدة هو طريق تحرير فلسطين و أن طريق تحرير فلسطين هو طريق الوحدة؟
أليس من العار أن يتـفـق موقـف هؤلاء مع إسرائيل و أمريكا و الرجعيات العربية؟ أما عن حلب و بكاء التماسيح حولها، ألم يقـتـل "صدام حسين" الآلاف بدون رحمة أو مراسيم عـفو أو ممرات آمنة فيما سمي بـ"صفحة الغدر و الخيانة" في سنة 1991 للحفاظ على وحدة الدولة ؟، أيكون ذلك محمودا و صنيع "بشار الأسد" مذموما؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف و الاستبداد
- الفوضى السياسية في تونس
- مارد الاستثمار في تونس
- وقف سلسلة الانتقام في تونس
- بوح معذبي الدكتاتورية في تونس
- مهزلة العراق الجحيمية
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة
- أمريكا الداعشية
- -بورقيبة- و الثورة
- -يلزمنا ناقفو لتونس- رئيس الحكومة الجديد يستحضر شعار -شكري ب ...
- في الالحاد الاسلامي
- الفردوس المفقود المأمول
- رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - -بشار الأسد- و الناعقون على حلب