أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كمال - ساره الهاني ملكة الصوت الغنائي














المزيد.....

ساره الهاني ملكة الصوت الغنائي


محمد كمال

الحوار المتمدن-العدد: 5370 - 2016 / 12 / 13 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


سارة الهاني ملكة الصوت الغنائي
سارة الهاني من نبت الأرز في لبنان و قد أكرمتها الطبيعة بِمَلَكِيَّةِ الصوت ، فهي صاحبة صوت تملك الصوتَ و تُطَوِّعُهُ و تُنَغِّمُهُ، و لا يجهدها ملكوتُ الصوتِ مهما تمادى الصوت بأعالي الطبقات و بمدى الترددات ، فإن سارة الهاني هي ملكة الصوت الغنائي بكل تجليات الصوت و طبقاته و تعرجاته و تلاوينه ، الصوت الغنائي الذي لا يتكرر عبر العهود و العصور إلاّ فيما ندر، و ها نحن اليوم ، في هذا العصر من الزمان ، شهود على فنانة بالفطرة و بالطبيعة و بأصالة مكوناتها الذاتية تخترق عالم الفن الغنائي دون منازع، فكأننا بها دُرَّةُ العصرِ و نعمتها لأبناء هذا الزمان... أجمل و أرقى صوت و أقوى صوت تشهده غُرَّةُ القرن الواحد و العشرين في عالمنا العربي.
إطلالتها الأولى كانت على إحدى قنوات التلفاز اللبناني في مسابقة الغناء و أمام لجنة تحكيم مكون من كبار الموسيقيين و الفنانين ، و أمام حشد من عشاق الغناء و الموسيقى. إختارت للمسابقة أغنية من الماضي الأصيل ، ماضي الإبداع في ثالوث الصوت و النغم و الكلمِ، إختارت أغنية "ليالي الأنس في فينا" ، كلمات الشاعر أحمد رامي ، المبدع في الشعر و أمير الشعر الغنائي ، و أنغام الموسيقار فريد الأطرش المبدع في إخراج التلاوين المتعددة لجمال النغم الشرقي في أصالته الشرقية و في تمازجه الكيميائي مع ثقافة الموسيقى الغربية و خاصة الكلاسيكية منها. و هذه الأغنية هي من المستوى المعياري في تقييم النغم و الأداء الغنائي، و ليس بمقدور كل من إدعى الغناء أن يتقن أداء هذه الأغنية الكاملة الأركان كلمة و نغماً و أداءً. وقفت الشابة الجميلة سارة الهاني يزينُ جمالُها فستاناً أحمراً بينما ينساب شعرها الأسود الحريري اللَّمّاع الطويل مغطياً سطح ظهرها ، وقفت وقفة الجمال مثلما وقفة الجمال الأسطوري لڤينوس الإغريق و أفرودايت الرومان، هكذا كانت طلتها قبل الغناء ، فأبهرت الحضورَ بحضورها ، فترقب الحضور عمّا سيجود به هذا الجمال الصامت من جمال النطق بالغناء. إنسابت الأنغام من آلات الفرقة الموسيقية و إنطلقت من أوتار حنجرتها أولى الكلمات "ليالي الأنس في ڤيينا..." ، و انسابت من معين الحنجرة عبر تناغم اللسان و الشفتين كلمات رامي في أداء غنائي يكاد أن يفوق أداء إسمهان ذاتها، فكان أداؤها مميزاً رائعاً ملائكيُّ التغريد بالكلمات و بتناغم دقيق متكامل الجمال و الكمال مع كل نغمة تنطلق من جوقة الفرقة الموسيقية؛ الكلم و النغم و الغناء ، كلها إنسابت في وحدة جمالية كاملة الجمال، فنسى الحضورُ حضورَهُ و إنحصرَ الحضورُ في صوتٍ ملائكي يجود به جمال سارة الهاني؛ لم يتمالك أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم أمام هذا الجمال المزدوج، جمال القوام و جمال الغناء، فوقفوا على أصابعِ أرجلهم يصفقون لها و هم مبهورون بهذا الصوت الرائع الجمال الذي جاءهم من ظهر غيب، و لم يكن الجمهور الحاضر في صالة المسابقة ، و الغائب أمام شاشات التلفاز أقل إنبهاراً بهذا الصوت الذي لم تعهده آذانهم ، و يكتمل جمال القوام مع هذا الصوت الرائع الجمال.
كانت هذه بداية سارة الهاني، و من ثم غنت للكثيرين و اتقنت و أضافت إبداعاً غنائياً في الأداء ، و من الأغاني القوية في بنيتها الموسيقية و لوازم الأداء و التي غنتها بقوة تفوق قوة صاحبها هي أغنية " لبنان يا قطعة سما" للمطرب اللبناني وديع الصافي المشهور و المعروف بأنه يمتلك أقوى و أجمل صوت رجالي في العالم العربي ، و كان الصافي حاضراً و سارة تغني أغنيته، فانبهر وديع الصافي بأدائها فأخذ يصفق تارة و يرفع يديه تارة أخرى يحركهما في حركات متماوجة راقصة من فرط إعجابه بروعة الأداء الذي تخطى حدود جمال صوت وديع الصافي نفسه، و كأني به يقول بإعجاب المتواضع المحق في حكمه : " كم جميلٌ أن أسمع أغنيتي بصوتٍ أجمل من صوتي"؛ هكذا أداء هذه الحسناء التي ملكت جمال الصوت و القوام معا...
هذه هي سارة الهاني جميلة الجمال في بنيتها الأنثوية الكاملة الكمال، و مالكة الصوت الغنائي الذي تسجدُ له الأنغامُ إجلالاً و تعظيماً ، و تشتاق كلمات الشعر أن تنسابَ عبر لسانها و شفتيها...
يقيناً فالصوت مُلْكُ يمينها ، و لكن هل يكفي الصوت وحده لينتج ثمرة غنائية متكاملة الأركان ؟ هنا يقف الصوت على مفترق طرق ... هذه الملكة الصوتية في حاجة إلى نغمٍ من موسيقيٍّ عبقريٍّ في صياغة ألوان النغم الذي يتكامل مع طبيعة الصوت و معاني الكَلِمِ؛ عبقري موسيقي من معيار الموسيقار محمد عبدالوهاب و السنباطي و فريد الأطرش و بليغ حمدي و الموجي، فمثلاً و بعيداً عن الحصر لقد أبدع عبدالوهاب في ترجمة كلمات الشاعر نزار قباني بمعاني النغم و عرف بخبرته و علمه الموسيقي الصوت الذي يتلائم مع ذاك المزيج من الكلم و النغم ، فكان الصوت الذي اختاره هو صوت نجاة الصغيرة، و الى اليوم لم يخرج إلينا ملحنٌ قادرٌ على ترجمة شعر نزار قباني أو أي شعر آخر بمعاني النغم رغم محاولة البعض و لكن دون نجاح يستحق التقدير و الإعجاب .
الخوف و الهاجس المؤلم أن ينزلق هذا الصوت في غياب الصياغة الموسيقية الملائمة الى مستويات متدنية من النغم و الكلم تعبث بالصوت و تشرذمه و تفكك أوصاله إلى أن تغتاله و تُقْبِرُه، و من أشد المنزلقات جرماً بحق هذا الصوت هو الإنصياع إلى إغراآت المال و الثراء على حساب القيمة النوعية لثمرة الغناء المتكامل الأركان؛ ذاك الثالوث الأركان، الشعر المعبر و النغم القادر على ترجمة الشعر و إحقاق صوت سارة الهاني حق قدره و حق طبيعته و حق مَلائِكِيَتِه...

محمد كمال
2 ديسمبر 2016
--------------



#محمد_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة باريس و الحوار المرعوب
- رمسيس مصر و مصر السيسي
- ماضي التضامن و حاضر التشرذم
- الاعلام و الاٍرهاب
- الطائفية و الوعي الوطني
- دم المرأة بين عارها و شرف الرجل
- المنظومات الفكرية والالتزام العاطفي بها
- التصورات حول الأوضاع العربية
- طنين الإرهاب في فرنسا
- ماضي التضامن وحاضر التشرذم
- الجنوب اليمني وعودة الوعي
- الذكر والأنثى والتفاضل بينهما
- وعود برلمانية في أكفان زاهية
- آفاق تكنولوجيا المعلومات
- الانتخابات بين المترشح و الناخب
- الانتخابات بين المشاركة والمقاطعة
- الخطاب الطائفي المعارض
- توظيف الطائفة في الطائفية
- التمازج بين العقيدة والتاريخ
- التناظر بين البيولوجيا و الدولة


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كمال - ساره الهاني ملكة الصوت الغنائي