أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - مجزرة باريس و الحوار المرعوب














المزيد.....

مجزرة باريس و الحوار المرعوب


محمد كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة باريس و الحوار المرعوب
كان الرئيس الفرنسي في الاستاد الرياضي يشاهد مباراة كرة القدم بين الفريق الفرنسي و الألماني ، عندما دلف الى منصته نَفَر من الأمن الخاص و أخذوه من ذراعيه و أخرجوه من باب خلفي الى مكان آمن ، و في هذا الأثناء كان رئيس الفريق الأمني يهمس في أذنه: سيدي هناك عمل ارهابي كبير يضرب باريس...
و قبل أن يكمل رئيس الفريق الأمني همسه في أذن الرئيس و إذا بالهاتف النقال السري للرئيس يرن ، و يقرأ الرئيس على شاشة الهاتف "وزير الداخلية"، و بسرعة يلتقط الرئيس الهاتف ، و قبل أن يتفوه بكلمة "هالو" يبادره وزير الداخلية و هو في حالة ارتباك و حرج ...
وزير الداخلية (على الهاتف): سيدي الرئيس ، عمل ارهابي يضرب باريس الآن.
الرئيس: أوف... أوف أوف... هؤلاء الاغبياء؛ قل لي ماذا حصل و ماهي نتائج هذا العمل الاحمق...( و غضب في داخله يتجادل : داعش يا داعش يا غبي يا احمق)...
وزير الداخلية: سيدي مازال الحدث ساخناً و الارهابيون يحتلون صالة كبيرة و يأخذون رهائن و ربما يقدمون على قتلهم... هناك قتلى و جرحى ، و إطلاق النار و تفجيرات القنابل مازالت متواصلة...
الرئيس (غاضباً): و ماذا تفعلون أنتم في هذه اللحظات يا جهابذة الأمن و حماة الوطن.
وزير الداخلية (مرتبكاً و محرجاً، و لسان حاله ينذره برأسه): سيدي الامر ليس بهذه البساطة فقواتنا تحاصر الإرهابيين و قد قتلنا أثنين منهم و نحن نراقب المشهد بدقة ...
الرئيس ( واضعاً يده على رأسه حيناً و يغطي به وجهه حيناً): و ماذا عن الاعلام... اع... عني الإذاعة و التلفزيون و غيرهم من المتطفلين الانتهازيين؟
وزير الداخلية ( ناظراً حوله و هو يأخذ خطوات متسارعة الى أحد المصورين من فريق إحدى محطات التلفاز): سيدي إنهم يغطون أمكنة الحوادث كلها ، و إذاعات التلفاز كلها تغطي الأحداث لحظة بلحظة...
الرئيس ( يخاطب نفسه: أكيد... أكيد... هؤلاء الاوغاد نزلت عليهم فرصة من السماء، سوف يصولون و يجولون... هاهاها.... و طبعاً يفضحون): ليكن معلوماً لديك... لا أريد أن أسمع تصريحات بلهاء من جانبكم مع الاعلام قطعياً، كونوا على حذّر شديد منهم ، فهم يصطادون في المياه العكرة، فكيف و المياه متلاطمة... أكرر ... و احذر... لا أحب ان اسمع تفاهات ...(لحظة صمت)... محرجة ... نعم محرجة... و انت تعلم ما أعني بمحرجة ... ( يخاطب نفسه: انتهازيون اوغاد ... سوف يكشفون أوراقاً مثيرة و هم يفتحون شاشاتهم للانتهازيين الذين يوصفون بالخبراء و المتخصصين ، و خاصة ذلك اليسار الذي يلاحقنا في كل شاردة و واردة،... أما السيدة المشاغبة لوبان فنحن قادرون على اللعب معها على طاولة روليت السياسة... لكن كيف يمكن إطفاء النار التي سوف يشعلها الماركسيون و اليسار عامة... لا بد من فعل شيئ حتى لا يؤثر حدث غبي أحمق من اولاد داعش على مخططاتنا و مصالحنا... فنحن لم نكمل بعد صفقة الأسلحة مع...) ... و يرن هاتفه النقال قبل أن يكمل حديث النفس للنفس... وزير الخارجية على الطرف الآخر...
وزير الخارجية (صوت قوي حازم صارم واثق من نفسه و لكنه متسارع): لا بد... معذرة... سيدي، لا بد أنك علمت عن الكارثة التي فجرها أولاد داعش ضدنا ... هذا العمل الجنوني لم يكن في وارد الحدوث منهم خاصة و أننا...
قاطعه الرئيس قبل أن يكمل سرد دهشته: أعلم ... أعلم ... يا فابيو...س... نعم ... نعم ... الحمقى و الاغبياء يأخذون قرارات غير محسوبة بدقة المصالح ... نعم المصالح بعيدة المدى... الاغبياء و الحمقى لا يستطيعون أن يدركوا تكتيكات المناورة السياسية و بعضاً من الخدوش العسكرية...
وزير الخارجية ( متلعثماً و كأنه يبحث عن كلمات مناسبة غير محرجة): نعم سيدي... أنا أقدر ... أفهم ... أدرك ... موقفك ... ( لم يكمل كلامه)...
يرد عليه الرئيس بحنق و شيئ من الاستهزاء: و موقفك يا أيها الدبلوماسي المحنك ... نعم الدبلوماسي المحنك الذي يريد أن يتملص من الفضا... من القضايا و يتركني أواجه العاصفة وحدي...
وزير الخارجية و الكلمات تخرج متثاقلة من تحت لسانه: سيدي... لكم كل الاحترام و التقدير... لم أكن أقصد إساءة الى مقامكم الرآسي المهم و الكبير...
الرئيس و الكلمات تخرج من تحت لسانه كالقذائف: و ماذا بعد... و ماذا بعد... و ماذا بعد...
وزير الخارجية بشيئ من الراحة: سوف أتصل بالرئيس أوبا...
قاطعه الرئيس قبل أن يكمل حديثه: لا يا غب... لا يا فابيو... س... لا ... لا ... و من ثم لا... عليك أولاً بالإعلام ... فمشكلتنا داخلية ... الالم في المعدة ... القضية في بيتنا... الاعلام و من ثم الاعلام ... عليك أن تعمل على مدار الساعة مع وزير الاعلام و الجهات الرسمية المرتبطة بالإعلام ... لماذا... قل لي لماذا... يا سيد فابيوس... يا عزيزي فابيو... س ... حتى لا يفضحُ الاعلامُ الديمقراطي و يكشف الخبايا المستورة ... الخبايا المستورة عن أضواء الاعلام... أي عن الشعب المخد... أعني هناك ، مثلما تعلم ، قضايا ليس من المفترض أن يعلمها الشعب حتى لا تقع في أيدي الأعداء ... كلنا نعلم ذلك ... المصالح الاستراتيجية ... في بعض تعرجاتها تلتف على الديمقراطية ... و هكذا نصون ديمقراطية الشعب... و لكن... على أية حال ... عندنا ... همممممممم ... فضيحة... فضيحة... الاعلام سوف يكشف المستور ...
وزير الخارجية (شبه مرعوب ، و لا إرادياً يسحب المنديل الذي يزين جيب معطفه و يمسح به جبينه و ثم يلقيه على الارض... هذا الوزير صار في حالة تصرف لا إرادي ):
نعم... نعم... سيدي ... فوراً... فوراً ... فوراً...

محمد كمال
16 نوفمبر 2015
----------------



#محمد_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمسيس مصر و مصر السيسي
- ماضي التضامن و حاضر التشرذم
- الاعلام و الاٍرهاب
- الطائفية و الوعي الوطني
- دم المرأة بين عارها و شرف الرجل
- المنظومات الفكرية والالتزام العاطفي بها
- التصورات حول الأوضاع العربية
- طنين الإرهاب في فرنسا
- ماضي التضامن وحاضر التشرذم
- الجنوب اليمني وعودة الوعي
- الذكر والأنثى والتفاضل بينهما
- وعود برلمانية في أكفان زاهية
- آفاق تكنولوجيا المعلومات
- الانتخابات بين المترشح و الناخب
- الانتخابات بين المشاركة والمقاطعة
- الخطاب الطائفي المعارض
- توظيف الطائفة في الطائفية
- التمازج بين العقيدة والتاريخ
- التناظر بين البيولوجيا و الدولة
- لاستبداد سَيِّدٌ في نفوسنا


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - مجزرة باريس و الحوار المرعوب