أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - التصورات حول الأوضاع العربية















المزيد.....

التصورات حول الأوضاع العربية


محمد كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الأوضاع في مساحة الجغرافيا العربية تمر في منعطف حاد، بعد أن تخطى تراكمُ الاستبدادِ و الفسادِ و سوءُ الادارةِ النقطةَ الحرجة؛ و النقطة الحرجة هي محطة تغيير الاتجاه و الإقبال على تحولات نوعية تمس كامل الهيكل الهرمي للكيانات ما قبل النقطة الحرجة، و ميزة النقطة الحرجة، في ظل قوانين الجدل، أنه لا عودة الى ما قبلها، و انه من الحكمة لأطراف العلاقة التيقن من هذه الميزة شبه المطلقة، فالقادم قادم مهما تَلَمَّظَ طرف في الصراع مذاق العهد الذي وَلَّىْ، فلقد أقفلت النقطةُ الحرجةُ الأبوابَ الكبيرةَ للماضي بفعل الماضي ذاته. والقادم من الايام بعد منعطف التغيير ليس بالضرورة أن يكون أفضل من ماضي العهد والزمان، ولكن قانون التغيير الذي يرتكز على جدلية العلاقة بين ألكم و النوع، لا سبيل الى تخطيه أو الالتفاف حوله بغية المحافظة على سوابق الايام، مثلما الشيخوخة، وهي تحول نوعي بفعل تراكم سنين العمر؛ ولا يمكن للبعير تَحَمُّلَ تراكم الأثقال الى ما لا نهاية، فهناك تلك القشة الأخيرة المُضافة الى ألكم الهائل من القش والتي تودي بحياة البعير. وعلى خطى هذا المنعطف الحاد وتغيير دفة المسار وحتمية قانون التغيير، تمر الساحة العربية بمرحلة انتقالية تتسم باللهيب الحارق، والرعب الدموي الى مستويات المجازر، والعنف المدمر للبنية الاساسية الى هاوية التبسط والنتوآت على سطوح الارض المعمورة والمسكونة وإلى التردي و الردى. وما هذا العنف والدموية في مرحلة التغيير إلّا إنعكاس لطبيعة العلاقة التي كانت تتحكم بين الأطراف المتصارعة في مراحل ما قبل الانعطاف الى مسار التغيير. هكذا هكذا، و إلّا كيف يمكن بناء صرح جديدٍ إن لم يكن على أنقاض ماضٍ قد مضى. وما صار عنفاً إلّا مما كان عنفاً ، و ما صار الردى إلّا مما كان قد تردى؛ فِعْلٌ بِفِعْلٍ، والسابق على الحاضر أبدي. هذا واقع قائم، تتعارك فيه أطراف المكون الوطني على مساحات الاوطان العربية، وتتعاطى معه قوى إقليمية ودولية، وتتشكل مع تعدد بؤر ومواقع التعارك تحالفات ذات مصالح متضاربة ومتناقضة؛ وهذا التداخل والتدخل أمور يفرضها واقع العصر والزمان، حيث أن دول العالم كلها متشابكة في نسيج من المصالح، منها المتناغمة ومنها المتناقضة، ومن البديهي و الحالة هذه، أن تحرص دول الجوار والدول البعيدة على مصالحها وترصد مجريات الأحداث الساخنة وتتدخل بما يتلاءم مع مصالحها، وعادة ما تكون هذه المصالح، وخاصة مع الدول الكبرى، مرتبطة بأجندات استراتيجية تتخطى المدى المنظور للمصالح الى مدى أبعد وأهداف أعمق من مجرد المصالح بالتعريف الوطني المحدود؛ وهذه الدول الكبرى تضم مساحات مناطق النفوذ في دائرة مصالحها، مما يعقد الأمور للدولة الوطنية التي تمر في مرحلة انتقالية حادة ذات أبعاد مصيرية نوعية. وهذا الواقع العربي بكل تداعياته وفعل التآكل في مؤسساته القائمة والتناحر بين مجموعاته و المؤامرات المتبادلة بين قياداته وساسته ، إلّا أنه واقع طبيعي من المنظور التاريخي بمحتوى صراع الأضداد في علاقاته الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية؛ والتاريخ شاهد بأن التحولات الكبرى في حياة الشعوب تقتضيها صراعات كبرى وتضحيات أكبر، حتى يمكن للتحول أن ينتج واقعاً نوعياً جديداً بمكونه البشري والفكري والمؤسساتي، ويرسم معادلة جديدة لاستراتيجيات قادمة تلبي حاجيات ومقتضيات و أهداف التحول الكبير. ومع هذا الواقع المعقد و المتلاطم تتعدد الرؤى والتصورات، فمنها الموضوعية الحريصة على رصد الأحداث ولملمة الحقائق وتمريرها في مختبرات الفحص والتدقيق والتحليل والخروج بنتائج تلامس موضوعية الواقع وحقائق الأمور، ومن عادة هذه الأطراف أن تكون محايدة أو مرتبطة بالمستجدات بعلاقات طبيعية، حتى وإن كانت تلك العلاقات تشوبها شيئ من الاختلاف وبعض من التناقض. ومن التصورات ما هي ذاتية النزعة تتحسس الرغبات وتستنبط الآمال مع انفاس الشماتة والحقد والكراهية، وهذه التصورات من الطبيعي والمتوقع أنها تنطلق من أكثر الجهات توجساً وخوفاً من المحيط المتعارك الذي تعيش فيه، وهي بهذه الحالة ليست في وضع طبيعي وواقعها المعاش يتسم باللاواقعية والهشاشة الوجودية؛ وهكذا فإنها تعيش عالمها الخيالي وتقرع طبول الانتصار على هوى التصارع في الضفة المعادية والمتناقضة معها سياسياً وثقافياً وحضارياً، وهذه الضفة المعادية لها هي المحيط الشامل والأشمل لِجُلِّ الجغرافيا والديموغرافيا، و هي الراسخة الباقية رغم الكوارث و المآسي. ومن نكد الزمان وفرائز الاقدار على الساحة العربية وشعوبها، هذا الزمان العصي على الهضم وتلك الاقدار التي لا مناص من مواجهتها، أن تكون دويلة إسرائيل محشورة في ثنايا الجسم العربي، لا بفعل طبيعة التاريخ ومقتضياته، بل بفعل الحشر القسري - الاستعماري - في هذا الجسم، مثلما الجرثومة في الجسم. فهذه الجرثومة محشورة بيننا وتحشر نفسها في قضايانا، وهي الصوت النشاز على الساحة العربية؛ ومن المفارقات غير المنطقية وغير العقلانية أن تترنم الدول الغربية طرباً على هذا الصوت النشاز. أصوات اليمين المتطرف والمعادي لطموحات الشعوب العربية و على رأسها اليمين الاسرائلي تتغنى بتغريدات الأماني التي تدغدغ أوتار الانا في النفس المتوجسة، واناشيد الأحلام بفضاآتها الخيالية النابعة من الخوف على الكيان وعدم الطمأنينة لاستمرار الوجود، معتبرة الواقع الحالي في العالم العربي بمثابة هلاك للمحيط الرافض لكيان شاذ في بيئة لا يمكنها أن تغذي هذه النبتة المغروسة بفعل قسري وإرادة خارجية غير مستقرة في تقلباتها المصلحية والاستراتيجية؛ وكيف أن هذه النبتة لا تعيش من ذاتها وبذاتها، بل هي تستعيش من ماء يأتيها عبر القارات ومن تربة ليست التربة التي غُرِسَتْ فيها؛ وهذا المُكَوَّنُ الاستيطاني في أصله لا يغفل ولا يُفَرِّطُ في فرصة مهما كانت هزيلة من أن يستغلها بكل أنواع الحيل والمؤامرات والتدخل من أجل شَلِّ هذا المحيط العربي الرافض، وقتل روح الرفض والمقاومة في الثقافة العربية. الواقع العربي صعبٌ الى درجات الْعُسْر المؤلم والتَعْسيرِ المرعب، وهذه مرحلة طبيعية في حياة الشعوب تقتضيها جدلية الحياة وقوانين التكوين والتغيير، بينما الواقع الاسرائيلي بناء مهزوز قاعدته دعم بارونات النظام الراسمالي، و أوهامَ أساطيرٍ مدفونة في مقابر التاريخ، وهذه القاعدة، طبيعياً وجدلياً، قابلة للتغيير والتحول من موقع جدوى الدعم الى موقع إنتفاء جدوى الدعم، والرأسمال يحسب معادلات الربح والخسارة، ومناهل الدعم قابلة للتحول من ضفة الى ضفة أخرى؛ وسوف تكون للتحولات الكبرى في الجسم العربي معادلاتها المصيرية الخاصة في كيفية التعاطي والتعامل مع الحاشر والمحشور.



#محمد_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طنين الإرهاب في فرنسا
- ماضي التضامن وحاضر التشرذم
- الجنوب اليمني وعودة الوعي
- الذكر والأنثى والتفاضل بينهما
- وعود برلمانية في أكفان زاهية
- آفاق تكنولوجيا المعلومات
- الانتخابات بين المترشح و الناخب
- الانتخابات بين المشاركة والمقاطعة
- الخطاب الطائفي المعارض
- توظيف الطائفة في الطائفية
- التمازج بين العقيدة والتاريخ
- التناظر بين البيولوجيا و الدولة
- لاستبداد سَيِّدٌ في نفوسنا
- من الأسرة إلى الدولة
- الاستبداد يُوَلِّدُ الإرهاب
- الجغرافيا العربية باحة لحرب المشاريع
- وأد الديمقراطية في دارها!!
- الاقتصاد أناني وسلبي
- النُخَبُ وهذه «الجماهير»
- رُبَّ ضارةٍ نافعة


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كمال - التصورات حول الأوضاع العربية