أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري 4 قصيدة النثر ..أينما ذهبت لطه خليل














المزيد.....

المشهد الشعري السوري 4 قصيدة النثر ..أينما ذهبت لطه خليل


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أينما ذهبت لطه خليل
ـــــــــــــ
لم يبرح الشاعر طه خليل الحقل النثري منذ نعومة أشعاره،فصاحب"بعد فوات الأحزان"و"ملك أعمى"يؤكد في مجموعته الثالثة"أينما ذهبت"أنه ماضٍ في ترسيخ دعائم قصيدة النثر المعنية بهوامش الحياة اليومية،فنصوص طه خليل بعيدة عن الانشغال بثقل القضايا الكبيرة،وبعيد أكثر عن الشعارات وعن الإيديولوجيات حتى عندما يتعلّق الأمر بالأكراد السلالة العريقة التي ينحدر منها،ويمكننا القول أن شعره مشغول بتفاصيل الحياة،وبخلجات الإنسان المأزوم المتورط بحياة لم يخترها،ولذلك فإن نصوص طه خليل نصوص قريبة من القلب،لا يتكلف القارئ الكثير من العناء لتمثّل مقولاتها الجمالية والفكرية،دون أن تشف بالمرة ودون أن تتلبّد وتتطلسم أيضاً.
ولشعر طه علاقة خاصة مع المكان فغالبية نصوصه تنطبع بحمى المكان الذي تنبثق منه شرارتها الأولى،وبسبب من تنقلاته الكثيرة في بلاد الله الواسعة استقطبت قصائده العديد من العلاقات مع الأمكنة بوصفها تجربة جديدة من جهة،وبوصفها نقطة بعيدة عن أرومة الشاعر كردستانه وجباله حيث يستطيع من هناك أن ينسج حنينه وأشواقه:
"لأنها تذكِّ،ولأنها عالية..ولأنها من أنين..
الجبال التي هناك،ما عرفت إلا البنادق،وما عرفتني
إلا محدودب الأشياء،حاملاً خرافاته،ووعود الآخرين
بوطن كامل.."...ص25
ولدى طه خليل قدرة كبيرة على استجرار الدهشة من القارئ،فهو شاعر يلتقط هاجس المفردة حين تبوح برحيقها السري،يعرف مغاليق المفردات ومفاتيحها،فنراه بكلمات قليلة يواجه مشقة الإدهاش،وينجح في خلق علاقة رائعة بين مفردات معدودة تخلق مجالها التعبيري برشاقة وإتقان:
"كل الموتى..
رسبوا في امتحان السنين..!!" .....ص40
ولأنه شاعر يحترف النثر،فقد تمكن من لغة نصوصه،وعرف كيف يوظّف قلق الروح،وارتعاشات الهواجس،وحركة العواطف البشرية من خلال نهج درامي واظب على تطريز النص به،وعادة ما يأتي الشاعر بعدة جمل مترادفة ومتتابعة تلهث خلف بعضها في تأزيم مقصود،ثم يأتي في النهاية بالجملة الصادمة التي تشعل المعنى وتفلته من شباك المباشرة الفجة،يقول في قصيدة(أصدقاء):
"أرشدهم دوماً
كي يضلّلوني
أشرح لهم ضعفي
وأعلّمهم كيف ينصبون لي المكائد
وأي الفخاخ ناجعة..
للإيقاع بي
هكذا ساعدتهم
لقتل الملل تحت ثلوج المنافي".........ص55
الجمل الأولى تتتابع في مباشرة ولا تملك أية شاعرية في حدّ ذاتها
ولكن الجملة الأخيرة تفجّر الدهشة الشعرية المطلوبة وتعيدنا إلى قراءة الجمل الأولى بروح مغايرة،وغالباً ما تسلك قصيدة طه خليل هذا المنحى،دون أن ننسى أن قدرة الخيال على إيجاد مشهد شعري متكامل تلعب دوراً حاسماً في النهوض بلغة النثر،وشحنها بمبررات افتراقها عن الكلام العادي،وهذا بالضبط هو الفارق الحاسم بين من يكتب قصيدة النثر بإبداع ووعي،وبين من يخبئون تحت يافطاتها الكثير من الكلام العادي.
ـــــــــــــــــ
2004أينما ذهبت ـ شعر ـ طه خليل ـ الناشر:دار الينابيع دمشق



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهي ...
- قديس العتبات
- المشهد الشعري السوري2 مجموعات نثرية..سيرة بئر لمحمد المطرود
- غسان تويني..معادلة الرجولة الخارقة
- الإرهاب وشعبولا ونظرية المؤامرة
- الإرهاب ونظرية المؤامرة
- هم أخوتي
- من مدونات الأبكم
- كيف تصبح بوقاً
- المشهد الشعري السوري 1
- دمعة مالحة كالفناء
- في الطريق إلى خيانة ناصعة
- عاهل السديم
- الديمقراطية كلمة لا محل لها من الإعراب
- الأنفال جريمة بلا عقاب
- قل ما تريد
- كما يحدث في كل موت
- يا للحياة
- وردة الدبلان
- طفل الحروب


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري 4 قصيدة النثر ..أينما ذهبت لطه خليل