أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الانتفاضات الفلسطينية في مسار النضال الوطني الفلسطيني















المزيد.....

الانتفاضات الفلسطينية في مسار النضال الوطني الفلسطيني


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 5367 - 2016 / 12 / 10 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتفاضات الفلسطينية في مسار النضال الوطني الفلسطيني
بقلم / عباس الجمعة
أثبت الشعب الفلسطيني كما كان دائما انه يمتشق من انتفاضاته سلاح الارادة والحجر ، وعندما نتحدث عن ذلك نقف امام الذكرى السنوية للانتفاضة الفلسطينية الكبرى الاولى التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ولا أقصد هنا تاريخ الشعب الفلسطيني أو المنطقة العربية فحسب، بل أشير إلى التاريخ العالمي، وشكلت نموذجا طليعيا في مسيرة النضال الوطني، لتشكل بعد مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو بوصلة انتفاضة الاقصى عام 2000 ، ولتحتل هذه الانتفاضة التي اتت ردا على كامب ديفد 2 وتدنيس المسجد الاقصى من قبل الارهابي شارون نقطة تحول في الموقع والمكانة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وها هي تفاعلاتها على مختلف الصعد والساحات تتواصل حاملة شتى الاحتمالات.
واليوم توالت بوادر ما قد تصح تسميتها بانتفاضة القدس، حيث تقدم شابات وشباب فلسطين في الضفة والقدس وغزة إلى صدارة المشهد، وفي سلسلة عمليات بطولية بأساليب مبتكرة، ردا على الوحشية الصهيونية ،
وبدلا من انتظار تعاطف ما يسمى بالمجتمع الدولي، أو التعويل على خرافة استئناف المفاوضات من أجل المفاوضات، وهي تؤكد على وحدة الدم بين القدس والضفة مع غزة ، ولتعيد تشكيل موازين القوى، من خلال وحدة الشعب الفلسطيني ، وجعل قضية التحرير الوطنى عنوانا رئيسا لكافة قوى وفصائل العمل الوطني الفلسطيني .
من هنا نرى ان تكامل الانتفاضات الفلسطينية يجب ان يستمر ويتصاعد ويتجدد في مسيرة النضال الوطني ، ونحن على ثقة بأن الشعب الفلسطيني يمتلك الارادة والاستمرار بمواصلة مسيرة الكفاح الوطني حتى الظفر بالحرية والاستقلال.
ونحن ننظر الى ما صدر عن مؤتمر حركة فتح السابع ، ونتطلع الى بلورة موقف فلسطيني موحد ، لأن ما ابتدعته انتفاضة القدس والمقاومة الشعبية ولجان المقاطعة ، يستدعي ضرورة إيلاء المزيد من الجهد والاهتمام في هذه العملية الكفاحية الطويلة، وليصار إلى إيجاد الصيغ المناسبة لضمان مشاركة جميع القوى والفصائل ،هذه مهمة ينبغي أن تبقى ماثلة أمام أعيننا جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .
وفي ظل هذه الظروف نؤكد بأن انتفاضة القدس اخذت الكثير من العبر والدروس من الانتفاضة الاولى بالمعنى الديمغرافي حيث شملت الانتفاضة الرجال والنساء والشباب والشيوخ والأطفال، ، فكان الشعب الفلسطيني طوال عام الانتفاضة ، يصنع ملحمته الوطنية كل في ميدانه ووفق طاقاته واختصاصاته، وكرست لدى أبناء شعبنا منظومة من القيم والمفاهيم والعلاقات الأخلاقية والاجتماعية الجديدة، التي تنسجم مع خصائص مرحلة الانتفاضة، ولا نبالغ في شيء إذا قلنا أن سمات الوضع الثوري الذي تعيشه أرضنا المحتلة قد بدأت تنعكس على كل بيت وأسرة ومواطن في فلسطين المحتلة، وان صمود الشعب الفلسطيني أقوى من كل هذه الإجراءات الفاشية للاحتلال ، وليس عنده اي استعداد لاية مشاريع مشبوهة للقبول بها، مهما غلت وتعاظمت التضحيات. ولقد بات يحدونا كبير الأمل في أن نتيجة هذا الفصل الجديد من فصول الصراع الفلسطيني- الصهيوني والعربي- الصهيوني، سوف تحسم لصالح شعبنا ، لذلك على جميع القوى والفصائل التمسك بما جاء في إعلان الاستقلال وسلسلة الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية، والنفوذ الهام الذي بدأت تحتله القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ، هذا بالإضافة إلى عشرات القرارات الدولية والإقليمية، فضلاً عن أجواء العزلة الخانقة التي باتت تحيط بكيان الاحتلال على الساحة الدولية.
أن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال قد تلمس بتجربته الحسية المباشرة خياره الوحيد خيار الاستمرار في انتفاضاته ومقاومته ، وباتت القضية الفلسطينية هي القضية التي تستأثر بالبحث والاهتمام، رغم إدراكنا العميق للعقبات والعراقيل العديدة التي مازالت تعترض سبيل هذا الحل، ورغم إيماننا التام بأن المسافة بين قيام الدولة فعلياً على الأرض مسافة طويلة ومريرة معبدة بالشهداء والتضحيات والعذابات.
لقد انهمكت الساحة الفلسطينية بالبحث في الأسئلة والاستحقاقات ذات الطابع السياسي المباشر والتكتيكي المتصل بالحركة السياسية ونضال الشعب الفلسطيني، من نوع المؤتمر الدولي، وليس من شك في أن هذا أمر طبيعي وضروري، فالاستحقاقات التي داهمت العمل الوطني الفلسطيني ، وهذا يتوجب الوقوف بتأن أمام كل ذلك، وخاصة اننا ما نزال من المؤمنين بأن قيمة أي تكتيك أو شعار مرحلي، إنما تكمن في قدرته على اختصار المسافة نحو تحقيق الاستراتيجية ، وباعتبار ان انتفاضة القدس والمقاومة الشعبية محطة نوعية في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني يمكنها أن تؤسس كمحطة نوعية جديدة في مسيرة النضال الوطني التحرري العربي.
إن العامل الفلسطيني بات عصياً على القسمة والاحتواء والوصاية والهيمنة من أي طرف كان، فالحضور الفلسطيني في ميادين المواجهة على أرض الوطن أو في المعارك الدبلوماسية أكبر من أن يجري الالتفاف عليه أو أن يوضع في أدراج هذا النظام أو ذاك وبات لاستقلالية القرار الوطني الفلسطيني تجسيداتها وتجلياتها التي لم يعد بمقدور أحد أن يقفز فوقها.
إن القضية الفلسطينية باتت تطرح وبكل القوة على الساحة الدولية بوصفها قضية تقرير مصير لشعب حرم من هذا الحق طوال أكثر من تسعة وثمانون عاما ، حيث هناك بارقة الأمل التي تحفز نضاله الجبار، وبات من الحقائق الثابتة أن هذه المسيرة المخضبة بدماء الشهداء ،ولسنا نبالغ في شيء إذا قلنا ان انتفاضات فلسطين التي يسطرها جيل الشابات والشباب ستدق حجارتها ناقوس الخطر ، لدخول مرحلة نوعية في وجه أطماع الاحتلال ومشاريعه ، ولن تتوقف مسيرة النضال حتى تحقيق راية العودة والحرية والاستقلال.
امام كل ذلك نرى إن سلاح النقد، والمراجعة، وتقييم المسيرة، وتسليط الضوء على كل ما رافق التجربة الوطنية والنضالية من أزمات ومشكلات هو نقطة البدء في هذه المسيرة الكفاحية الطويلة ، ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال من خلال منظمة التحرير الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها الوطنية ، والعمل على تحويل المقاومة والانتفاضة إلى محطة نوعية جديدة في مسيرتنا الكفاحية، من اجل الوصول الى شواطئ الحرية والاستقلال والعودة متظافرة مع جهود ونضالات شعبنا على ارض فلسطين والشتات ومع دعم وإسناد الأشقاء والحلفاء على المستويين القومي والأممي.
ختاما : لقد آن الأوان لكي نكف عن ترديد عبارات الأزمة أو "المصاعب" التي نواجهها ، وآن الأوان للشروع عملياً في رسم مسار الخروج من هذه الأزمة، ولست أتجنى على أحد إذا قلت أن الذين يقرون بهذه الأزمة ويتحدثون عنها هم المطالبون قبل غيرهم بالقيام بهذا الدور وبقرع ناقوس الخطر، ونحن بالطبع من ضمن هؤلاء، فنحن بحاجة الى الحفاظ على مسيرة الشهداء والاسرى حتى نيل شعبنا حقوقه الوطنية المشروعة .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الامريكية وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب
- الطائفية والمذهبية والمجتمعات
- الرأي والرأي الاخر
- عملية اشدود -اكيلي لاورو- وحرب تشرين
- انتفاضة القدس شكلت ينبوع الكبرياء
- الشهيد -ناهض حتر- الذي أرعب الظلاميين بفكره ومواقفه
- صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت
- اوسلو انتهى ..ما المطلوب
- عيد الاضحى ومأساة الشعوب
- الوضع العربي وقضية فلسطين
- بلال الكايد عنوان الحركة الاسيرة المناضلة
- ما بين تموز واب حكاية انتصار والمقاومة مستمرة
- عذبة حسن خضر باقية في ذاكرة المناضلين
- فلسطين الاستثناء
- التطبيع السياسي جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- سعيد اليوسف امتطى حصان المقاومة
- عملية تل ابيب تعيد الزمن الفلسطيني الجميل
- صمود المقاومة وانتصارها سحق غزو العدو للبنان
- انتصار المقاومة يصب في الحتمية الثورية للنصر الاكيد
- ذكرى النكبة بين الانتفاضة وحق العودة


المزيد.....




- أبرز المشاهير ونجوم هوليوود في زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز ...
- رئيس مجلس النواب الأمريكي يوجه رسالة لإيران بشأن المفاوضات - ...
- خان أمريكا ودخل السجن.. من هو نوشير غواديا مهندس طائرة الشبح ...
- روسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تن ...
- التطلعات الأوروبية في الخليج - مجرد صفقات سلاح؟
- مخرجات قمة الناتو في لاهاي في عيون الصحافة الألمانية والغربي ...
- السلوقي التونسي: كنز تراثي مهدد بالانقراض
- غرينلاند .. حين ينكسر الصمت
- -أطباء بلا حدود- تطالب بوقف مؤسسة غزة الإنسانية وسط اتهامات ...
- جامعتا هارفارد وتورنتو تضعان خطة طوارئ للطلبة الأجانب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الانتفاضات الفلسطينية في مسار النضال الوطني الفلسطيني