أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت















المزيد.....

صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت
بقلم / عباس الجمعة
مجرزة صبرا وشاتيلا هي أكبر من الصمت، هي ذاكرة شعب بكامله، لهذا اراد العدو الصهيوني منها اجتثاث الجسد، المخيم، البؤرة الثورية، التي كانت تتنفس منها روح المقاومة، خصوصاً في ظل ما كانت تمثله بيروت في تلك المرحلة من مكان لحركة التحرر الوطني العربية في مواجهة الامبريالية والصهيونية، ومن صمودها في مواجهة الاجتياح الصهيوني عام 1982، كما أراد العدو ضرب المخيم بما يمثل من هوية وطنية تتمثل في حق العودة، فكان اجتياح بيروت العربية عاصمة الصمود ودخول مخيمي صبرا وشاتيلا من قبل العدو الصهيوني وعملائه المعروفين وسمح بتنفيذ المجزرة بعد خروج المقاومة من بيروت وبضمانات دولية لحماية المدنيين، فكان الرد على المجزرة انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ورصاصاتها الأولى جعلت العدو يصرخ، فهي مقاومة معبأة بوعي هول المجزرة وبوعي وطني حقيقي ، وكانت العملية الاولى في ليل 20-21 أيلول 1982 قرب صيدلية بسترس في محلة الصنائع، نفذها ثلاثة مناضلين شيوعيين وأسفرت عن سقوط ثمانية جنود للاحتلال بين قتيل وجريح ، كما كانت رصاصات عملية "الويمبي الشهيرة " في شارع الحمراء في بيروت التي نفذها المقاوم خالد علوان احد ابطال الحزب السوري القومي الاجتماعي وادت الى مقتل اربعة ضباط صهاينة وجرح العديد من جنود الاحتلال، فكانت الشرارة الأولى التي حررت لبنان من رجس الاحتلال الصهيوني.
نعم مجزرة صبرا وشاتيلا اودت بحياة آلاف من ابناء شعبنا الفلسطيني واشقائهم من اللبنانيين القاطنين في المخيم، في السادس عشر من ايلول عام 1982 بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية اثر حصار بيروت في حزيران 1982، وان هذه المجزرة المروعة التي نفذت بإشراف وزير الحرب شارون آنذاك على يد جيشه وعملائه بحق الاطفال والنساء والسكان العزل، تكشف عن حقيقة وقيمة الوعود والضمانات التي قطعها مبعوث الادارة الامريكية بحماية سكان المخيمات بعد انسحاب القوات الفلسطينية في الاول من ايلول سبتمبر عام 1982، ودور المجتمع الدولي في حماية مجرمي الحرب ومدمني ارهاب الدولة من العقاب على ما اقترفوه من مذابح بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية منذ مجزرة قبية ودير ياسين وبحر البقر وقانا وجنين وحتى يومنا هذا، وهو الامر الذي يبرهن بأن وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده الوطني هو السبيل الوحيد لصيانة ارواح ابنائه ونيل حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف.
ان مجزرة صبرا وشاتيلا ليست كغيرها، انها ذكرى تضرب في أعماقنا كل سنة, بل كل شهر وكل يوم وكل لحظة، انها ذكرى لا تغيب عن أنظارنا، انها مجزرة العصر، انها أبكت الشجر والحجر, لكنها عجزت أن تبكي الكثير من البشر فهم ليسوا بشرا.
صبرا وشاتيلا ليست مجرد مكان، ولا مجرد مجزرة على لائحة المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، او الشعب اللبناني، او أي شعب عربي مقاوم، صبرا وشاتيلا كتلة بشرية كان من حقهم أن يستمروا في حياتهم، حتى لو كانت حياة فقر وتشرد، وما كان من حق احد ان يسلبهم حياتهم، او أمنهم، او كرامتهم، او لقمة عيشهم، في اية صورة من الصور، فما بالنا حين تكون تلك الصور على أشد ما يكون عليه العدوان همجية.
صبرا وشاتيلا، حكاية شعب كل ما اراده هو الحياة وكل ما حصل عليه هو الموت, ولكنه وبالرغم من كل ما مر به ما زال واقفا بعنفوان يتحدى وينتصر، بعدما غابت الحقيقة خلف الأفق كالشمس ولكن بلا عودة ، وبعدما كان كل مخيم وكل ساحة ملعب لتركيع وسفك دماء الشعب الفلسطيني أصبح من العار التخفي في تقاليد الجبن والرجعية، فها هي المجزرة تدخل عامها الثالث والثلاثون بلا إسم، بلا عنوان، بلا قضية،كما حصل في مجزرة نادي الحولة في مخيم البرج الشمالي محت أمواج الصمت الألوان ومات صدى الدماء في جوف الأرض.
مجزرة صبرا وشاتيلا هي واحدة من أبشع المجازر ، وهي واحدة من صور الإجرام التي لم ولن تنسى ولم يستطع غبار الزمن إخفاءها، كما لم يستطع التاريخ طمس معالمها، فهي باقية لم تغيب وحية لن تمت على الإطلاق، رغم محاولات قتل ذكراها، فهي ماثلة أمامنا، محفورة في أذهاننا و عقولنا، رغم محاولات مسح آثارها، شاهدة على أبشع صور الإجرام والقتل والعنجهية.
في الذكرى السنوية لمجزرة صبرا وشاتيلا نقول إن مرتكبي المجزرة معروفين للقاصي والداني، وعلى جميع المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية تحريك الدعاوى ضد مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا وتقديمهم للعدالة، لأن جريمتهم لا تسقط بالتقادم، فهي جريمة حرب بامتياز.
ان الحركة الصهيونية ما زالت تنتج كل عام، بل كل شهر ويوم ، كتبا جديدة، وأفلاما جديدة، وروايات جديدة، عن"الهولوكوست"، هذا بالإضافة الى تشييد المتاحف، وإقامة أجنحة خاصة بأرشيف الهولوكوست في الجامعات الكبرى، وكل هذا، والصهيونية ما زالت تعتبر نفسها في موقع الضحية، متجاهلة أحيانا، ومتباهية في أحيان أخرى، بأنها أصبحت هي الجلاد, ومن مهازل العصر ادعاء هذا الجلاد بأنه لا يفعل شيئاً سوى الدفاع عن نفسه، انهم لا ينسون، فلماذا ننسى، انهم يفعلون، فلماذا لا نفعل، انهم حولوا أنفسهم من جلادين الى ضحية، فلماذا نصمت، ومتى ندافع عن ضحايانا, متى ندافع عن وجودنا, ومتى ندافع عن مستقبلنا.
لهذا لا بد من التأكيد رغم هذه المجزرة التي استخدمت فيها كل الأساليب الوحشية الحاقدة ، بقيت مآثر الصمود الفلسطيني اللبناني والوحدة الوطنية ، وتفجر الطاقات الشعبية الجبارة في وجه أعداء السلام ، هذا هو السلاح الوحيد الذي اجبر الاحتلال وعملاثه على الاندحار عن ارض لبنان من خلال جبهة المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية، وها هو السلاح الذي لم يجرب على نطاق العالم العربي ضد نظم استحدثتها الامبريالية الامريكية والقوى الاستعمارية حتى تكون حليفتها الاستراتيجية التي تؤمن لها سيطرتها على مقدرات الامة وثرواتها ، حيث تقف قوى المقاومة وشعوبها بالتصدي للهجمة الامبريالية الصهيونية الارهابية التكفيرية ، حيث لا يمكن ان تنحني قامات الشعوب ومقاومتها وهامتها امام الهجمة وستبقى الى جانب فلسطين القضية والشعب والارض بمواجهة المتغطرسين المجرمين والقوى الرجعية المتساوقة معهم هؤلاء المجرمون متعددون الوجوه ورغم ذلك لابد للحق أن ينتصر، وان التاريخ لم ولن يرحم القتلة وسيأتي اليوم ليتم تقديمهم الي العدالة وشعب فلسطين سينتصر مهما طال الزمن ولا يمكن ان يسقط الحق الفلسطيني في التقادم او انتزاع حق العودة الي فلسطين من أي احد فهذا حق كفله القانون الدولي ، فهو حق مقدس غير قابل للتصرف
ختاما: لا بد من ان نحيي المتضامنين الدوليين من وفد " كي لا ننسى" الذي اكد على الاستمرار في الوقوف الى جانب قضية فلسطين في جميع البرلمانات الدولية والمؤسسات الدولية الى ان يعاقب مجرمي هذه المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، رغم خسارة المناضل الاممي ماوريتسيو موسولينو، الذي كان الصديق الحقيقي للشعب الفلسطيني، حيث عمل بصدقه العميق، ووعيه الأممي، والتزامه اليساري لنصرة القضية الفلسطينية وكفاح شعبها العادل من أجل الحرية والاستقلال والعودة، وقد عرفته أزقة مخيمات شعبنا في لبنان، اثناء زيارته للنصب التذكاري لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا ، باعتباره منسق جمعية "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" ، حيث تبقى كلماته تنطق بصوت الضحية ، ونقول ان مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى في الذاكرة الفلسطينية والعربية وستبقى برسم المحاكم الدولية ، وان التاريخ الفلسطيني لن ينسى ابدا دموية تلك المجازر مهما طال الزمن أو قصر فسوف يأتي اليوم الذي يعود الحق لأصحابه ، وان الشعب الفلسطيني سيكون قادراً على الصمود وإفشال المخططات الإمبريالية والصهيونية التي تستهدف حقوقه الوطنية مهما كانت التضحيات.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوسلو انتهى ..ما المطلوب
- عيد الاضحى ومأساة الشعوب
- الوضع العربي وقضية فلسطين
- بلال الكايد عنوان الحركة الاسيرة المناضلة
- ما بين تموز واب حكاية انتصار والمقاومة مستمرة
- عذبة حسن خضر باقية في ذاكرة المناضلين
- فلسطين الاستثناء
- التطبيع السياسي جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- سعيد اليوسف امتطى حصان المقاومة
- عملية تل ابيب تعيد الزمن الفلسطيني الجميل
- صمود المقاومة وانتصارها سحق غزو العدو للبنان
- انتصار المقاومة يصب في الحتمية الثورية للنصر الاكيد
- ذكرى النكبة بين الانتفاضة وحق العودة
- مناسبة الاول من أيار انطبعت عند أجيال متعاقبة من العمال
- اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال شائكة
- مجزرة قانا الشاهد .. هل يتساوى الضحية بالجلاد
- قراءة في الحرب الاهلية اللبنانية دروس وعبر
- دير ياسين والجرح النازف
- تغييب دور الشباب من المسؤول
- يوم المرأة هو يوم الانتصار لكرامة وحرية المرأة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - صبرا وشاتيلا هي اكبر من الصمت