أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - فلسطين الاستثناء














المزيد.....

فلسطين الاستثناء


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما يقف الشعب الفلسطيني ليعمد بدمائه طريق الانتصار عبر تشبّثه بحقوقه المشروعة، لم نتفاجأ بما تقوم به اللجنة الرباعية بدور مباشر تحت عباءة ألإدارة الأمريكية ، وتجديد دورها في تغطية السياسيات والممارسات العدوانية الاحتلالية لدولة العدو من خلال التركيز على إعادة إحياء "محادثات السلام" على ذات الأسس والمرجعيات التي مكّنت دولة العدو من استثمارها وتعميق احتلالها للأراضي الفلسطينية، ومساواتها في المسؤولية بين الضحية والجلاد.
ونحن من هنا نؤكد بأن انتفاضة فلسطين تستدعي من الجميع انهاء حالة الإنقسام التي ما زالت قائمة على الرغم من توقيع اتفاقات المصالحة ، لأن التحرك الفلسطيني الدبلوماسي مقيد بالعديد من القيود الداخلية ، وفي حال عدم الوصول الى توافق فلسطيني لانهاء الانقسام يجب ترك الامر النهائى للشعب الفلسطينى ليقرر ويختار مصيره ، وخاصة انه يقود نضاله في انتفاضة تواجه القمع الوحشي قتلا وإرهابا واعتقالا وتهجيرا، حيث تحولت الى رمزيّة نضاليّة، وصمود، ووحدة مصير وتمسّك بالحقوق المشروعة والعادلة، ولتصبح مقاومة الشّعب الفلسطيني رمزا للصّمود والتّمسّك بالحقّ في الحياة.
ان القضيّة الفلسطينيّة اليوم، لا يمكن أن تفهم بمعزل عن محيطها العالمي ومصالح النّظام الاستعماري الجديد، إن كان مباشرا عن طريق الاستيطان أو بطريقة غير مباشرة عن طريق الوكلاء من اللجنة الرباعية وغيرها ، لأنّها قضيّة شّعب يقاوم على واجهتين، واجهة عالميّة في ظل انحياز امريكي وحلفائه، والذي لا ينتصر للحق الفلسطيني بعد الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب، وواجهة وطنيّة تناضل من اجل عدالة وتقرير مصير لشعب يقاوم ويقدم التضحيات، تتجاوز استحقاقاته مسألة الهويّة أو الصراع الدّيني أو الحضاري، كما يراد التّرويج له، لأنّ الصّراع الحقيقي هو صراع مع الدّولة الصّهيونيّة، التي لا تخرج عن السّياق الاستعماري العالمي المستهدف للشّعوب في حقّها في الحياة، والنّضال ضدّها يمرّ، حتما، عبر نضال كلّ الشّعوب ضدّ الهيمنة ووحشيّة النّظام الرّأسمالي العالمي، وهي القضيّة التي تشترك فيها، اليوم، كلّ الشّعوب والقوى التّحرّريّة والتّقدّميّة، والتي ترى نفسها فيها، باعتبارها قضيّة إنسانية عادلة تتجاوز منطق الخصوصيّات والهويّات الضّيقة. فلا غرابة إذا:
وامام ذلك نرى حركة التضامن العالمي ولجان المقاطعة قد عززت ثقافة المقاطعة كجزء من ثقافة المقاومة والصمود في مجتمعنا، وهذا يؤكد ان الشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة تحرر وطني تتطلب استخدام كافة اشكال النضال ومنها حلمة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال، إلى جانب تصعيد حملة التضامن الشعبي والدولي وتعزيز المقاومة الشعبية على الارض في الميدان وكذلك العمل على عزل دولة الاحتلال بالمحافل الدولية كدولة استعمار استيطاني تقوم على فكرة التمييز العنصري.
ولهذا نرى ضرورة تطوير الحملة التضامنية مع الاسيرات والاسرى في سجون الاحتلال وتفعيل دور حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بالافراج الفوري عنهم من خلال حملة شعبية ضاغطة لنصرة قضية الاسرى في كافة اماكن تواجد الشعب الفلسطيني في الشتات والمنافي وخاصة في اوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا وغيرها ،وفضح الممارسات الصهيونية بحق الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين وما تمارسه قوات الاحتلال من انتهاك يومي ومتواصل لكل الاعراف والمواثيق الدولية والجرائم التي تقترفها الاجهزة الامنية الصهيونية ، من قتل وتعذيب منهجي وحجر للحرية بحق الاسيرات والاسرى وحرمانهم من ابسط الحقوق الانسانية وعدم توفير العلاج لعشرات المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي ظل هذه الظروف نرى ما تتعرض له المنطقة من ارهاب تكفيري متنقل ومدعوم من قبل الحركة الصهيونية ، بحيث بات المشهد العام يثير القلق والخوف مما يهدد أوطاننا من تفتيت المجتمعات ومن تقسيم الدول، خاصة بعد ترافق هذه الحالة مع مشاريع أمريكية صهيونية ورجعية، تحت عنوان “شرق أوسط جديد”، يعتمد على تقسيم الدول على أسس مذهبية وعرقية بحجة حل الصراعات بها.
لقد كشفت طبيعة الصراع ثم طبيعة الاصطفافات والتحالفات الناشئة عن طبيعة الأهداف الحقيقية التي تذكي نيران الصراع، من أنه صراع ضد القوى المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يسعى إلى تقسيم الدولة العربية، أو استنزافها وصولاً إلى فرض خيارات إستراتيجية عليها، وفي المقدمة منها، التخلي عن المقاومة للمشروع الصهيوني، وفرض الاعتراف به، والتطبيع معه، ولعل الهرولة لبعض الانظمة العربية الرسمية للتطبيع مع العدو الصهيوني، والاستعداد للتحالف معه ،أكبر دليل على طبيعة هذا الصراع، وطبيعة الأهداف المعادية لطموحات أمتنا بل وتخدم العدو الصهيوني.
لقد سقطت ورقة التوت، وصمدت المقاومة وسورية وصدقت نبوءات الكثيرين من أن سورية وصمودها ستحدد ملامح النظام الدولي الجديد، وستؤسس لتحالف إقليمي جديد، يخدم شعوبنا واستقلالها وتحررها، وستسقط كل المشاريع المعادية.
ختاما : ان التّناقض الحقيقي يبقى بين إرادة الشّعب الفلسطيني المقاوم، وهذا يستدعي من كافة القوى العربية المناضلة والمقاومة ومن احرار العالم دعم صمود الشعب الفلسطيني باعتباره جزء من النّضال الأممي للشّعوب المضطهدة والمحرومة كافّة،لأن المصير والنّضالات ستكون حتما واحدة، فلا يمكن اليوم الفصل بين مطالب الشّعب الفلسطيني وحقوقه في العودة والاستقلال وتقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحقّه في العيش الكريم، بعدالة اجتماعية، ولهذا اصبح المطلوب من جميع الفصائل والقوى وضع خطة شاملة للنهوض بالموقف الوطني الفلسطيني على الصعيدين العربي والدولي والتصميم على تنفيذها سيدفع مجمل النضال العربي خطوات كبيرة الى الامام وبذلك تبقى فلسطين الاستثناء.
كاتب سياسي
.



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع السياسي جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- سعيد اليوسف امتطى حصان المقاومة
- عملية تل ابيب تعيد الزمن الفلسطيني الجميل
- صمود المقاومة وانتصارها سحق غزو العدو للبنان
- انتصار المقاومة يصب في الحتمية الثورية للنصر الاكيد
- ذكرى النكبة بين الانتفاضة وحق العودة
- مناسبة الاول من أيار انطبعت عند أجيال متعاقبة من العمال
- اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال شائكة
- مجزرة قانا الشاهد .. هل يتساوى الضحية بالجلاد
- قراءة في الحرب الاهلية اللبنانية دروس وعبر
- دير ياسين والجرح النازف
- تغييب دور الشباب من المسؤول
- يوم المرأة هو يوم الانتصار لكرامة وحرية المرأة
- الانتفاضة ولقاء الدوحة الفلسطيني
- انتفاضة فلسطين تتوحد خلف شهدائها
- تحية وفاء لنسر المقاومة الشهيد سمير القنطار
- انتفاضة ترسم ملامح جديدة
- الوحدة الوطنية هي تجسيد فعلي لتضحيات الشعب الفلسطيني
- الانتفاضة تعانق السماء بتضحياتها وعنفوان الشباب
- العنف ضد المرأة والانتفاضة


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - فلسطين الاستثناء