أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناصرقوطي - يسقط كاسترو














المزيد.....

يسقط كاسترو


ناصرقوطي

الحوار المتمدن-العدد: 5358 - 2016 / 12 / 1 - 21:58
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يسقط كاسترو
ناصرقوطي
الحرباء عضاية معروفة من جنس الزواحف، وهي الوحيدة القادرة على تغيير لون جلدها تبعاً للظروف والمحيط الذي تتواجد فيه، فمرة تتحول حمراء، ومرة خضراء، وأخرى بنفسجية. ولايضاهي هذا الكائن المسالم الذي لايتلون إلا لحماية نفسه من الدخلاء والأعداء الذين يضمرون له شراً . نقول لايضاهيه إلا بعض دعاة الثقافة والسياسة. تلكما الفئتان اللتان تمتلكان من الدهاء والمناورة والمكر بحيث يقنعان الكثير من الدهماء والجهلة، وأنصاف المعرفيين، بأن مشروعهما هو الوحيد الذي سينقذ المجتمع والبشرية من السقوط والتردي، ويحل أزمات الناس ومعاناتهم ويقودهم الى بر الأمان، ويوهمون الآخر بأنهم سيقضون _ بقدرة قادر _ على أكبر المعضلات تعقيداً. هذان الصنفان ينشطان في ظل الانقلابات والثورات، والانعطافات السريعة التي تحصل في المجتمعات، فينتهزان أي فرصة متاحة ليتبوءا المناصب، ثم يثريان على حساب تلك الأصوات التي اختارتهما ليعبرا عنهم. ينبثقان إلى السطح مثل خَبَث ميتافيزقي، ويتصدران المشهد مهما كان شائكاً ومعقداً، ويستقطبان المئات بل الآلاف من الجهلة الذين لايرون أبعد من أنوفهم، بخطب ارتجالية سقيمة، تلكما الفئتان المتلونتان تفوقان الحرباء تقانة في تبديل لون جلدها. فالكثير منهم نزع جلده الزيتوني الذي كان يرتديه في الأمس القريب ويتباهى به في عهد النظام السابق، ثم راح يهلل للاحتلال وبعدها انخرط في أحد الأحزاب الدينية التي تمتلك السطوة.. وهو لايمتلك أدنى المقومات التي يتمتع بها الانسان السوي، ومنهم من انخرط في منظمات المجتمع المدني وهو لايعرف أبسط أبجديات المدنية فتراه متمسكا بأعرافه وتقاليده القبلية حتى بأطروحاته ووجهات نظره المتعصبة حين نراه يطل من شاشة التلفاز. كما لو كان القديس "سباستيان" والسهام مغروزة في جسده وهو يبتسم.هنا تكمن الصعوبة في التعامل معهما، بمكان بحيث لاتجد خطابا معينا توجهه لهما، لأن كلاهما لايجيدان إلا لغة التهديد والعنف _ بعد حيازتهم على المناصب_ وعليه لن تجد حلا إلا عبر طريقتين وكلتاهما خاسرتان. الأولى أن تصمت وتسلم زمام أمرك لهم، والثاني أن تواجههم بالخطاب السقيم ذاته الذي يتعاملون به، وهي خسارة أخرى لأنك لم تعتد لغة المناورة وتسقيط وجهة نظر الآخر. هاذان الصنفان الحرباويين كانا بالأمس القريب يلعلعان ويتبختران ببدلاتهم الزيتونية، وبانتمائهم الى حزب البعث ونراهم الآن بعمائم أو أربطة عنق وقد نبتا في مفاصل البلد كالفطر السام الذي سيؤسس_ على المدى القريب_ لامبراطوية الخراب. فهنيئاً لهم وسحقا للحرابي التي لاتفكر إلا بحماية نفسها من هذا الطاعون، " وليسقط كاسترو وجيفارا، وماركس، ونيرودا، وغاندي، ولوممبا، وغرامشي، وسيزار بافييز، ومظفر النواب، والجواهري. ويعيش الجنرال باتستا، وفرانكو، وصدام، وبينوشت، والقذافي، وعلي صالح و..ليحيا الخراتيت الجدد،والبرص والعرجان.. وليسقط العظماء، " فالألقاب ليست سوى وساماً للحمقى، أما الرجال العظام فليسوا بحاجة لأكثر من أسمائهم" ..و..الى كاسترو _الذي لم يتلون_ ستذرف المحيطات دموعا ستغمر كل صقع مثل رفيق دربه تشي جيفارا الذي طرزت صورته على قمصان الصبايا.. لأنه أعطى درسا عميقا في الايثار.



#ناصرقوطي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد ترسم وحشة الطريق
- الكتابة للطفل
- ليتني كنت بوبولينا
- الكنز
- غيلان الدمشقي
- قصتان قصيرتان
- الفيل الذي أحالوه صفرا
- رقص جنائزي
- انقليس
- ثلاث قصص
- أربع قصص قصيرة جدا
- قصص قصيرة جدا
- تهافت التهافت
- وطن بين الأرانب والسلاحف
- نص
- تصريح أخير لااعتزال الكتابة
- أيتها الشعوب العربية
- الكفاح دوّار والطغاة في دوار
- قصة شيطان وملائكة
- ماحدث قصة


المزيد.....




- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ناصرقوطي - يسقط كاسترو