أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرقوطي - وطن بين الأرانب والسلاحف














المزيد.....

وطن بين الأرانب والسلاحف


ناصرقوطي

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 13:50
المحور: الادب والفن
    



يخطئ من يظن أن السلاحف خاملة وأبطأ من الأرانب، أو يظن أن للأرانب قدرات تتعدى إمكانيات السلاحف،السلحفاة تتمتع بخصلتين الأولى أنها تعيش في الماء واليابسة، والثانية انها تستطيع أن تحمي نفسها داخل ترسها، وتناور في محيطها المليء بالأعداء. أما الأرنب فما أسرع أن يذعن في محيطه البري وكفيل بثعلب صغير أن يصيبه بالذعر ويقتنصه. موضوعنا هنا لايتعلق بهذين الكائنين المسالمين إنما هدفنا خصالهما التي يتمتع بها بعض الناس خاصة دعاة الثقافة والسياسة منهم، ولنتخيل أن عراقييّن اثنين - بعد سقوط النظام - أحدهما يتمتع بخطى وخصال الأرنب في بداهة الفكرة والعطاء الأدبي والسياسي والفكري ويمتاز بملكة ذهنية في الثقافة والمعرفة. والآخر لا يمتلك إلا خطى السلحفاة وبدون مواهب تذكر. بعض الأرانب ذوات الفكر المتوقد سرعان ما تعدو لاهثة، وتنزلق لتسقط في أقرب مستنقع، بينما نرى "السلحوف" بخطواته المتعثرة والذي لا يتمتع بأي ملكة أو إمكانيات معرفية يتصدر المشهد المعرفي والسياسي. تكمن الحالة هنا في قراءة المشهد الجديد والتمعن فيه. فحتى الضفادع تخشى الولوج في مستنقع جديد عليها قبل أن تتمعن فيه. أصحابنا من بعض السياسيين ومن ذوي الأقلام "الحرة جدا" يتمتعون بكلتا الخصلتين. فتراهم مرة يتسلحفون وأخرى يتأرنبون وثالثة يتثعلبون لافرق عندهم الا الغاية في الوصول الى الهدف، وهدفهم معروف طبعا. بعد انهيار النظام مباشرة ألححت على زميل لي كان قد تبوأ منصبا رفيعا في الثقافة أن يكون نزيها فيما يتعلق بالأمور المالية التي تخص الآخرين من الأدباء والمثقفين. وكنت أكرر بأن المرحلة انتقالية و"جيفارية" فلا تغريك الدولارات، لكنه كان يمتعض كلما كان يراني، وبعد ان أقيل من منصبه نتيجة لعدم سماعه صوت الضمير أو نصائح المقربين له فقد كل صفة يتمتع بها المثقف والنقابي، بعد ان خسر ثقة الجميع. وفي الوقت ذاته، أثرى الكثير من السياسيين وبسرقات مفضوحة وعلنية من قوت الشعب. العبرة تكمن في الجذر والمنبت الأول، ونعتقد أن بعض السلاحف تتمتع بخاصيات لاتقدر عليها الأرانب والعكس صحيح غير أن النشأة، والتربية، والنكوصات التي يتعرض لها الفرد في طفولته هي التي تسوقه لاتخاذ مواقفه وقراراته. المنبت الأول هو المصب والبارومتر الحقيقي الذي سيؤشر وينتج كائنا انتهازيا أو سويا. لنفترض – مجازا - ان امرئاً ما تربى وعاش مع القرود، والذئاب، والدببة، ماذا ستصبح خصاله وما الذي سينتج عنه من سلوك. النتيجة انه سيحمل كل تلك الخصال مجتمعة. هذه الخصال تنوجد عند المثقف والسياسي أكثر مما توجد عند الدلالين والمرابين والناس البسطاء، لأن المثقف والسياسي يختبئ وراء أهلة من خطب رنانة منمقة وأكاذيب حفظها عن ظهر قلب، واستعان بمصطلحات، ومفردات استلها من بطون الكتب. تلك الكتب التي سطرت الحكم والعبر لا لأمثاله إنما لعامة الناس. ولأن أغلب الناس لا يقرؤون فنراهم ينخدعون بتلك الوعود من الكلمات المنمقة وراح هو يستثمر تلك الحكم والأمثال ويستغل بها أنصاف المعرفيين ويثري على حسابهم.وعودا على بدء، فالسلاحف لبطئها تستطيع أن تحسب المسافة بدقة ولا تنزلق، والأرانب في سرعتها القصوى أسرع انزلاقا في أقرب مستنقع. ثم سباق مسافات طويلة اذن، عملية ماراثون، ولهاث طويل مثلما نشاهده في أفلام الكارتون ونشاهد فصوله في وطن مثخن بالجراح والقروح. أولسنا بحاجة إلى مضادات حيوية ناجعة لتطهير جسد الوطن من الطفيليات، أولا تفهم السلاحف والأرانب أن المرحلة التي نمر بها الآن انتقالية. و.."جيفارية"؟ السؤال موجه للسياسيين قبل المثقفين، أما الدلالون والمرابون والـ.... فلهم شأن آخر.



#ناصرقوطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص
- تصريح أخير لااعتزال الكتابة
- أيتها الشعوب العربية
- الكفاح دوّار والطغاة في دوار
- قصة شيطان وملائكة
- ماحدث قصة
- قصة الزورق
- نصوص قصيرة جدا
- قصة جدار
- المضمر من علامات الترقيم
- خلوة حارس الكرسي الدوار
- انتظار الظل
- ليل الأبد
- حلم غريق
- لعبة
- حلم يقظة
- مايتبقى من البياض
- آخر العمق
- الأعور والعميان
- السلالات السعيدة


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرقوطي - وطن بين الأرانب والسلاحف