أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ناصرقوطي - تهافت التهافت














المزيد.....

تهافت التهافت


ناصرقوطي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 15:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


تهافت التهافت..
ناصر قوطي

لسنا بصدد كتاب الفيلسوف ابن رشد ذائع الصيت " تهافت التهافت" الذي جاء رداً على كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي. الذي يعنينا هنا تهافت الكثير من الأسماء المرموقة على نشر نتاجاتهم وان كانت ضحلة. هؤلاء الكتاب؛ ولعدم شعورهم بمسؤولية الكتابة، تراهم يتباكون على سرعة نشر موضوعاتهم وان كانت سقيمة، وكأن العالم سينهار ان لم تنشر نصوصهم وتظهر اسماؤهم في الصحف، بالرغم من تاريخهم النضالي وحصيلتهم المعرفية التي تتعدى الحدود واسماؤهم التي تتردد على كل لسان. وفي الوقت ذاته يفاجئنا الكثير من الشعراء والقصاصين وكتاب المقالات بمهاتفات تلفونية أو على صفحات الفيسبوك والتيوتر يسألون عن موادهم التي بعثوا بها إلينا أوإصداراتهم الجديدة. لم يع كلا الطرفين النخبويين منهم وأنصاف الكتاب، أن الإبداع والانتشار يقتضيان احترام النص المنشور، لأنه يمثل ذات الكاتب، فالشهرة لاتجيء من نشر مادة كتابية أو صورة شخصية، أو إصدار كتاب، بقدر مايكون النص مؤثراً ويمد جذوره في الحاضر ليستشرف المستقبل، ويتحدى تقادم الزمن، ويوازي النصوص العالمية والمحلية ان لم يتجاوزهما. الإبداع الحقيقي يشتغل في الظل.. في منطقة الغياب مثل امرئ يرمي أحجاره في البئر، وسيسمع صدى صوت حجارته أحد الحداة ويرتشف من ماء ورضاب كتابته سواء كانت قصيدة أم قصة أو أي جهد فكري. النص المؤثر مثل لقية مندثرة تحت التراب سرعان مايعثر عليها الباحثون عن اللقى ومقتفوا الأثر. بعض الكتاب راح يكتب عن تولستوي وديستويفسكي وهمنغوي، و..ازرا باوند، وغيرهم الكثير من عمالقة الأدب، متخيلين ان بكتابتهم هذه سيلفتون النظر اليهم. أحد الشعراء أهدى للجريدة كتابا شعريا، وحين دخل الى غرفة تحرير الثقافية في جريدة " طريق الشعب" سألنا واحدا واحدا : ما أسمك وما عملك فأعطيناه ما أراد، علما نحن الثلاثة لم نكن نكرات في الوسط الأدبي. كان كتابه " الشعري" عبارة عن قصائد تجاوزت المئة وكانت كل قصيدة تحمل اسما لأديب وإعلامي ورئيس منظمة مجتمع مدني وأسماء سياسيين وقوات طوارئ من كل نوع حتى انه لم يميز بين صفتهم الكتابية ووظائفهم وأسمائهم . هذا الشاعر "العظيم" كتب عنه دكتور وناقد، يثنون على نتاجه. هذا التهافت وهذه العلاقات الاخوانية، مزدهرة في الوسط الثقافي العراقي أكثر من ازدهار الأسواق الشعبية، وأسواق البورصة، والعتيق الذي وصلنا من الكويت، وراحت العوائل العراقية تتهافت عليه، في الوقت الذي تكاد ميزانية البلد تنفجر من احتياطيها الهائل. المبدع الحقيقي كما أسلفنا يشتغل في نصه لانه يصب روحه فيه، مثل صائغ الذهب حين يبتكر قلادة العروس. فلم يكن الروائي "خوان رولفو" بروايته الوحيدة "بيدرو بارامو" التي فتحت الباب واسعا أمام كتاب الواقعية السحرية، وحصدوا جوائز نوبل من بعده إلا موظفا بسيطا في شؤون الهجرة. الكتابة الحقة لاتجيء من فراغ ما لم تصاحبها التجربة، والمخاضات العسيرة، وعليه يجب أن نتعلم العبر والدروس من أجيال الكتاب، والمعرفيين منهم، والثوريين. الغاية من الكتابة هي تنوير وفضح.. تنوير في تصادياتها مع الجمال.. وفضح للقبح والاستبداد. هي رسالة خطيرة لا استجداء ولاتهافت فيها ولامنفعة مادية تجنى منها، فهل سيتعلم ويعي كتابنا ويقرؤون سير الماضين .. وهل سيسمحون لنا أن نقول عبارة لا أكثر، رددها الكثير من الكتاب قبلنا "عليكم ان تتركوا بصمتكم وتمضوا " ، فلم يترك سقراط الحكيم كتابا ولم نر صورته وظل خالدا لانه كان متوحدا وصادقا مع نفسه وآرائه فكُتِبَ له الخلود.



#ناصرقوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بين الأرانب والسلاحف
- نص
- تصريح أخير لااعتزال الكتابة
- أيتها الشعوب العربية
- الكفاح دوّار والطغاة في دوار
- قصة شيطان وملائكة
- ماحدث قصة
- قصة الزورق
- نصوص قصيرة جدا
- قصة جدار
- المضمر من علامات الترقيم
- خلوة حارس الكرسي الدوار
- انتظار الظل
- ليل الأبد
- حلم غريق
- لعبة
- حلم يقظة
- مايتبقى من البياض
- آخر العمق
- الأعور والعميان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ناصرقوطي - تهافت التهافت