أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .













المزيد.....

جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أما على مستوى الشطر الثاني من شعارات الأخ الكبير ونقصد( الحريّة هي العبودية .) فالتطابق هو تطابق حرفي كذلك ، فالدين الإسلامي لا يكف عن ترديد شعاره ( إن الحرية هي العبودية لله ) و أننا (حررنا الناس من عبادة العباد ، لتكون العبودية لله ) و يفتخر الإسلام بكل علنية بهذا ، وبأن الحرية هي العبودية، هذا رغم أن أورويل لما كتب ما كتب ، فقد كان يتكلم بصورة السخرية من التناقض الفج الذي لم يرد الأخ الكبير حتى أن يتنازل و يزيف فيه ولو بالخداع ، ولكن الإسلام فعل، و في الواقع الحي ، وأنت ما على المسلم سوى القبول و أن يسكت .

أما و عن الشطر الثالث من شعارات دولة الأخ الكبير وهو ( الحرب هي السلام ) فهنا الإسلام أيضا يتطابق تطابقا حرفيا مع نظام الأخ ، فأنت و رغم أنك تجد في الإسلام آيات تدعوا للقتل ، و للقتال ، و النبي في سيرته مارس الغزو و الإجرام ، و لكنك تجد الإسلام يأتيك ويزعم أنه ديانة سلام ، و أنه دين الرحمة للعالمين ، و هذا في صفاقة لا مثيل لها ، فالجثث والدماء التي تملئ التاريخ الإسلامي حتى اللحظة ، و أنهار الدماء التي تسيل وحتى الآن ، كلها كأنها غير موجودة بالنسبة له وهو يتكلم ، فأنت عليك أن تصدق أنه دين سلام رغم أنه يمارس الحروب والتحريض على الأخرين ، ويدعوا للقتل الخ الخ ، وتصدق وتسكت يا مسلم .

أما وعلى مستوى آخر و إذا تعمقنا في التشابه بين دولة الأخ الكبير ، و دين الإسلام كما في باقي فصول الرواية لمن قرأءها ، ولنأخذ مثلا قصة شاشات الرصد التي تخترق الأذهان مثلا ، فهذا أيضا موجود وللغرابة بالذات والصفات في الإسلام ، بل و موجود وقبل 1400 سنة ، ونقصد هنا المخبرين السريين الذين زرعهم " الله – محمد " ( الله - محمد لكونهما واحدا ) في عقل كل إنسان وهما رقيب وعتيد ، واللذان يسجلان كل فكرة لديك ، و أنك الملعون ومصيرك العذاب الأبدي لو تم إمساكك تفكر فكرة خارجة عن رغبة الأخ الكبير (الله) ، وهو تطابق مطلق ، فالأخ الكبير هو ذاته (الله ) ذلك الحاضر و اللاحاضر ، و الذي دائما يراقبك ، فكشعار أورويل في دولة الأخ الكبير الذي يقول ( الأخ الكبير يراقبك ) لإرهاب الناس، فهو ذاته في الإسلام (فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ) و طبعا لديه وعلى مستوى العذاب لجريمتك إذا فعلت ( وهنا الإعجاز الإسلامي في إختراع كل سبل الترويع و الشر ) أسلوبين : الأول طبعا شرطة الفكر التي ستلقي عليك القبض وتسومك كل أنواع العذاب من جمهور الإرهابيين المسلمين الذين سيقتلونك في أي لحظة ، أو يعذبوك إذا عارضت الإسلام كما جرى مع ناهض حتر مثلا ، و معها طبعا قوانين إزدراء الأديان وما شابهها ، إذا غاب الإرهابيون لتلقيك في السجن .

أما عن الأسلوب الثاني فهو الوعيد بالجحيم الأبدي و بجلادين غلاظ شداد لا يعصون الأخ الكبير ما أمرهم ، وهم كما فعل أوبراين بونستون المسكين ، سيعذبوك عذابا لا يتمنون لك فيه الموت حتى لترتاح ، فكلما ذابت جلودهم ، بذلناهم جلود أخرى لنذيقهم مر العذاب ، وهنا تتجلى السادية و الإجرام السايكوباتي للأخ الكبير الإسلامي ( الله ) و كإضافة هنا فمن قرأ الرواية سيدرك أن أورويل وهو يتحدث عن الأخ الكبير ، فقد جعله لا يبدو أموجود أو غير موجود ، فكل ما يعرفه الناس عن الأخ الكبير ، أنه الحاكم الأزلي لبلادهم وكل الإرتباط معه ، هو الرعب و الكثير من الشعارات التي ينشرها الحزب ، و هذا بالذات حال الله ، فهو الحاضر الغائب في حياة المسلم ، و العالي المتعالي الذي يجب الخشية من جبورته بدون لمسه أو الإقتراب منه.

والمسلم طبعا هنا لا يعلم عنه شيئا سوى ما يروجه رجال الدين ( المماثلين لرجال الحزب في دولة الأخ الكبير) و الذين طبعا يمارسون نفس السياسات التي مارسها الحزب كما تقول الرواية ، فكما كان للحزب وزارة للحقيقة ، وهو تهكم من أورويل على سياسة الكذب المنظم من النظام الحاكم عن طريق وزارة الإعلام ، فكذلك أنت في الإسلام لديك جيوش من الكذبة ، و التي تفوق وزارة الحقيقة بملايين المرات في دجلها ، فلها الإعلام الديني ، و المساجد ، ووزارات الشؤون الدينية ، و الوعاظ ، و الدعاة و الفقهاء ، و المنشدون الدينيون ، و قطعان الإرهابيين الذين لا يفعلون شيئا سوى الكذب طوال النهار ، هذا عدى طبعا اختراقها وزارات التربية و التعليم ، و الجامعات وكل شيء ، فكل شيء يبجل الاخ الكبير الإسلامي ، ويقدسه ، فآياته منشورة في كل مكان ، أحاديثه في كل مكان ، و أنت وممنوع عليك الإنتقاد أو التفكير في حتى هذا كي لا تطاردك شرطة الفكر الإسلامية ، ورجال البوليس السري المزروع في رأسك ، و الله الذي يراك في كل لحظة ، وهو اقرب إليك من حبل الوريد داخل قلبك .

و طبعا في هكذا أتون فلا يبقى طبعا للمسلم شيء ، و هنا و وجب التنويه أنه وكما يحكي أورويل عن سياسات الحزب في تزوير التاريخ علانية ( وهو السبب الذي دفع وينستون للإنحراف بعدما شاهد بعينه التزوير العلني لأحد الأحداث التاريخية دون خجل لكونه يعمل في وزارة الحقيقة التي لا تقوم سوى بالتزوير ) فالدين الإسلامي يمارس التزوير الممنهج للتاريخ كذلك ، ويقوم بدس الأكاذيب للناس علانية ، عدى سعيه الدؤوب لهدم أي أثار أخرى لماضي قد يكون أفضل ، فكما كان شعار الحزب (من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل، ومن يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي ) فالأخ الكبير الإسلامي ، و حزبه ( حزب الله كما يصفه في قرآنه ) سعيا ماضيا وحاضرا لتدمير أثارا الحضارات الإنسانية ، و تدمير ثراثها من أجل الهيمنة المطلقة على الماضي و المستقبل وفق الرواية الرسمية الإسلامية وحدها ، و حتى الآن يفعلون هذا حيث يخربون آثارا عمرها آلاف السنين ويفبركون الأساطير عن الماضي للتحكم في الحاضر .

يتبع .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/1 .
- الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/2.
- الإسلام و العداء الحتمي للحضارة الإنسانية 2/1.
- الإسلام و سياسة التشويه كآلية للإستمرار .
- المسلمون ومتلازمة ( جيري هيشفانغ ) .
- لوبيات الجهل المقدس .
- عن الإسلام و نشره الغباء بين معتنقيه .
- وهل لدى المسلمين عدى الإرهاب و القتل ؟ .
- المسلمون والتخريب الممنهج للحضارة الإنسانية .
- - ثمن الايدولوجيا - الجزائر نموذجا .
- للتعريب بالقوة نعم ، ولرفضه ولو بالكلام لا .
- محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 2.
- محاربة اللغة العربية كآلية لمكافحة الإرهاب و التخلف 1.
- البوركيني لإغاظة الفرنسيين لا أكثر .
- إزدراء الأديان و الاستقلال عن دولة الإسلام .
- التحرش كإفراز طبيعي للقيم المجتمعية الإسلامية .
- الإسلام كمشكلة للعالم .
- خرافة إسمها الشريعة الإسلامية .
- عنصرية أوربية أم همجية إسلامية .
- تربية المسلمين قبل تربية اللاجئين سيدة ميركل .


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - جورج أورويل ، و الأخ الكبير الإسلامي 3/2 .