أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالجواد سيد - جريمة فى الحرم المكى-مقتطفات من السيرة الذاتية














المزيد.....

جريمة فى الحرم المكى-مقتطفات من السيرة الذاتية


عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)


الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 09:46
المحور: الادب والفن
    


جريمة فى الحرم المكى - مقتطفات من السيرة الذاتية

إنتهت تجربة العمل فى التدريس ، ومضيفاً فى فندق سان إستفانو القديم ، وحان وقت الرحيل إلى الخليج ، شأنى شأن كل أبناء جيلى ، أبناء عصر النفط ، ومنافى العمر فى الخليج. كان ذلك نهاية سنة 1983 وكان العمل مترجم فى أحد مكاتب إستقدام العمالة، أى مكاتب التوظيف ، مكتب صغير إسمه صهلاء القبائل ، فى مدينة الرياض ، لصاحبه تاجر الرقيق اللئيم ، سعيد الأسمرى، جندى سابق فى شرطة الرياض، حاصل على الشهادة الإبتدائية ، أصبح فجأة رجل أعمال. ورغم نمطية الحياة ، وتشابه الليل بالنهار فى مدينة الرياض فى ذلك الزمن، فقد كان هناك تجارب ومشاعر كثيرة فى هذه الفترة القصيرة التى قضيتها هناك ، ربما كان أبسطها ولكن أكثرها رمزية ، هى تجربة زيارة البيت الحرام فى مكة .
كان صديقى حسين تمراز قد سبقنى مباشرة فى السفر إلى السعودية أوائل سنة 1983، وكان قد إستقر فى جدة حيث كان كثير من أفراد أسرته يعمل هناك منذ فترة طويلة، فأردت زيارته وزيارة الحرم المكى فى نفس الوقت ، على سبيل الفضول ليس أكثر، وكان على أن أنتظر الفرصة، والتى حانت عندما فشل أحد العمال المصريين فى تجربة العمل فى أحد المزارع ، خلال الثلاثة أشهر التجريبية الأولى ، وكان على المكتب ، وتبعاً للتعاقد ، أن يعيده إلى بلاده على نفقة المكتب ، فإقترحت على سعيد ، والمدير الباكستانى نظير، أن أتولى تسفيره عن طريق البحر من ميناء جدة ، على سبيل تقليل النقفات ، حيث كان ثمن تذكرة البحر، أقل من تذكرة الطائرة من الرياض بحوالى النصف تقريباً ، وفى نفس الوقت أستطيع زيارة صديقى فى جدة وزيارة الحرم المكى معه. راقت لهما الفكرتين معاً ، فكرة التذكرة المخفضة جداً، وفكرة الإيمان الذى هبط على فجأة، وسمحا لى بتسفيره على أن أعود بسرعة.

حجزت للعامل من الرياض على أحد العبارات ، وقمنا بالسفر براً إلى جدة مساء يوم الخميس، وفى صباح الجمعة قمت بتسفيره ، ومن هناك توجهت للقاء صديقى حسين وتوجهنا فى سيارته إلى مكة. كان اليوم يوم جمعة ، وكانت صلاة الجمعة تساوى مواسم الحج والعمرة فى مكة ، منتهى الإزدحام والفوضى. وخضت تجربة الصلاة فى الحرم المكى ، بين تلك الجموع التى تبكى وتدعو وهى تدور وتلف حول الكعبة والحجر الأسود ، قبل الصلاة وبعدها ، بمجرد إيحاء مسبق ، حمله المصلى معه قبل أن يدخل ، إيمان موروث يسقط عليه الإنسان آلام الحياة ، وبصرف النظر عن الفلسفة والتاريخ ، فقد أفصحت التجربة عن نفسها بشكل عملى، فعندما خرجنا أنا وحسين بعد الصلاة ، وجد هو حذائه لكنى لم أجد حذائى ، رغم أننا قد تركناهما فى نفس المكان ، لكن حذائى كان جديداً بالمصادفة ، لذلك فقد حمله السارق بينما ترك حذاء صديقى الأكثر قدماً ، بحثنا فى كل مكان بلاجدوى حتى أعيانا البحث وقررنا العودة، كان صديقى حسين يعرف أن الحذاء قد سرق، وأن هذه الحوادث عادية فى هذا المكان المقدس ، لكنه حول الموضوع إلى نكتة ، وأخذ طوال الطريق يضحك وهو يؤكد لى ، أن ربنا عارف أن نيتى مش صافية ، وعندما وصلنا إلى منزله وصعدنا ، وفتح الباب ورآنى أفراد الأسرة ، فى بدلتى الجديدة والكرافتة والجورب بدون حذاء ، سقطوا على الأرض ضحكاً ، ولم يسألونا ماذا حدث ، فقد عرفوا فوراً ، أن الحذاء قد سرق فى المسجد، لقد كانت تلك أحداث عادية لمن قضى هنا فترة ، وكما قالوا لى - معلش ، تعيش وتاخد غيرها. تناولت الغذاء مع أسرة حسين ، ثم نزلنا لشراء حذاء بديل عن الحذاء الضحية ، ثم إصطحبنى إلى موقف السيارات وإنطلقت عائداً إلى الرياض وفى رأسى تترد فكرة ، كيف يمكن لصاحب ذلك المكان المقدس ، الذى لا يستطيع أن يحمى متعلقات زواره ، أن يحمى الزوار أنفسهم ؟



#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)       Abdelgawad_Sayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب ، وشرق أوسط ، مضطرب الوعى والمبدأ
- يوميات مدرس فى الأرياف-مقتطفات من السيرة الذاتية
- مصانع الإرهاب-مقتطفات من السيرة الذاتية
- نحو تأسيس حزب مصر المتوسط
- منع الكحوليات أم منع الطائفيات؟
- مواسم الهجرة فى السبعينات-مقتطفات من السيرة الذاتية
- مصر والغاز والمستقبل
- حرب أكتوبر-مقطتفات من السيرة الذاتية
- رحيل بابا جمال-مقتطفات من السيرة الذاتية
- العدوان الإيرانى الروسى ، وميراث الكراهية الأمريكى السعودى
- شعائر الحج ، وعبث التاريخ
- آسيا رمضان عنتر ، أنجلينا جولى الأكراد
- مصر الحديثة ، بين الخطر المسلم ، والخطر المسيحى
- إزدراء الأديان ، أم إزدراء الجهل والإستبداد؟
- نابوليون ، وليس محمد على
- تركيا كمان وكمان
- شواطئ الستينات-مقتطفات من السيرة الذاتية
- دفاعاً عن الجيش التركى
- الثورة الشيعية-ستانلى لين بول -ترجمة عبدالجواد سيد
- تاريخ البابوية القبطية المبكر-ستيفن ديفيز-ترجمة عبدالجواد سي ...


المزيد.....




- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالجواد سيد - جريمة فى الحرم المكى-مقتطفات من السيرة الذاتية