أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - مسرحية صاحب الاثر للدكتور عقيل مهدي














المزيد.....

مسرحية صاحب الاثر للدكتور عقيل مهدي


اطياف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


مسرحية صاحب الاثر للدكتور عقيل مهدي
اعترافات صاحب الاثر
كتابة اطياف رشيد
كثير ماتناول كتاب المسرح ومخرجيه ثيمة السلطة والشخصية الديكتاتورية على مر تاريخ المسرح العالمي والمحلي وهذه الثيمة لبست اطرا مختلفة وضمن حكايات مختلفة ،وبشخصيات مختلفه ومتنوعة 0 ولما كانت مثل هذه الموضوعات تستوحي رموزها بتأثير الواقع وسلبياته على الكتاب والعاملين في المسرح لذا فأنها اخذت حيزها المميز والكبير في المكتبة الادبية المسرحيه ،خاصة وان مجتمعاتنا تزخر بالكثير من هذه النماذج الديكتاتوريه 0 ولكن كل نص يمتلك سياقاته الخاصه على مستوى البناء الفني وعلى المستوى الدلالي ، شكلا ومضمونا 0والثيمة الاكثر تميزا في هذا الجانب هي تلك التي تعنى بلحظة سقوط الديكتاتور ،سقوطه وانهياره ،موته ونهايته ،وان النصوص التي كتبت بهذا الجانب جاءت لتسلط الضوء على تلك اللحظة الخاصه ، والحاله المخفية والمظلمة للشعور بالنهاية وتذكر الماضي وفي بعض النصوص مراجعة الذات التي لا تجد في كل افعالها سوى العظمة 0 حيث ان النص يعالج لحظة الانهيار والسقوط واثرها على الشخصيه ، وايضا على من حولها ،عن الاثر وعن صاحب الاثر 0 من هنا جاء نص صاحب الاثر للدكتور عقيل مهدي ، حيث يأخذنا في رحلة كشف لعوالم الشخصية الرئيسية في النص ( هو ) صاحب الاثر و(هي ) المرأة التي رافقته ب ( شخصياته ) المتعددة والمختلفة 0ويأتي النص واصفا حياة صاحب الاثر بخمسة وعشرين مشهدا وبختامين الختام الاول في نهاية المشهد السادس عشر والختام الاخير عند المشهد الخامس والعشرين 0
تعمد الدكتور عقيل مهدي تغييب الاسم واحل محله الضمير ( هو ) لشخصية الطاغية وهي لشخصية المرأة ، ولكن هذه الهوية (هو) هي واحده من مجموعة هويات تتكشف لنا من خلال السياق ، فهو المشهور والممفدى والعظيم وو 0000 وهو في كل الاحوال الشخصية المؤثرة والمشهورة التي تركت بصمتها بعمق وبقسوة، و(هو) الرمز الذي حمل اعباء طفولة مرة وسخرية الاطفال والتلاميذ في المدرسة لذا لجأ الى التوهمات وابتكر لنفسه عوالم من الخيال لينتقم منهم ويترصدهم واحدا واحدا ليصبح بعدها ذلك العظيم صاحب الاثر 0
هو : لجأت من حينها الى توهماتي الشخصية ، ابتكر لنفسي عوالم من الخيال فأنتقم منهم واحدا واحدا
هي : ومن ثم اصبحت ذلك العظيم صاحب الاثر في زمنك الارضي السابق
وهي المرأة الاقرب والصديقة والصحفية والزوجة وهي رغم تابعيتها للرجل (هو) الذي فرض سلطته عليها وعلى الجميع لكنها تحاول باستمرار الوصول الى الى الحقيقة فتكشف لنا بشاعته ودمويته وجبروته بل حتى لحظات ضعفه رغم عزه ومجده ، وفي تلك اللحظات الحاسمه من السقوط والانهيار تكشف الخلجات التي تعتمر ذلك القوي الجبار حين فقد قوته وجبروته ونظرته الدونية للعالم ، والمترفعه عما حولها والتي تجد في نفسها قدسية وعظمة فريدين فتجد ان من الواجب ان يسقط العالم ويتدهور كسقوطها وانهيارها
هو: كان ينبغي ان يتدهور العالم بمثل تدهور صحتي
اذن نهايته (الطبيعية ) وتدهور صحته تؤكد قدرته وسلطته السابقه في اخضاع العالم الى ارادته ونفوذه ولم يكن للخارج /الجماهير اي دور في التخلص منه وتقويض حكمه ،تلك الجماهير التي اعتاد على ان يسميها بصفات شتى ويحشد لها ( مفردات الكره و الجحود والتآمر ، واهضم الخراف الغوغائية الصغيرة ، لكي ابدو اسدا بزئيري ) ،بل شاءت الطبيعة ان تقصي احدى ثمارها الفاسدة ،حيث لم يكن من الممكن ان يتنازل او او يتقاعد وكيف ان يتنازل او يتقاعد احد مثله (بجرة قلم بيروقراطية !) عن منصبه الذي جعل منه اسطورة لكنه ترك موقعه وانتهت اللعبة الشرسة والغامضة بينه وبين العالم 0حيث كانت قيمته تزداد في نظر المتنطعين الجدد
هو : الان في موتي لا اعايش تلك المشاعر والانفعالات التي اختبرتها في حياتي الاولى
وهو يقصد مشاعر البغض لكنه يعود في موضع اخر للحنين للبغض والفساد والتلوث
هو : لا تذكري البراءة امامي فحتى في موتي احن للتلوث الخاص بي الذي لا يشبهه تلوث الناس القذر ،وهم يخفونه بدعوى الحب والاسره والصداقة ، لقد انزلقت عن كوكب سماوي الى عالم الجحيم هذا .
وكل افعاله كان لها اثرها على المحيطين به بل وحتى على الاخرين من رعيته او ضحاياه او مناوئيه ، تقول (هي )
هي : تزوجت غيرك ،مندهشة من تواتر ذكرك الكريه عند عوائل ضحاياك ،تحيرت من شهرتك العريضة وكيف انطلت جرائمك على اتباعك ،كيف سكتت عصبتك المغفلة . هل تراه الخوف منك ومن انتقامك ؟
وهو الان ميت ولكن ميت على طريقته ، حيث لم يتمكن احد من التعرض له او الوقوف بوجه طغيانه .ميت ويروي سيرة عظمته وسقوطه التي انتهت ولم يبقى سوى الاثر من صاحب الاثر 0
هو : افتش عن اسلحتي القديمة لأعيد الاشتغال عليها ، افتح مراكز مقفلة ، تعيد صلتي بالعالم ، استعير طبقات صوت منسية من مجدي الغابر وانتقي حركات انفعالية وكلمات سحرية مخدرة للجماهير .
هي : اذن ارقد بسلام ايها الجحيم ، بجانب الفردوس فلم يكن زئيرك المستعار هذا سوى واحد من الاعيبك ، ياصاحب الاثر
وفي حين يتنوع المكان حسب المشاهد ماقبل الخاتمه الاولى مابين غرفة في القصر ومصيف او مسبح لكن تتخللها ايضا مشاهد في : احد الملاجئ ، ظلال قضبان كأنها سجن ، تنزل اسلاك شائكة ، اسلاك شائكة فنادق سجون . والطرق من الغاضبين والحشود يزداد على الابواب .
وفي النصف الثاني لم يعد هناك تحيد للمكان : في غرفة امام المرايا ، يجلس في مكعبه ، يقترب الرجل والمرأة بكرسيهما امام بعضهما ، يجلس الى مائدة الخمر ، يجلس في مقدمة صفوف الكراسي على كرسي ابيض ، ثم اخيرا القبر . بكثير من التركيز وزع الدكتور عقيل مهدي امكنة المشاهد لتسلط الضوء على كوامن الشخصية هو ومراحل انهياره وبسلاسة عالية وبمشاهد قصيرة وحوارات قصيره ومكثفة للمعنى رسمت لنا رحلة شخص تميز بطغيانه في حياته وصولا الى نهايته واعترافاته ف(الموتى لا يكذبون ) .



#اطياف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشه
- مسرحية الظلمه /انتظار مالا يأتي
- من اجل مسرح للجميع
- حوار المصاطب
- الرحلة ؟200 مسرحية من فصل واحد
- مسرحية شارع الواقعه
- بناء الشخصية المسرحية بين الاعداد والتاليف
- نوافذ
- كلمة في العرض المسرحي (قلب الحدث)
- حدس
- الشاعره رشا عمران وشيء من معطفها الاحمرالفارغ
- معي او قبالتي
- ابناء
- ماذا نسمي مسرح بيتر بروك
- ملامح من تجربة المخرج عوني كرومي
- عقيل مهدي ورحلة الفرح الجمالي
- انماط التلقي المسرحي
- لعبة الاقنعه في مسرحية العانس للكاتب محي الدين زنكنه
- ثلاث قصائد
- من الادب النسوي العراقي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اطياف رشيد - مسرحية صاحب الاثر للدكتور عقيل مهدي