أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - فريضة الزكاة















المزيد.....

فريضة الزكاة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5344 - 2016 / 11 / 15 - 18:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقال علميا بأن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين مثل بين يدي النجاشي وقال بأن محمدا صلى الله عليه وسلم أمرنا بصدق الحديث وإيتاء الزكاة, بأن هذا الكلام ليس صحيحا ذلك أن فريضة الزكاة فرضها الله سبحانه وتعالى في القرآن بعد الهجرة إلى المدينة المنورة( يثرب) غير أن هذا الكلام فيه خلاف بين المؤرخين فأغلبهم يقولون بأن الزكاة فرضت قبل اللجوء السياسي إلى الحبشة( أثيوبيا) بسبب الاضطهاد الديني للمسلمين ,ويقال فعلا بأنها أي الزكاة لم تكن معروفة وقت لجوء المسلمين إلى الحبشة ويقال بأنها فرضت والمسلمون ما زالوا في الحبشة فعاد جعفر رضي الله عنه وحدث النجاشي بها بعد فترة من حصوله على حق اللجوء السياسي والاضطهاد الديني بعد أن ثبت للنجاشي بأن هؤلاء الجماعة مضطهدون في أرضهم وفروا منها إليه من أجل توفير الحماية لهم وضمان حقهم بممارسة دينهم وإقامة شعائرهم , والبعض الآخر له قول آخر وهو أن الإسلام فرض الزكاة ولكنه لم يكن بعد قد حدد قيمتها إلا في السنة الثانية للهجرة, وهذا هو الأرجح, والدليل على ذلك أن جعفر رضي الله عنه وأرضاه تحدث عن الزكاة ولكنه لم يتحدث عن مقدارها ونصابها فقد كانت المسألة في بداية الأمر معومة ومتروكٌ نصابها لكل صاحب مال أو مزروعات. ونظام الزكاة كان الرومان يعرفونه وهو ما اصطلح عليه بالعشور, فكان الرومان يأخذون سنويا من التجار ومن المزارعين العشور والمكوس, والمكوس كانت تُجبى من خلال المدن العشرة ( ديكوبوليوس) التي أسسها الرومان من أجل تحصيل العشور والمكوس ومن ضمنها مدينة( أم قيس) وهي لا تبعد الآن عن منزلي إلا مسيرة ثلث ساعة أو نصف ساعة بالسيارة ومع مرور الزمن تحولت الكلمة من المكوس إلى ( أم قيس) وهي المدينة الحالية المعروف أسمها علميا ب ( جدارى) على مشارف غور الأردن وتطل من الناحية الشمالية على بحيرة طبرية.


اللغة كائن حي تتأثر بما يتأثر به الكائن الحي وتجري على كافة لغات العالم تغيرات وتطورات وتداخلات أجنبية وغريبة وتصبح مع مرور الزمن جزءا لا يتجزأ من اللغة الأصلية وتصبح بعض الكلمات الأجنبية والدخيلة على أي لغة عادة اجتماعية من عادات الناطقين بها ولا توجد لغة حية على وجه الأرض أو ميتة إلا وبها خليط من الحضارات واللغات المجاورة لها أو التي سبقتها في الحضارة ولا توجد لغة خالصة بتاتا فكل اللغات فيها من لغات الأقوام الأخرى .

واللغة العربية دخلتها كلمات غريبة وأجنبية بفعل استعلاء الحضارتان اليونانية اللاتينية والرومانية وبعض هذه الكلمات مثل :

-قنصcanis
orcherstreرقص
احب agappo
feudum فدان
قرطاسgartas

logos لغة
قلم calamus
zoograph رسم الحيوان
تاريخ-او- قديم-arch
Bourg برج

عقار ارض acare
زكاة Decat
justice عدل قسطاس
قاض judge
sif سيف


قرية Gure
castle قصر
جليد Gelid

وهذه الكلمات قليلة جدا وأردت هنا أن أختار عينة ومن الأمور والكلمات المعاصرة جاكيت كمبيوتر راديو تلفزيون تلفون,نت, : وسيأتي يوم يدافع به أنصار الفصحى عن هذه الكلمات باعتبارها عربية وذلك مع تقادم الزمان .

وسنرجع هنا للكلمات التي اخترناها لكم في بداية المقال ونتتبع كلمة القنص أي قنص ولا يوجد في اللغة العربية أي مصدر اشتقاقي لها فقد كان الرومان يخرجون للصيد وبمعيتهم كلاب الصيد وكانوا يسمون الكلب باسم canic كنص، ودخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية بمعنى الصيد فأصبح العرب يطلقون على خروجهم للصيد فعل قنص فأصبحوا يقولون: نريد أن نخرج للقنيص.
وكذلك نطلق اليوم على الأرضية اسم :البلاط أو البلاطة وهي من أصل روماني ولاتيني وإنكليزي

وكلمة زكاة:
Decat

وهي كلمة لاتينية ومعناها) العشر (أي أنهم كانوا يستعملونها للدلالة على العشر من كل شيء سواء أكان مالا أو شعيرا أو ذهبا وحين أراد العرب حسم أي شيء من ما يملكون كان يسمونه العشر استنادا إلى القواعد اللاتينية, أو الزكاة, قال ابن تيمية( تزكو تطهروا) فقد أصبح للكلمة مع مرور الزمن معنى آخر غير العُشر والعشور وهو النماء والبركة, حتى أننا اليوم نقول: فلان زكّى فلانا, أو نجح فلان بالانتخابات بالتزكية, أي بدون انتخابات حيث يقوم جماعة بتزكية شخص عن أنفسهم كما يزكون أموالهم من أجل البركة والنماء وحقنا للدماء وللاختلافات, ونفس الشيء كان الرومان يأخذون (الزوكاة) من أجل حماية مصالح الذي يزكي حتى ينمو ماله وتعظم تجارته, وكما في الإنجيل المعطي مغبوط بالسرور أكثر من الذي يأخذ, أي أن الذي يعطي يفرح قلبه أكثر من الذي يأخذ وبهذا الزكاة تحسن صحة المُتزكي أكثر من صحة المُتزكى عليه وهذا هو الحكمة الشرعية الدينية من الزكاة وعطايا الرب في القرآن والإنجيل معا , ولكن كما قلنا اللغة كائن حي يتطور , والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام , وقد فرضه الله على المسلمين الذين يدخلون الإسلام أما غير المسلمين فقد فرض عليهم الجزية لقاء حمايتهم, وفي المحصلة القيمة والنتيجة واحدة,والحكم الشرعي الإسلامي تؤخذ الزكاة بمقدار العشر من المزروعات التي تعيش لوحدها بالاعتماد على مشيئة الله وليس بالاعتماد على اليد العاملة مثل الزيتون وزيت الزيتون,وباقي الأمور التجارية مثل المهنة والصنعة أي الحرفة اليدوية فرض الإسلام من نسبة الأرباح التي يدخرها المهني بعد عام كامل مقدارا نسبته 2,5% التي تعتمد على اليد العاملة يؤخذ منها 2،5% فقط لا غير, ومنها أموال التجارة. .

وان اللغة العربية مرت عبر السنين الطويلة قبل الإسلام وهي بلا حضارة حتى بداية العصور الوسطى وهذا فقط في الحجاز العربي باستثناء بابل وآشور ........الخ
وهذا لا يعني أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة فقد تأثر الغرب أيضا باللغة العربية حين اعتلى العرب قمة الحضارة على فترات من التاريخ ودخلت كثيرٌ من الكلمات العربية في اللغات الأجنبية ,وكان الرجل المثقف إبان عصر النهضة في أوروبا ( الرسنس) إذا أراد أن يقنع الآخرين أنه مثقف كان يأتي ليقرأ أمام الناس قصيدة للمتنبي أو مقالا مبسطا لأبن رشد وهو يشرخ فلسفة أرسطو.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت العقل على النقل
- دعونا نتآخى,مسلمون ومسيحيون ويهود
- كيف تتعلم المسيحية في خمس دقائق
- كيف تتعلم الإسلام في دقيقة؟
- محمد صلى الله عليه وسلم
- استنكر كتاباتي القديمة عن الإسلام:
- تبسمك في وجه أخيك صدقة
- أنا لا أخاف إلا من الذين لا يخافون الله
- كل شيء فاسد
- لأنني مريض محتاج إلى يسوع
- إلى روح الشهيد الحي ناهض حتر
- أنا في عالمين مختلفين
- في العيد وبعد العيد
- الواجب والمتعة..العلاقات الزوجية
- ضرورة التنوع
- المسيحية اهتمت بثقافة الحياة وليس الموت
- زعماء سكارى
- نريد أن نفكر
- صلاة الكنيسة الصامتة
- تجويع المثقفين


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - فريضة الزكاة