جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5329 - 2016 / 10 / 31 - 23:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
محمد - بين الحكيم و الحاكم
الذي دفعني للبحث عن معاني الثلاثي (حكم) هو استعمال كلمة (حكيم) بمعنى الطبيب سابقا ليصبح معروفا في اوربا القديمة بان هناك علاقة في العربية بين مهنة الطب و الحكمة (الفلسفة) او هناك علاقة بين مهنة الحاكم و الحكمة سواء كنت طبيبا حكيما او سياسيا حاكما فانت فيلسوف تمتاز بالحكمة و هذا ما يثير اعجاب الاوربي و لكن المسألة ليست بهذه البساطة. عندما ناتي الى الثلاثي (حكم) طبعا نريد ان نعرف كيف تطور معانيه: يحكم الحاكم و يشفي الحكيم مع الاخذ بنظر الاعتبار ثقافة الاقوام السامية الشمالية و الجنوبية خاصة و ان الكلمة ترد عدة مرات في القرآن.
هناك استعمال واسع للثلاثي (حكم) في اللغات السامية و لكن العرب كانت تستعملها بمعنى (الحاكم الذي يحكم) و هذا يتفق مع ثقافة القبائل البدوية العربية في حين ان المعنى الفلسفي الطبي (الحكمة) تطور في الحضارة السامية الشمالية قارن الاكدية hakamu بمعنى (عرف / علم) و في اليهودية و السريانية يشير الثلاثي حكم الى الحكمة و المعرفة و هذا يبين بوضوح تأثير المسيحية و اليهودية (خاصة عبر الارامية) على المعنى القرآني و على التطور في شخصية محمد الذي تربي في محيط عشائري و الولاء المطلق لحاكم او رئيس عشيرة الى الحكيم الالهي الفلسفي المتمرد تحت تأثير الاحتكاكات مع اليهود و المسيحيين.
استطاع محمد اخيرا ان يوحد المعنيين في شخصيته كحاكم للامة الاسلامية الاولية و حكيمها الالهي (رسول الله) الذي له جواب الحكيم حالا على كل سؤال يسأل. لربما حس محمد كيف ان لنغمات و لموسيقى المفردات الدينية اليهودية و المسيحية سحرا شفائيا قلبيا و روحيا و جسديا قارن سورة النجم (انا سمعنا قرآنا عجبا - يهدي الى الرشد) خاصة و ان سماع النغمة الدينية الصحيحة السابقة كان كفيلا بابعادك عن الفساد و الانحياز و ان الكلمة الدينية كانت الوحيدة التي تستطيع ان ترتبط بشريان الحياة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟