ليس هناك قول الفصل

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ليس هناك قول الفصل
يعتقد الانسان ان الثقافة تطور شخصيته ليستطيع بواسطتها اتخاذ قرارات منطقية انسانية متأنية صحيحة في الحياة الخاصة و العامة بهدف تحمل مسؤوليات مهمة في المجتمع و الدولة. يعلق الانسان اماله على الثقافة لاجل تحقيق امنيات انسانية ساعية للتقدم و التطور و اتخاذ مواقف هادئة لتحقيق حياة هادئة مسالمة مزدهرة للبشرية. يعتقد الانسان ان الثقافة توسع نظرته الضيقة ليرى العالم بعيون اخرى.

يعتقد الانسان ان المدرسة و الجامعة و المكتبات و وسائل الاعلام هي الاماكن الكفيلة بتثقيف الانسان المنفتح و لكنه لا يعرف كيف يضع مناهجها بعيدا عن المناهج الدينية القومية المالية التجارية الضيقة. لا يزال الدين جزء من المنهج لا اجل البحث التأريخي بل لاجل اعداد اجيال مؤمنة بعقيدة دينية ضيقة و غرس النزعة القومية المالية الجشعة فيها. تحول المدارس و الجامعات الانسان بفضل الامتحانات و الاختبارات الى وحش منافس شرس و تعلمه الغش و الخوف من الصغر لدرجة انك ترى ان الانسان غير المثقف اهدأ و انظف قلبا و فكرا و روحا من المثقف.

يعتقد الانسان ان الجامعة افضل مكان للبحث الاكاديمي و التطور البشري و لكنها تحولت الى اماكن لتفريخ الشهادات وزرع الاستعلاء و تفشي الواسطات و الاخلاق المنحطة. اضافة الى ذلك تسيطر السياسة و الدين عليها و تسلبها حرية التفكير. فماذا تتوقع من المثقف اذا استحال فصل المدرسة و الجامعة عن الدين والسياسة؟ يجب ان تكون الجامعة مكانا لبحث اكاديمي لا يصل فيه العلم الى النهاية. المثقف اليوم = المنحط اخلاقيا و المتعصب قوميا و دينيا و جشعا و طامعا في المزيد. يأمل الاستاذ الالماني Andreas Doerpinghause بان مناهج الجامعات الحالية لا تملك القرار النهائي و املي الشخصي هو ان لا تقرر المناهج المدرسية و الجامعية في الدول الشرقية قول الفصل كما يغرسه القرآن في عقلية المسلمين في سورة الطارق. ليس هناك قول الفصل.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل