جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 19:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
خبرة الوحي عند محمد علميا 2
هذا المقال هو استمرار للمقال السابق على هذا الموقع راجع:
http://www.ahewar.org/debat/-print-.art.asp?t=0&aid=486376&ac=1
يتطرق المقال لخبرة الوحي عند محمد من زاوية نفسية لغوية تأريخية. يختلف الانسان الحالي عن الانسان القديم اي ان العربي البدوي في القرن السادس و السابع بعد الميلاد يختلف عن العربي الذي يعيش اليوم ليس فقط بسبب الاختلاط و التزاوج مع الشعوب الاخرى و لكن ايضا بسبب تطور و تغير اللغة ومتطلبات الحياة. لايخفي على احد على ان الحياة قبل 1400 سنة كانت قاسية صعبة خطرة تتفشى فيها جرائم الثأر و القتل و الاختطاف...
وفق نظرية bicameral mind (دماغ الحجرتين) فان شعور الوعي عند الانسان السابق يتساوي مع حالة الانسان العصري المضطرب نفسيا (انفصام الشخصية) لان الوعي يخضع لعملية التطور بالاعتماد على اللغة و تطورها و هذا يعني ان النفس او الذات البشرية كانت مجزأة او مقسمة الى قسمين: جزء امري / ايعازي و جزء مسؤول عن الاصغاء و الطاعة اي ان الانسان خاصة البدوي لم يكن لديه شعور موحد بالانا (الولاء للقبيلة) لانه تطور بالتدريج و لكنه بالتاكيد لم يتطور في زمن محمد بالدرجة التي تطور بها اليوم. لاحظ ايضا ان الانسان القديم لم يكن يعي اللون الازرق الا بتطور اللغة و لا نتعجب عندما نجد بان الازرق في العربية هي كلمة دخيلة (راجع مقالاتي السابقة عن الدخيل في العربية).
عندما يفكر الانسان العصري لوحده قد يتكلم مع نفسه و لكن الانسان السابق كان يعمل وفق خبرة الوسوسة الصوتية و الصورية او احلام صوتية و رؤيا الملائكة و الجن و حتى الانسان العصري عندما يحلم او عندما يعاني من اضطرابات نفسية يسمع فجأة اصوات و يتخيل صور تحكم في تصرفاته و يخضع لسلطة خارجية (الله) و هذا لربما هو مصدر الخرافات و الاديان اي ان الشخص الذي يستلم هذه الاوامر الصوتية و الصورية (الوحي) ليس الا رسول او خادم يستلم الاوامر (و ما على الرسول الا البلاغ).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟