أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الجزء الأول من الرواية: ج / 2














المزيد.....

الجزء الأول من الرواية: ج / 2


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


تساءلتُ في نفسي أكثر من مرة، عما وجدته فيّ " سوسن خانم " من مميّزات لكي تُسند إليّ وظيفة سكرتير أعمالها. ومع أنّ علاقتي بها لاحقاً قد تجاوزت الوظيفة، فإنني لم أستفهم منها قط عن هذا الأمر. في المقابل، كان ممكناً لي التكهّن بالإجابة عبرَ علامات معينة في تفكيرها وعقليتها: تعرّفي عليها أولاً، كإمرأة مثقفة تهتمّ بالأدب، تمّ في رواق الفنون من خلال حلقة ضمّت عدداً من مواطنينا السوريين. ولا أستبعدُ أن تكون قد فكّرت بإسناد الوظيفة لي على أثر نقاشات ثمة، تداخلت فيها السياسة مع الأدب. ربما لاحظت هيَ إذاك أنني شخصٌ كتوم، وهذا ما يمكن أن يوافق هواها كامرأة على شيء من الوسوسة بسبب وجودها في مجتمع غريب. مسألة أصلي النبيل، المزعوم، أجدني في حاجةٍ للزجّ به هنا أيضاً طالما أنّ " سوسن خانم " بنفسها قد أثارته مرةً على الأقل. ذلك، حصل على أثر تقديم شقيقتي " شيرين " إلى الأميرة من لَدُن " إريك " أثناء حفلة تدشين رياض باب دُكالة. وقتذاك أشكِلَ الأمرُ على " للّا عفيفة "، فسألت شقيقتي مدهوشة ما إذا كانت من السلالة العثمانية. فلما ألتقيتُ مع " سوسن خانم " فيما بعد، فإنها عادت للإهتمام بالمسألة. كنا عندئذٍ نحضر أحد إجتماعات الحلقة الشعرية، وأعتقد أن إثارتها للمسألة كانت بغرض آخر لا يمتّ إليّ بالضرورة.
" الظروف، قد تطيح بحظوظ أبناء السلالات الأرستقراطية فتجعلهم مفتقرين وضائعين. إلا أنّ هؤلاء، وبفضل ما يملكونه من عزة نفس وكرامة وذكاء ولباقة، فإنهم سرعان ما يتحدّون الظروف ويعودون لإرتقاء سلّم المجتمع مجدداً "، قالتها فيما كانت ترنو إليّ بعينيها الخضر المظللتيّ الأهداب بالمَسْكرة. لاحظتُ استعمالها تعبيراً غريباً غير منتم للهجتنا السورية؛ " تطيح بحظوظ ". وكان على الأيام أن تجري، قبل أن أتذكّر مناسبة ذلك التعبير. " سوسن خانم "، كانت حريصة كل الحرص على إخفاء خلفيتها الشخصية، وكما لو أنّ فيها أمراً مُحرجاً أو جارحاً. حتى " سيمو "، المُعتبر خبيراً في شؤون مجتمع الأجانب بمراكش، فإنه لم يحظ سوى بنزر يسير من المعلومات عن مواطنتنا. ولكنها زوجته، " الشريفة "، مَن أستطاع التسلل إلى مكمن العنكبوت وصولاً إلى خيوطه السرّانية.
" السيّدة، كانت متزوجة من ضابط كويتي كبير ينتسب بقرابة لأحد فرعيّ الأسرة المالكة. وعلى ما يبدو، فنتيجة خلافات مألوفة بين الفرعين، كان الضابط قد أبعد إلى موسكو كملحق عسكري في السفارة الكويتية. هناك، تعرّف على طالبة سورية تدرس في الجامعة، وما لبث أن أقترن بها ثم أنتقل معها إلى الرباط لما جرى تعيينه فيها كملحق عسكري. فما أن حصل الغزو العراقي، إلا وأستدعيَ الزوج إلى الجبهة في السعودية لينضمّ إلى رفاق السلاح من مواطنيه "، هكذا أفضت إليّ " الشريفة " ذات ليلة في إحدى خلواتنا على ترّاس جناح مخدومتنا وعلى ضوء الشموع الكبيرة. لم أجد في الحكاية، ما يوجبُ هذا الكتمان الشديد. فقلت للمرافقة على الأثر: " الطالبة، وعرفنا أنها سوسن خانم. ولكن شقيقتي أخبرتني بكلام، لا بدّ وجرى على لسان مخدومها غوستاف، بأن الخانم هيَ أصلاً من أسرة عريقة بالنبالة والنفوذ ثم أنحدرت إلى الحضيض بعد استيلاء... ". توقفت عن إكمال الجملة، بعدما كدّتُ أن أقول: " العلويين "؛ وهيَ مفردة محرّمة أيضاً في المغرب. على ذلك، أستطردتُ من فوري: " ... بعد أن أستلم العسكريون السلطة في سورية "
" بلى، إنّ المرء ليحدس ذلك من طريقة السيّدة في الحديث، وخصوصاً تعييرها بتعبير ‘ الفلاح ‘ لكل من تغضب منه "
" وأنتِ..؟ أعني، هل تتعامل معكِ بهذا الشكل الحميم أمامي فقط؟ "
" كيف، بشكل حميم؟ "، تساءلت بنبرة ساخرة وقد ألتمعت عيناها ببريقٍ أبنوسيّ. أطلقتُ عند ذلك ضحكة عالية، وأجبتها فيما كأسُ الويسكي يهتز بيدي: " لقد سبقَ وفهمتُ منكِ، بأن ثمة علاقة محرّمة بينك وبين مخدومتك.. ". فقاطعتني بالقول وقد ألتمعت عيناها هذه المرة ببريق المكر: " ولكن، ما علاقة هذا بالمعاملة؟ إنّ السيّدة لم تلتقطني من الطريق، على أيّ حال! ". فلما قالت ذلك، فإنني طفقتُ أحدّق فيها شزراً إلى حين أن أنتبهت هيَ إلى جملتها الأخيرة. نبرت عندئذٍ قائلة بتلعثم: " آه، المعذرة..! أرجوك ألا تفهم عبارتي لمزاً لك ولشقيقتك. فإنما كنتُ أقصد وضعي، حينَ بدء خدمتي لدى سوسن خانم و.. "
" لا عليكِ. ولكنني كنتُ مهتماً بمعرفة حقيقة علاقتك مع الخانم، وما إذا كنتِ مجبرة على معاشرتها بشكلٍ من الأشكال؟ "، قلتُ لها مُقاطعاً بدَوري. أطرقت برأسها الذهبيّ، مترددة في الجواب. لعلها لاحظت أن رأسي أثقله الشراب ( وكانت قد أضحكتني قبلاً برفضها الشرب بإعتباره محرّماً )، فخشيت من تطوّر النقاش إلى أمور تخصّ شقيقتي. وكنتُ بالفعل ثملاً، لدرجة أنني أعتبرتُ سكوتها وكأنه تسليمٌ بكلامي. هنا، أجتاحني شعورٌ غريب من الغيرة المتواشج مع جرح الكرامة: " سوسن، التي كنتُ متوهّماً أن قلبها يميل إليّ، لتفضّل معاشرة خادمة لديها، وفوق ذلك، تفتح لها قلبها بما خفيَ من الأسرار. تباً! "، فكّرتُ في أسى وغضب. غير أنّ ثورتي ما عتمت أن طالت المخلوقة البائسة، الساذجة، بإعتبارها أصل المُشكل. فما كان مني، وعلى غرّة، إلا أن أدفع جليستي بيديّ لتسقط على ظهرها. كان الجوّ دافئاً في الخيمة البربرية، ونحن في نهاية شهر تشرين الثاني / نوفمبر، بفضل مدفأة كبيرة تعمل على الغاز. فيما كنتُ أهمّ بخلع جلابتي، إذا بالمرأة ترفع ثوبها إلى صدرها متبعة ذلك بفتح ساقيها. نظراتها، كانت إذاك تعبّر عن نوع من التهكّم وربما الإحتقار. وكان على ردّي أن يُفاقم في الموقف المخزي. قلبتُ الجسدَ الرخص بحركة أخرى عنيفة، ثمّ أعقبتُ ذلك بتعرية كفلها الكبير، المُعَجِّز.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الأول من الرواية: ج / 1
- الجزء الأول من الرواية: ب / 3
- الجزء الأول من الرواية: ب / 2
- الجزء الأول من الرواية: ب / 1
- الجزء الأول من الرواية: أ / 3
- الجزء الأول من الرواية: أ / 2
- الجزء الأول من الرواية: أ / 1
- الفردوسُ الخلفيّ: تقديم 3
- الفردوسُ الخلفيّ: تقديم 2
- الفردوسُ الخلفيّ: تقديم 1
- غرناطة الثانية
- الرواية: ملحق
- خاتمة بقلم المحقق: 6
- خاتمة بقلم المحقق: 5
- خاتمة بقلم المحقق: 4
- خاتمة بقلم المحقق: 3
- خاتمة بقلم المحقق: 2
- خاتمة بقلم المحقق: 1
- سيرَة أُخرى 41
- الفصل السادس من الرواية: 7


المزيد.....




- ثبتها الــــآن .. تردد قناة ناشونال جيوجرفيك لأعظم الأفلام ا ...
- الفائزة بنوبل للآداب هان كانغ: لن أحتفل والناس يقتلون كل يوم ...
- علاء عبد الفتاح: الناشط المصري يتقاسم جائزة -بن بنتر- الأدبي ...
- اعلان 1 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 167 مترجمة Kurulu? Osma ...
- -مندوب الليل- يحصد جائزة الوهر الذهبي واحتفاء بالسينما الفلس ...
- عفيف: من المؤسف ان بعض وسائل الاعلام في لبنان تصدق الرواية ا ...
- روسيا تسلم سوريا قطعا أثرية اكتشفها الجيش الروسي في تدمر
- الإمارات العربية إلى جانب 6 دول أخرى تشارك في مهرجان -أسبوع ...
- دور قبائل شرق ليبيا في الحرب العالمية الثانية
- الاستشراق البدوي.. الأساطير المؤسسة لرؤية الغرب للشرق


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الجزء الأول من الرواية: ج / 2