أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - ايران والطريق الى العلمانية














المزيد.....

ايران والطريق الى العلمانية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 18:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



في كتابه :
( سقوط العالم الاسلامي : نظرة في مستقبل امة تحتضر), سال صحفي الماني الباحث حامد عبد الصمد عن اقرب الدول الاسلامية للاصلاح السياسي والديني , فاجابه بدون تردد : ايران .
تعجب الصحفي , فرد عليه حامد عبد الصمد بتبريراته المنطقية :
1- ان الفكر الشيعي يسمح بالثورة على الحاكم على عكس الفكر السني .
2- ان النظام السياسي والنظام الديني في ايران اليوم يمثلان كيانا واحدا له تراتبيةهرمية على طراز الكنيسة الكاثوليكية والارثوذكسية في العالم . اما اسلام مذاهب اهل السنة فليس له راس ومرجعية واحدة , فلا يمكن الامساك به , كالكنائس الانجيلية .
3- ايران ترتبط بتاريخها القديم قبل الاسلام , الايرانيون يفتخرون بتاريخهم القديم , ويطلقون اسماء فارسية قديمة على ابنائهم . في حين ينظر الاسلام السني الى عصور ماقبل الاسلام على انها عصور انحطاط وظلام وجاهلية.
يقول حامد عبد الصمد انه على الرغم من استخدام الايرانيين للاحرف العربية فانهم احتفظوا بلغتهم الاصلية ورفضوا تعريبها , مما سمح لهم بالاحتفاظ بتراثهم القديم .وكانت اول لاعمال التي كتبها الايرانيون بعد اعتناقهم للاسلام هو كتاب ( الشاهنامة )الذي يمجد تاريخ ملوك ايران القدامى , وكان اول ماترجموه الى العربية نصوص زرادشتية قديمة .

كما توغل الفكر الصوفي في ايران واصبحت منزلة شعراء التصوف مقاربة لمنزلة الانبياء مثل جلال الدين الرومي والشيرازي .
4 – احدى الفروق الهامة بين ايران والعالم العربي هو تطور التعليم في ايران ,مما خلق مجتمعا مدنيا راسخا .
تلعب اليوم الاداب والفنون والفلسفة دورا مهما في المجتمع الايراني .من بين اهم الباحثين في العلوم الاسلامية الدكتور عبد الكريم سروج .
يقول سروج ان الايمان الحقيقي هو الايمان في ظل الديمقراطية, لان الايمان بلا حرية في الافكار هو ايمان زائف ولا قيمة له .

5 – ان الايرانيين في المهجر يختلفون عن المهاجرين من اهل السنة كثيرا , فهم لاينشغلون في المطالبة ببناء المساجد او رفع الاذان او السماح بالذبح على الطريقة الاسلامية .ولكن يستثمر الايرانيون في المهجر جهودهم في دعم التيار الاصلاحي في ايران ماديا واعلاميا . وهم لايخرجون في الغرب للتظاهر ضد رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول , او للتنديد بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين , ولكنهم يتظاهرون امام السفارات والقنصليات الايرانية في الغرب لاحراج النظام الايراني والضغط عليه .كما ان الايرانيين ينتمون الى مستوى تعليمي واجتماعي راقي , مما يجعل لهم وعيا سياسيا اكثر نضجا .

الاسلام الشيعي في ايران من وجهة نظري , يشبه في احدى اوجهه دراسة العالم الالماني كريستوف لوكسمبرج , حيث يقول ان نص القران يحتوي على عبارات مسيحية سريانية وارامية قديمة , اساء المفسرون العرب فهمها مثل كلمة (حور عين )التي يفسرها لوكسمبرج استنادا الى السريانية على انها تعني ( عنب ابيض ).

كما يقارن بين سورة ( القدر ) وترنيمة مسيحي قديمة عن المسيح , ويقول ان المقصود ب ( انا انزلناه في ليلة القدر )ليس القران بل مولد المسيح الذي واكبه نزول الملائكة والروح القدس .يخلص كريستوف لوكسمبرج الى ان اجزاء من القران مبني على نصوص مسيحية واغاني شفاهية قديمة .

على الرغم من اختلاف حامد عبد الصمد مع هذه الدراسات , الا انه يذكر بما كتبه نصر حامد ابو زيد في كتابه ( مفهوم النص ), وهو ان النص مهما كانت قدسيته هو نتاج ثقافة عصره , ويستخدم لغة البيئة المحيطة به , ويتاثر بها .فعندما يصف القران الجنة للمؤمنين نجده يستخدم وصفا يتوافق مع احلام العربي الصحراوي ,فالجنة بها فواكه ولحم طير وظلال وليس بها شمس , ولو وصفناها للاوربي فانه لايحبها ,فالاوربي يرغب في الاستلقاء على ضوء الشمس .

يقول حامد عبد الصمد ان القران في المدينة كان حوارا بين محمد والمؤمنين ,فكانوا يسالونه عن الميراث والزكاة والمحيض وغيرها من الامور .فيجيبهم الوحي بايات من القران على طريقة :
( ويسالونك عن ..قل ..). وهذا يعني ان المسلمين كانوا طرفا من اطراف الوحي في المدينة . ولا شك ان لغة القران تغيرت بشكل ملحوظ بعد هجرة الرسول الى المدينة .

فقد كانت خمس قبائل تعيش في المدينة وفقا للقانون اليهودي ( هالاخا)وتعني ( شريعة ) . لقد اثر التشريع اليهودي على فهم المسلمين للشريعة . ففكرةالدم وتحريم لحم الخنزير وتجنب النساء في الحيض والتطهر من الجنابة ورجم الزاني والزانية والصلاة في اتجاه بيت المقدس كلها اعراف يهودية.

ولكن بعد ان اخل اليهود بعهودهم مع النبي محمد تغيرت لغة القران تجاههم . وعندما عاد محمد الى مكة حطم الاصنام وفرض الاسلام واستخدم الفكر القبلي عندما قال :
( من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن ). اي ان النبي كان يتعامل مع الوسط المحيط به بمرونة .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان الحمير هو الحل !
- وهم الحرية والعدالة
- الحمير لاتنافق
- صناعة الاستبداد والاوهام وتزوير الوقائع
- معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي
- المسلمون في اوربا : ازمة هوية وعدم اندماج
- الفصام الفكري والنفسي عند المثقفين والاحزاب الشمولية
- صراع عبد الناصر مع العراق
- عبوات فكرية : العمالة نموذجا
- الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي
- الحداثة والعولمة :ازمة الهوية
- المثقف الداندي
- ظاهرة حسون الامريكي والميني جوب واغتراب المثقف
- عراق نوري السعيد - ج 8 والاخير


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - ايران والطريق الى العلمانية