أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح هادي الجنابي - المعاني المتداعية من سقوط النظام الايراني














المزيد.....

المعاني المتداعية من سقوط النظام الايراني


فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما سقط نظام الشاه في إيران عام 1979، کان لسقوطه تأثيرا کبيرا على مختلف الاصعدة بل وقد دفعت الى إحداث إرباك و إختلال و بلبلة في العديد من الحسابات و المعادلات السياسية القائمة وقتئذ في المنطقة و العالم.
نظام الشاه الذي کان يمتلك خامس أقوى جيش في العالم، وکان بمثابة شرطي أمريکا في المنطقة، کان له دور بارز و مؤثر على مستوى الخطين العامين و الخاصين للأوضاع في المنطقة، وکان يبني و يؤسس لنظام سياسي يکون له الکلمة و القول الفصل في المنطقة، ولم يدر بخلد أحد ان هکذا نظام قوي و ذو علاقات دولية قوية متعددة الجوانب مع اوساط القرار الدولي، سيتهاوى و ينهار و يغدو مجرد رکام و أثر من الماضي.
سقوط الشاه وان کان بفعل ثورة شعبية عامة عارمة، لکن لادخان من دو نار، و لامطر من دون غيوم و رعد و برق، حيث أن الذي مهد و أسس للثورة هو تحرك و نشاط القوى السياسية المناهضة للنظام الملکي و التي وظفت حالة الضجر و السخط الشعبي لصالح التغيير، وقد کان على رأس تلك القوى منظمة مجاهدي خلق التي تميز دورها بطابع خاص جدا و أثبتت حضور فاعل و مميز و قوي جدا لها على خارطة الاوضاع السياسية في إيران حتى أجبرت النظام على الاعتراف بدورها، ولم تکن المنظمة من التنظيمات و الاتجاهات السياسية التي تقبل بأنصاف الحلول و ترضى او ترضخ للمساومة على حساب مبادئها النابعة أساسا من صميم واقع الشعب الايراني و معاناته، بل وانها کانت وفي ظل أحلك الظروف خصوصا عندما تمکن النظام الملکي من إعتقال قادة المنظمة وقام بإعدامهم، تطرح نفسها کمشروع بديل سياسي و فکري جاهز قائم للنظام و تتصرف على هذا الاساس.
عندما نفذ نظام الشاه حکم الاعدام بحق قادة المنظمة، کان يتصور وقتها بأن هذه المنظمة قد إنتهت و إنهارت بفعل هذه الهزة السياسية التي لايمکن لأي تنظيم سياسي معارض من تجنب تأثيراتها القوية جدا، لکن، أثبتت الايام و الاحداث، بأن المنظمة قد استمرت في نضالها و ضاعفت من قوة تأثيرها و دورها و حضورها على الساحة حتى إنتهى بها المطاف الى أن تکون من أبرز و أکبر القوى السياسية الايرانية التي مهدت للثورة و ساهمت بصنعها و إندلاعها و إنجاحها.
الغريب ان الثورة الايرانية و بعد نجاحها في إسقاط الشاه، إلتف عليها رجال الدين بقيادة الخميني و قاموا بمصادرتها و إفراغها من أبعادها و عمقها النضالي و الفکري المتميز و جعلوها تبدو ذات طابع و ماهية دينية بحتة، ومن أجل ذلك قاموا بالقضاء على کل القوى السياسية الاخرى المناهضة لهم او إقصائها، وبديهي أن يکون على رأسها منظمة مجاهدي خلق التي عارضت و رفضت نظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا و ممهدا للدکتاتورية.
النظام الديني و بعد ان إستتب له الامر في إيران، تبين للعالم بصورة عامة و للمنطقة بصورة خاصة من أنه لايختلف عن النظام السابق من حيث عدوانيته و ميله للبطش و التوسع على حساب الاخرين بل وانه قد فاق نظام الشاه و تجاوزه عندما منح لمشروعه السياسي ـ الفکري طابعا و مضمونا دينيا يؤسس لإمبراطورية مترامية الاطراف يهيمن عليها رجال الدين من تلاميذ الخميني، وقد بذلت ازاء ذلك منظمة مجاهدي خلق جهودا جبارة من أجل کشف و فضح الدکتاتورية الجديدة في إيران و التي تسربلت برداء الدين و إتخذت منه ستارا لتنفيذ مآربها و غاياتها الخبيثة، وقد دفعت المنظمة ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا الذي کلفها أکثر من 120 ألف شهيد و الظروف و الاوضاع القاسية، لکنها مع ذلك لم تمل او تکل من نضالها وانما استمرت في مقارعتها للاستبداد الديني في سبيل إقامة نظام سياسي بديل يکفل حقوق الشعب المشروعة في الحرية و الديمقراطية و السلام و الامن والاستقرار.
النظام الديني المستبد، قام بإرتکاب نفس خطأ النظام الملکي عندما تصور بأن سياسة القمع و الحديد و النار کفيلة بلوي ذراع منظمة مجاهدي خلق و إنهائها و تصفيتها، کما إعتقد بأن سلوك نهج الخداع و التزوير و الکذب و التحريف الذي إنتهى بإدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب سيمسح دور و تأثير المنظمة من الواقع الايراني، لکن الذي حدث أن المنظمة کعادتها دائما نهضت من بين أکوام المؤامرات و المخططات المشبوهة و القذرة للنظام لتثبت وجودها و تبرز من جديد کمنار و أمل و شمس ساطعة للشعب الايراني وهاهي اليوم و بعد أن تجاوزت عقبة قائمة الارهاب، تعد العدة لمسيرة جديدة يشهد خلالها العالم کله بدء العد التنازلي لعودتها الظافرة الى طهران و تأسيس نظام سياسي يکفل الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان و المرأة للشعب الايراني و يجعل من إيران دولة نموذجية تخدم أمن و استقرار و سلام المنطقة و العالم.
سقوط النظام الحالي في إيران، هو في واقع الامر سيحدث دويا هائلا في المنطقة و العالم إذ سينهي أکبر عامل سياسي ـ فکري يهدد أمن و سلامة و استقرار المنطقة و العالم و سيقضي على أوکار تصنيع و تصدير و تمويل الارهاب المنظم، وقطعا بأن ذلك اليوم ليس ببعيد.



#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الإيرانية في ظل همجية الملالي
- إنه عصر الحرية و نهاية الاستبداد
- رسالة صريحة للمجتمع الدولي
- إنهاء التطرف الاسلامي ضمان لعالم ينعم بالسلام و الامن و التس ...
- الملف الذي يرعب ملالي إيران
- يبقى عرابا لداعش و بٶرة للتطرف و الارهاب
- آخر مرحلة من عمر نظام الملالي
- التغيير قدر لإيران
- نظام يسير بإتجاه الهاوية
- الازمة بديلا عن الثورة
- لابد من مطرقة للشعب الايراني
- مايجب عمله ضد نظام ملالي إيران
- الملالي في مواجهة العاصفة
- 14 عاما من فضح مخططات الملالي في العراق و المنطقة
- الحل العملي و الواقعي للأوضاع في إيران
- ملالي إيران صاروا مکشوفين أمام العالم
- مساران لابد من إختيار أحدهما
- التغيير على يد المقاومة الايرانية و ليس روحاني
- لماذا يرکز ملالي إيران على منظمة مجاهدي خلق؟
- هکذا أنهى الاشرفيون معرکتهم مع الملالي


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح هادي الجنابي - المعاني المتداعية من سقوط النظام الايراني