أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - حكاية العربي ولد عين الدفلة 3














المزيد.....

حكاية العربي ولد عين الدفلة 3


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 04:59
المحور: الادب والفن
    



الجزء 3



قضى العربي ليلته في مقهى قريب من محطة القطار في مدينة تازة، واختار مكانا غبشيا تحسبا لكل طارئ، سيتمكن من خلال ركنه المعتم مراقبة كل الوجوه دون أن يشعر به أحد. فهواجسه تتعاظم بسبب خوفه من أن تكتشف المرأة الملثمة خدعته، فتسلط عليه زبانيتها الذين يتمثلون له في دخان "السبسي" ضُخام الجسم كجنيِّ علاء الدين.


بعد ساعات طويلة من الإنتظار، اختلط هدير القطار القادم من الغرب مع آذان الفجر، فهب العربي إلى رصيف المحطة، وتسلق بخفة سُلم إحدى عربات الدرجة الرابعة.


كانت أجساد المسافرين القادمين من أقصى المحطات ممددة على مقاعد المقصورات، وتغط في نوم عميق أو تتظاهر بذلك عند كل محطة جديدة لكي لا يزاحمها مسافر جديد.


انتقل العربي من عربة إلى أخرى، وبعد بحث طويل، انحشر في مقعد خشبي صلد في عربة تعبق بروائح القيء والسجائر والأرجل المنتنة. وقبل أن يقلع القطار، تطلع من النافذة إلى الوجوه التي تحث الخطى على الرصيف، وظل يتابع بعينيه المناظر التي تجري إلى الوراء.


بعد أن تجاوز القطار آخر الأنوار الخافتة على طول سبيله في مدينة تازة، استبد بالعربي حزن عميق، ليس بسبب الخدعة التي خلفها وراءه وكانت ضحيتها الساحرة الملثمة، وإنما بسبب عزمه على عدم العودة إلى العمل في السيرك الذي يعشقه.


بعد أكثر من ثلاث ساعات من العذاب المتواصل في القطار المتهالك، لاحت للعربي أولى المنازل الواطئة من حي "حرشة مومنه". فنفض عنه تعب ليلته الطويلة، وتقدم بِهِمة إلى الباب.


بعد أن خرج من محطة القطار، توجه العربي صعودا إلى أعلى زنقة "لمْعَلْمين"، ومرَّ على "الشريف" بائع الملابس، فاشترى لوالده "فوقية" ولأمه "حايك أبيض"، ولإخوته وأخواته النعال الپلاستيكية. ثم عرج على مركز المدينة، فاقتنى اللحم والخضروات والفواكه من "لبرارك". ثم اشترى الدقيق والسكر والزيت والحليب الهولندي المعلب " پولي" من دكان "بزَّه". واستعان بخدمة نقّال سيوصل له بضاعته إلى منزل أسرته في حي "عين الدفلة" على متن عربة خشبية يجرها حمار...

يتبع...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- حكاية العربي ولد عين الدفلة :
- حكاية العربي ولد عين الدفلة :
- الفساد بين المنتخب الأمي والمتعلم
- كتبٌ، كتب... الجزء2
- كتبٌ، كتب...
- الراديو.. 2/2
- حيرة الشِّياه
- الراديو
- عنابر الموت :
- قصة قصيرة ... مدن الضباب :
- الياباني وعِلم العَروض:
- مستوطنة جبل ريش الحمام -4-:
- مستوطنة جبل ريش الحمام -2 -
- مستوطنة جبل ريش الحمام -1-:
- صهدُ حبٍّ من سراب
- السُّوعاجي *
- كلمات عابرة
- الشارع الرتيب
- 3 قصص قصيرة جدا
- زيفُ المساء


المزيد.....




- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - حكاية العربي ولد عين الدفلة 3