2- حكاية العربي ولد عين الدفلة :

ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 5259 - 2016 / 8 / 19 - 01:11
المحور: الادب والفن
    

الجزء 2 :



في الصباح الباكر، استيقظ العربي من نومه على إيقاع الأصوات القوية والمختلفة التي تصدرها الحيوانات المفترسة داخل أقفاصها الحديدية الضيقة.
هيأ فطوره بعجالة، بعض الشاي المنعنع وقطعة خبز مما تبقى من خبز العشاء الفائت. ثم التحق بعمله وكل خلية من دماغه تفكر في السيدة التي ستستلم عصر هذا اليوم بوله على أنه بول ملك الغابة الأسير في قفص صدئٍ حقير من أقفاص سيرك عمار.
مالت الشمس إلى الجنوب الغربي معلنة عن قدوم الأصيل، فتحفز العربي استعدادا لمقابلة الساحرة الملثمة خارج محيط السيرك.
بعد أن رآها تثقل الخطى في اتجاه نفس المكان الذي تقابلا فيه بالأمس، هرع إليها لكي لا تقترب أكثر فتصير في مرمى أعين زملائه الذين يثرثرون في كل شيء.
سلم العربي إلى المرأة القارورة المستترة بين أوراق جريدة قديمة، ولمح الفرحة في عيني السيدة التي سلمته شاكرة ما تبقى من المبلغ المتفق حوله. وقبل أن تنصرف سألته عن مدة بقاء السيرك في مدينة تازة، وعن امكانية حصولها على بول الأسد إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك.
فأخبرها العربي أن لا علم له عن المدة المتبقية لعروض السيرك في هذه المدينة، وأنه رهن إشارتها إذا احتاجت إلى بول الأسود أو الفيلة أو الببغاء الثرثارة حتى.
ضاقت عينا السيدة لتشيا عن ابتسامة متوارية تحت اللثام. شكرته بحرارة ثم ودعته...
صار في يد العربي مبلغ محترم يساوي أجرَ سُخرته في السيرك لنصف عام كامل.
بحث عن المسؤول عن عمال السيرك، وبعد أن التقى به أخبره عن عزمه على العودة العاجلة إلى العيون الشرقية متذرعا بانشغال فكره على مريض في الأسرة تسوء حالته باستمرار حسب ما رواه له شخص من أقربائه قابله في بحر هذا اليوم.
أذن له المسؤول بالسفر على أن يتسلم أجر أيام عمله بعد عودته، فوافق العربي على ذلك.
وفي آخر الليل، استقل العربي قطار الفجر المتوجه إلى أقصى الشرق، عائدا بجيب منتفخ بمبلغ محترم سيجعل أفراد الأسرة جد سعداء بما سيقتنيه لهم حالَمَا يصل إلى المدينة الأم...

----------------------------------

يتبع...

#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل