أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس الجمهورية العراقية الخالدة الشهيد عبد الكريم قاسم وزملائه الأبطال















المزيد.....

الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس الجمهورية العراقية الخالدة الشهيد عبد الكريم قاسم وزملائه الأبطال


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 390 - 2003 / 2 / 7 - 03:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

         الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق !
  " لذكرى مؤسس الجمهورية العراقية الخالدة الشهيد عبد الكريم قاسم وزملائه الأبطال "
   
                                                                     
  بلغ الانحطاط المضموني في خطاب دعاة الحرب واستمرار الحصار والمحرضين عليهما درجة يصعب استيعابها وتبريرها .لقد صار الانحطاط فضيحة ذات أجراس !  فهؤلاء الناس غدوا أكثر سعارا ووحشية من الناطقين الرسميين باسم  "البنتاغون"  ، أو حتى  باسم قيادة حزب الليكود الصهيوني . فمن لم يجد في نفسه الجرأة مثلا على الدعوة المباشرة الى قصف بغداد بالقنابل النووية صار مروجا ودلالا عديم الذمة لأكاذيب أعداء الشعوب من أمثال "كولن باول" و "رامسفيلد" ..! فلنتصور اللعنة التي حلت بالخطاب السياسي العراقي  " المعارض " من خلال المشهد التالي :
  ممثلو دول أجنبية كفرنسا والصين وروسيا وألمانيا وصحافيون وسياسيون وعلماء ومفكرون من أركان الأرض الأربعة يستخفون بأدلة  وحجج الأحمق "كولن باول" ويسفهونها تسفيها تاما في حين نرى على الجهة الأخرى من المشهد  عراقيين أبا عن جد يصفقون لها وقد أعماهم الجشع السياسي أحيانا ،والحقد المبرر على النظام الاستبدادي القمعي والدموي  أحيانا أخرى عن رؤية الحقيقة  فراحوا يصفقون لأكاذيب الخارجية الأمريكية  عسى أن يصدر قرار بتدمير العراق وإبادة جزء كبير من شعبه  باسم الأمم المتحدة !!
 
 صحيح أن خطاب دعاة الحرب واستمرار الحصار  يتصف بدرجات متفاوتة من الحدة والوضوح من ناحية اللغة والعرض المشهدي ، ولكنه منسجم من الناحيتين السياسية والأخلاقية بوصفه خطابا إجراميا  لنفر من المتاجرين بدماء ومآسي الشعب العراقي ، هدفهم الأول والأخير هو كرسي السلطة واستبدال مستبد محلي متخلف بآخر عميل يدعمه الأجنبي !
  فأحد  دعاة الحرب من الحجم الكبير صرح يقول بعد أن تبث عمامته السوداء على رأسه : الحرب قادمة لا ريب في ذلك ولكنها قادمة بالضد من رغبتنا . نلاحظ - هنا - مجموعة من أساليب التضليل والخداع والدجل السياسي والالتفاف على جوهر الموضوع المأساوي ،فبدل أن يعلن المتحدث إن كان  هو مع الحرب الأمريكية أم ضدها يحاول إغراق السامعين بأمور تتعلق بالوصفيات والمشاعر والأحاسيس الشخصية . والبعض الآخر يتصور نفسه  أكثر " ذكاء " من زميله السابق فهو يقول ما معناه بعد أن يمسد شاربيه الوهميين : نحن نرفض الحرب ،ولكن ينبغي أن نستغل الظروف التي تنتج عنها ونتعامل مع إفرازاتها بما يحقق أمل شعبنا بإسقاط النظام !
إن صاحب هذا الخطاب " المتذاكي "  يخلط  بخبث بين أمل الشعب بأن يظل على قيد الحياة الآن ، لا أن يموت بقنابل أعداء الشعوب ، وبين " آماله الحزبية " هو ،  في أن يحل محل نظام صدام حسين  وحزبه ومهما كان الثمن  من دماء الناس  ! والدجل السياسي المدفون في هذا الكلام هو من النوع الزئبقي  دون شك ، ولكنه سهل الكشف ، فالهدف الحقيقي والإنساني لأية قوة سياسية تحررية معارضة للنظام الدكتاتوري الدموي لا يتحقق  بالانتظار والتفرج حتى تقع الحرب الكارثية و من ثم القيام بمحاولة استغلال الجريمة  ، بل في رفضها جملة وتفصيلا  واعتبار من يقوم بها ضد شعبنا المحاصر والمقموع بالدكتاتورية غازيا ومجرما بحق الإنسانية ، وينبغي العمل على درئها دون التخلي عن مطلب وهدف إنهاء نظام القمع والإرهاب  في بغداد .
  وهناك أيضا من يعلنون أن الحرب مشروعهم وطريقهم الى إعادة التاج الملطخ بالعار والدماء الى مكانه الذي أسقطته منه ثورة أحرار وثوار العراق في الرابع عشر من تموز سنة 1958 بقيادة ابن الشعب البار و الشهيد الشجاع عبد الكريم قاسم ، فترى هؤلاء القادة "السمان  " يصولون ويجولون في العواصم الأطلسية ويلهثون خلف سراب خادع سيتبينون حقيقته حين سينهار النظام الحاكم ويجدون أنفسهم وجها لوجه أمام أسد جريح اسمه " عشرون مليون عراقي " !  فهل سيجرأ  دعاة الحرب واستمرار الحصار على العراق ،والاستعداد للاعتراف بالكيان الصهيوني ،واستغلال ظروف الحرب ، والترويج لدعايات وأكاذيب "كولن باول" و "رامسفيلد" ، هل سيجرأ هؤلاء " الأبطال من مختلف الأحجام " على العودة الى العراق ومواجهة " الطاوة العراقية الحامية " على الأرض ؟ هل سيجرأ زعماء هؤلاء و رداحوهم  و  وجوههم التلفزية  والانترنيتية  على مواجهة عيون الأمهات العراقيات اللائي فقدن الأعزة والأحباب ؟ شخصيا أشك  في ذلك ، فهؤلاء " الحربيون " جبناء طبعا وتطبعا والدليل هو أنهم يتوسلون الى سيدهم الأمريكي ليطيح لهم بغريمهم السياسي أي نظام البعث  الذي عجزوا بل ولم يجرأوا على  مواجهته حتى في أحلامهم وكوابيسهم وأكثر من هذا فإن بعض "شجعانهم " يخافون من تسميته بـ "نظام البعث " خوفا من "بعث " آخر لا علاقة له طبعا بيوم الحشر والبعث الإلهي  !
   وأشك أكثر في أنهم سيجرأون على العودة الى عراقٍ هدمته طائرات ودبابات أسيادهم الأمريكان والبريطانيين وأذل شعبه وأباد ثواره وأحراره نظام همجي متخلف ،حتى لو زال منه هذا نظام .  و لنتساءل : حتى إذا عاد هؤلاء المعارضون "الخلب" والذين أطالوا عمر النظام بعمالتهم الصريحة لأعداء الأمة  الى عراق كهذا ، فكم يوما سيبقون فيه ويصبرون على فراق زجاجات وشقراوات  ولذائذ أوروبا ونعيمها المغمس بعذابات شعوب الأرض غير البيضاء !؟
  خلاصة القول :  المعركة ضد دعاة الحروب لا علاقة لها بالسياسية فقط  بل بالأخلاق أيضا و أولا، ومن يرتضي لنفسه أن يدعو الأجنبي لشن حرب على بلده وشعبه  أو يبرر  أو يسكت على حرب كهذه ، سيكون قد لطخ شرفه السياسي والشخصي بالعار ولن تمحو هذا العار شعارات الخلاص من نظام دكتاتوري  لا يختلف عنه أخلاقيا  من حيث تبرير قتل الناس باسم السياسة و شعارات التقدم .. الى الخلف !
   وسيكون أكثر الناس تلطخا بالعار هم أولئك النفر من الكتبة الصغار الذين يدفعهم "أسطواتهم  " المذعورون  الى الدفاع عن "كولن باول" وقنابله فيما ينعمون هم " الأسطوات " بالأسرة الوثيرة والدفء الناعم في فنادق الخمس نحوم   ..والدليل على ما نقول  هو إنك لم تسمع – أيها القارئ - تصريحا علنيا لأحمد الجلبي  مثلا خلال الأيام الماضية يدافع فيه  عن سيده "كولن باول "  أو يهاجم شخصا من أعداء الحرب في المعارضة الوطنية الديموقراطية ولكنك  تجد  سربا طويلا من صغار الجلبيين والملكيين والحكيميين والطرزانيين ومختلف دعاة التدمير  الذين يريدون أن ينشبوا  أنيابهم  في كل شخص أو كيان سياسي  يعادي الحرب والحصار دون أن يتساهل أبدا في عدائه للنظام الزائل حتما بعزم الشعب وقواه التحررية الحية !
 
 
 
  

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...
- آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء التا ...
- لا للتحريض العنصري ضد الكرد وغيرهم !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الث ...
- مصير قيادة النظام و مصير العراق بأكمله : إجبار صدام حسين عل ...
- تحية للآنسة إيمان !
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس الجمهورية العراقية الخالدة الشهيد عبد الكريم قاسم وزملائه الأبطال