أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق















المزيد.....



مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 389 - 2003 / 2 / 6 - 03:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


                                                                                     
 علاء اللامي -      عبد الأمير الركابي
  نشرت مجلة الآداب في عددها الجديد لشهر شباط ملفا خاصا بعنوان " في مواجهة الحرب على العراق " أعده وقدم له رئيس تحرير المجلة د. سماح إدريس وشارك فيه حسب ترتيب المقالات الكاتبان العراقيان علاء اللامي وعبد الأمير الركابي و الأكاديمية الفلسطينية غادة الكرمي المفكر  الهندي المقيم في الولايات المتحدة والمعادي للحرب والحصار على العراق " رومي ماهاجان " والكاتبة التركية ومؤسسة منشورات " متيس " في تركيا "موجي سوكمان "  التي تقود النشاطات المعارضة للحرب وللوجود العسكري المريكي في تركيا  .
أدناه النص الكامل لمقالتي الكاتبين العراقيين علاء اللامي وعبد الأمير الركابي .


  
  1-  العدوان  على العراق و الوعد الأمريكي  المتجدد :
   سنعيد العراقيين الى العصر الحجري ومنه الى الحداثة  والديموقراطية !
" قراءة تحليلية في السياق الجيوسياسي"
                                                                    علاء اللامي
 قد تسبق القذائف "الذكية"المنطلقة من القاصفات والدبابات الأمريكية نحو اللحم العراقي البريء  كلمات هذه المقالة  ،ولكن ذلك السَبق  لن يمنع  لطخة العار من الالتصاق  بجبين القتلة ودعاة الحروب ، ولهذا واصلت الكتابة "بعقل متشائم وإرادة متفائلة " :
  إنها لحالة معبرة جدا ، تلك التي نقلتها وسائل الإعلام السائدة من العراق وكوريا الشمالية ،  فقد تسلى جمهور الطبقة الوسطى  الذي تم استغفاله جماعيا - مع وجود هامش تقليدي للاستثناء - من خلال تلك العملية الشيطانية يطلق عليها نعوم تشومسكي اسم " تصنيع  الإذعان "  في الغرب  المقاد بالولايات المتحدة ،  برؤية العشرات من فرق التفتيش الدولية  وهي تجتاح المصانع والقواعد العسكرية والكليات العلمية وتقتحم  أحد القصور الرئاسية وتفتش حقائب النساء في شوارع بغداد بفظاظة وغطرسة . جرى كل هذا في العراق ،  في الوقت ذاته ، لم تكن وسائل الإعلام الغربية ذاتها  سخية في نقل الكثير من المشاهد التي كانت تخلع  فيها السلطاتُ الكوريةُ الشماليةُ الشمعَ الأحمرَ والأختامَ وكاميرات المراقبة من مؤسساتها النووية و تطرد المراقبين الدوليين بعد أن أمهلتهم عدة ساعات الى أقرب مطارات آسيا .
  من الناحية الجيوسياسية المحضة ،والمبسطة عن عمد ، يمكن الانحياز الى التفسير القائل بأهمية  العمق الاستراتيجي النووي لحليف كوريا الشمالية  الصيني ،والذي لولاه لما وقف  النظام الشمولي  الستاليني في كوريا الشمالية هذه الوقفة " الجريئة " والتي أهانت العنجهية الأمريكية و "مرمطت" هيبتها في الوحل وهي في أوج عزها المغمس بدماء الشعوب ، ولكن مؤقتا كما يبدو ، فللصين مصالحها المتشابكة مع المصالح الكونية للغرب الإمبريالي وقطبه المهمين الأوحد ،أي الولايات المتحدة ؛تلك المصالح التي قد تسمح للسباح الكوري بمد لسانه الصغير  على مقربة من سمكة القرش الأمريكية والعودة سالما، ولكنها لن تسمح له بالتمادي أكثر من ذلك .ومن الطريف والموحي ، أن يقرأ المرء ما كتبته صحيفة سعودية ، ليست مغرمة كثيرا بالعم سام على غير المعتاد من الصحافة السعودية  كما يبدو، حيث شبهت المراقبين الدوليين في كوريا بالأرانب المذعورة وفي العراق بالأسود الهصورة ، ورائحة الشماتة لا يمكن إخفاؤها في كلام الجريدة السعودية !
  لم نشأ التوقف عند هذه الحالة التي وصفناها بالمعبرة من زاوية العلاقات التحالفية للدول الصغيرة المستهدفة بالعدوان الإمبريالي المتفاقم، والذي بدأ تاريخيا حتى قبل إعلان  رسميا عن  "وفاة" الاتحاد السوفيتي  ، ووصل بعض ذراه في تفكيك الاتحاد اليوغسلافي ،والتدمير الشامل للعراق في حرب " عاصفة العراق " ،والاستمرار في حصار كوبا  وليبيا والسودان ،وشن عدوان مسلح دموي على الشعب الأفغاني بعد تمرد حركة الطالبان السلفية والمصنوعة أمريكيا من الألف الى الياء  ؛ لم نشأ التوقف عند هذه الحالة من هذه الزاوية التي لن تنفتح لنا عمّا هو مثمر وذو مغزى خاص، ولهذا  سنحاول قراءتها كبداية  مفتاحية في سياقها الراهن، الممكن والمضبوط بحركتين   متناقضتين ضمن سياق تاريخي وجيوسياسي واحد : الحركة الأولى يمكن وصفها بالهجوم العسكري والسياسي والاقتصادي والقيمي  الذي يشنه الغرب المنتصر في الحرب البادرة لفرض هيمنته المطلقة على الكوكب و" إنهاء التاريخ " بحفلة تقديس تجارة جميع السلع وفي مقدمتها السلاح والمخدرات والأعضاء البشرية ومنتجات الجنس البهيمي " البورنو " . وبصدد السلعة الأخيرة  أي  " البورنوغرافيا " فقد كشفت الإحصائيات التجارية عن أن منطقة الخليج والجزيرة العربية " ذات المجتمعات المحافظة ! " تستهلك نصف المنتوج العالمي من هذه المنتجات الجنسية  !( سمير أمين / مناخ العصر / ص 45) ، و أيضا بنشر بنمط الحياة الأمريكي التسطيحي وعديم المعنى والمنفوخ بالصوت واللون والعنف المجاني ،  وباللبرالية السياسية الجديدة والتي أزالت دكتاتورية الحزب الواحد لتقيم بدلا عنها  دكتاتورية الأحزاب المتماثلة والمتشابهة  على المجتمع  .
  إنها باختصار لبرالية تاتشر وريغان بإضافة قليل من مساحيق بوش الابن و التي  لا تشبه إلا في الاسم تلك اللبرالية التقدمية الطالعة من ثورات وحروب  أوروبا وأمريكا  في القرنين المنصرمين ،عنينا "لبرالية" جان جاك روسو وجورج واشنطن وإبراهام لنكولن ..الخ
    الحركة الثانية والمضادة مضمونا للأولى تصدر عن الشعوب والحضارات المستهدفة وهي حركة دفاعية بحتة ، يعتورها الكثير من عوامل الوهن والارتباك، ويزيد من صعوبة تقدمها الى الأمام ابتلاء الغالبية العظمى من شعوب الجنوب بدكتاتوريات محلية مدعومة غربيا و من النوع الشمولي التمامي "  Totalitarian /  Authoritarian  " أو الاستبدادي " Dictatorial" . والمبتلى أيضا بالحركات الفاشية الدموية ذات النزوع العرقي أو الديني الطائفي والتي بذرت أجهزة الولايات المتحدة المخابراتية بذورها منذ منتصف القرن الماضي تقريبا .
   لعل حالة العراق تصلح لتكون نموذجا  باهرا  ومأساويا في آن واحد لحالات الاستهداف والدفاع ضمن الحركتين  السالفين مع وجوب الاعتراف - وهنا يمكن البعد المأساوي في الحالة العراقية - أن التناقضات الداخلية التي تثيرها مشكلة الحكم الداخلي ، والتي غالبا ما ينتظر إليها في بعض البلدان ذات الأنظمة المشابهة ككوريا الجنوبية على أنها عامل ثانوي ذي تأثير محدود على آفاق الصراع مع الخارج الإمبريالي  ، ترقي في الحالة العراقية ، وبسبب عنف وقسوة النظام الشمولي الذي لا نظير لتجربته عراقيا وعربيا وعالمثالثيا، لتنافس من حيث نتائجها التدميرية ودوسها لحقوق الإنسان طوال أكثر من ثلاثة عقود ، تنافس إذن ، العدوان الغربي والحصار الشامل المفروض على العراق .
  من هنا بالضبط ، من زاوية تلاقي القنابل الأمريكية المستمرة في السقوط على الأبرياء في العراق مع الرصاص الذي تطلقه فرق الإعدام الحكومية على المقاومين والمعارضين والمختلفين ، من هذه الزاوية سنحاول  استقراء  وقائع ومغازي هذه الحالة التي تكشف لنا ،بمقدار ما فيها من عناصر غموض واضطراب وجدة ،  عن آفاق واحتمالات خطيرة قد تتحول فيما بعد الى حريق مدمر يشمل المشرق العربي برمته وربما الشرق بعامة .
 إن العدوان الوشيك الذي تهدد باقترافه الولايات المحتدة وحليفتها المملكة المتحدة ضد العراق هو استمرار لعدوان "عاصفة الصحراء" التي أعادت العراق الى العصور الوسطى كما هدد ونفذ حينها "جيمس بيكر" ، ولكنه  عدوان يأتي هذه المرة  ليحسم مجموعة الأوضاع والأهداف والمعادلات  التي تركتها معلقةً حربُ 1991 وسلسلةُ الاعتداءات العسكرية  التي تلتها ، وفي صدارة تلك الأهداف  هدم أحد الجدران المحيطة بموضوع ووضع الكيان الصهيوني ألا وهو الجدار العراقي وتدمير العمق الاستراتيجي المهم لشعوب  فلسطين وسوريا ولبنان  ، بصرف النظر عن رأينا في نوايا ومقاصد النظام الشمولي من تبني الشعار المعادي للصهيونية ، مستغلة – الولايات المتحدة - في تحقيق كل ذلك ، ترسخَ هيمنتها عالميا و احتوائها للردود الأفعال الضعيفة عموما التي أثارتها تلك الهيمنة، والتي ربما كانت أقواها حركات الشبيبة الغربية المناوئة لشرور العولمة ، ومستفيدة من الوضع الممتاز الذي يسهل عدوانها دون دفع أيما ثمن  ذلك  الوضع الذي كان نتيجة طبيعية  وثمرة فجة للممارسات وسياسات النظام الشمولي .
  فمن المعروف أن هذا النظام قد حول العراق الى سجن  مترامي الأرجاء ، يفضل سكانه المغامرة بحياتهم أحيانا ،فيحاولون عبور المحيط نحو استراليا على البقاء شبه أحياء تحت "رحمة " حكم الحزب الواحد وعقوبات الإعدام التي  تتربص بالجميع لأتفه الأسباب .غير أن من الخطأ الركون الى صحة الهدف أو الشعار الذي تعلنه الولايات المتحدة لتسويق عدوانها الوشيك على هذا البلد وشعبه ،والذي تترنم به بعض وسائل الإعلام وتكرره  الأوساط المرتبطة بها في المعارضة العراقية التقليدية  والقائل بأن الهدف الأمريكي هو إنقاذ العراقيين من النظام الشمولي وإقامة نظام ديموقراطي  فحتى "كولن باول" كان أكثر صراحة من بعض المعارضين العراقيين وأصدقائهم الكويتيين حين أطلق مؤخرا تصريحه الذي لا يقبل التأويل والقائل  ( سنحتل منابع النفط في العراق لحمايتها من النظام  العراقي ! )
   إنها المرة الأولى في التاريخ السياسي القديم والحديث الذي تتكلم فيه قوة غازية عن احتلال بلد لتحميه من نظام حكم مستبد أنقذته هي نفسها  مرارا وتكرارا من السقوط وآخر مناسبة كانت انتفاضة  ربيع 1991 والتي شملت كل أرجاء العراق وقد  غدر بها الأمريكيون وحلفاؤهم الإقليميون في السعودية وإيران قبل غيرهم .
   لقد أفرزت هذه القسوة والخصوصية في ممارسات الحكم حالة من الرفض والمعارضة العنيفة ،والتي ليس من السهل على غير العراقيين فهمها واستيعاب صرخات عذابها  . وقد بلغ الأمر بأغلب أطراف هذه المعارضة درجة  التعويل على العدوان الأجنبي ضد بلادها لكي تتخلص ولو بواسطة التدمير من هذا الحكم ،بل أكثر من ذلك  فقد قرأنا لمثقفين وسياسيين ديموقراطيين و علمانيين  عراقيين كلاما يصعب استيعابه أو الدفاع عنه تحت أي ظرف كان . فهذا ناقد أدبي عراقي معروف يكتب براحة بال ما نصه ( القادمون من العراق مؤخرا, يتحدثون عن هاجس واحد يعيشه العراقيون, هاجس بسيط وواضح في فحواه ومأساويته, يقول: من يريد أن يفعل شيئا, حتى لو يريد أن يلقى قنبلة نووية على رؤوسنا, فليفعل ذلك فورا, اليوم, بل الساعة. ( ثم تستنتج الكاتب الاستنتاج "الخارق"  التالي ( إن طول زمن الكارثة, لا الكارثة نفسها فقط, هو علة وجود نظام صدام حسين لأكثر من ثلاثة عقود, وهو علة قبول المعارضة بخيار (أسوأ الاحتمالات), وهو العلة التي تقف وراء الثقة الأمريكية بإمكانية غزو العراق واحتلاله دون عواقب. / سلام عبود / المسألة العراقية بين خيار أسوأ الاحتمالات وخيار المبدئية اللفظية /   ) لقد تحولت مأساة شعب يتألف من أكثر من عشرين مليون إنسان الى حالة نفسية سيكوباتية يجمع المثقف أعراضها وأخبارها من مسافرين قدموا مؤخرا من العراق، فتحولت صيحة المساط أو المطعون الى حكمة سياسية ينبغي الأخذ بها على عواهنها  وبالشكل الذي يوفر غطاء " عراقيا " للغزو وعلى الطريقة " الكرزائية " في أفغانستان . وهذا كاتب ومحلل سياسي عراقي "معارض " آخر  سبق له أن عمل موظفا في إذاعة الكويت الحرة  وترجم بالقطعة بعض " بطولات " الأمراء السعوديين خلال العدوان على العراق سنة 1991 يحاول التشويش على اسم وصورة الغزو الأمريكي البريطاني القادم فيسميه " الحرب بين بغداد وواشنطن " وكأننا بمواجهة جيشين متكافئين على وشك الاشتباك في "واترلو " جديدة ساحتها العراق ، ولسنا إزاء عملية اغتيال وإبادة  جماعية بالطائرات الحديثة  والصواريخ بعيدة المدى لشعب صغير ابتلاه القدر بثروة نفطية هائلة ودكتاتورية قاسية ، فيقول  ( في الحرب القادمة بين بغداد وواشنطن يتوقف مستقبل النظام لبعثي على الجيش العراقي / فالح عبد الجبار / القتال ، التمرد أو التلاشي ؟ ) هذا على جبهة العلمانيين أما على جبهة الأصوليين الإسلاميين فالأمر لا يختلف كثيرا، فخلال عدوان " ثعلب الصحراء "سنة 1998 صرح الشيخ محمد باقر الحكيم  رئيس حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية من مقر إقامته الدائم طهران  بأن حزبه  ( يقف على الحياد بين صدام والقصف ) تصوروا ذلك !! حتى هوية ذلك القصف أو جنسية القاصف  لم يحددها الشيخ باقر ،فكيف لنا ،أو للمواطن العراقي البسيط ، أن ينتظر خيرا وفرجا عاجلا من هكذا علمانيين وإسلاميين مع احترامنا لذواتهم وصفاتهم ؟
   لسنا هنا في معرض فتح الدفاتر القديمة أو الطازجة بل نشير سريعا الى أن  هذه الأصوات المعارضة هي معارضة شكلا ولكنها متطابقة جوهرا مع  ما يفعله النظام حين يغامر برأس الشعب وسلامة البلد ككل بسلاح القمع وعائدات النفط ، أما هؤلاء " المعارضون " فهم يقامرون أيضا بالعراق وشعبه  ولكن بسلاح الأمريكان وأوهامهم البرنامجية والتي تحدها من الشمال الوعد بإعادة العراق الى العصر الحجري ومن الجنوب الانتقال به الى الديموقراطية والحداثة ! لسنا إذن بصدد إجراء جردة حساب شاملة على أهميتها وضرورتها  ولكننا في معرض التفسير والعرض ومحاولة الفهم الأشمل للسياق العام للحالة التي نحن بصددها  :
   لقد وضعت المعارضة لعراقية التقليدية بيضها كله مؤخرا -  في مؤتمر لندن / كانون الأول 2002 تحديدا  - في السلة الأمريكية ، فرفعت شعار  الديموقراطية ومبادئ المواطنة و لكنها طبقت سياسة توزيع الغنائم والمواقع السياسية طائفيا وعرقيا وبلدياتيا ، وأهدرت وقتا وحبرا كثيرين حول ما سمي " مرحلة ما بعد صدام " ورفضت الدخول في الكيفية المؤدية الى تلك الحالة أو المرحلة ، وشرقت وغربت في وثائقها ولم تكتب حرفا واحدا عن المأساة الطبقية التي تطحن المجتمع العراقي طحنا طوال فترة الحصار الى درجة  اندمجت  فيها  جميع طبقاته بما فيها الطبقة الوسطى العريقة  في طبقة فقيرة واحدة  هي طبقة الجياع  الذين يعيشون على كميات المؤونة الشهرية المحدودة من الطعام ، الى جانب  استثناءات نادرة من المتاجرين بالسلع المهربة والمسروقة  إضافة الى  عناصر الحاشية المحيطة بالسلطة الشمولية وعناصر البيروقراطية العسكرية والحزبية المهيمنة  .
كما نجح المؤتمرون  المعارضون في لندن في تعويم هوية العراق وتشبيحها تماما ، فلم يشر الى مضمون تلك الهوية العربية الإسلامية على اعتبار أن العرب العراقيين  يشكلون أكثر من ثمانين بالمائة من السكان والمسلمين من عرب وغير عرب تصل نسبتهم الى أكثر من خمسة وتسعين بالمائة . وقد اعترف أحد مهندسي المؤتمر بعد أن خذلته قيادته  ولم تكافئه على خدماته كما يجب فقال بأن كلمة " العرب " وردت مرة واحدة في وثيقة المؤتمر الرئيسية التي تتألف من أكثر من ألفي كلمة ، وفي معرض ذكر القوميات والأقليات التي تعيش في العراق ! ( من لقاء  لقناة شبكة الأخبار العربية الفضائية ANNمع حسن علوي بُثَّ بعد انتهاء أشغال المؤتمر المذكور )
    وبهذا فقد سجلت تلك الفصائل المعارضة المرتبطة بالمشروع الأمريكي رسميا وفعليا قيام الجسد السياسي للخيار الأول ، خيار التغيير في العراق بواسطة العدوان الأمريكي . ومن جهته واصل النظام الشمولي عناده ، فرفض أن يصغي الى الأصوات المطالبة بالتغيير السلمي وتفادي الحرب والعدوان عن طريق التغيير الداخلي  السلمي  باتجاه الديموقراطية والمراهنة على الشعب ضمن برنامج ذي ضمانات وآليات دولية ( أوروبية ، صينية ، عربية وبإشراف متجرد من الأمم المتحدة ) وليس بالمراهنة على قوات الأمن والشرطة و مليشيات الحزب الحاكم  ولجأ الى نوع من العلاج بالصدمات الكاذبة والإعلامية . فعلى سبيل المثال ، ردَّ النظام على المطالبة المستمرة والتي أطلقها التيار الوطني الديموقراطي منذ بداية التسعينات على لسان رموزه وكتابه بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين والكشف عن مصرين المفقودين بأن أقام ضجة تلفزيونية كبرى ، أطلق خلالها عدد من سجناء الحق العام و المتهمين بجرائم القتل والسرقة .. الخ  ، ولكن أغلب السجناء والمعتقلين السياسيين ظلوا في زنزاناتهم أو أنهم نقلوا الى أماكن سرية أخرى . وبعد أيام قليلة سرب النظام أخبارا الى الصحافة العربية بخصوص احتمال تشكيل حكومة " وحدة وطنية " برئاسة شخصية ديموقراطية مستقلة ومعروفة بمعارضتها للدكتاتورية هو الكاتب العراقي  عبد الأمير الركابي  ثم راح يسوف ويماطل وأغلق هذا الملف بعد أيام حين لم يجد من يبتلع الطعم الذي ألقاه  فيعود "تائبا" الى بغداد .
   لقد أراد النظام أن " يستخدم " بعض أو أحد رموز التيار الوطني الديموقراطي العراقي  كفزاعة طيور في بستان القمع الشمولي أو ليكون برغيا صغيرا في الماكنة الحاكمة يروج لشعار "المعارضة الحكومية" والدستور الذي يسنه المستبد بمفرده .غير أن  النظام نجح في استجلاب مجموعة صغيرة تسمى " التحالف الوطني " التي زارت بغداد والتقت ببعض رموز الحكم ،وظهرت على شاشات التلفزيون لتكيل المديح للحاكم ونظامه ، فاحترقت أوراقها بسهولة ، وكفت عن أن تكون معارضة بل جزء من النظام الشمولي نفسه . تلك هي المناسبة الرسمية التي ولد فيها الجسم السياسي الصغير للخيار الثاني : خيار المراهنة والتعويل على النظام وخياراته الشمولية  والذي يمكن تلخيصه بكلمات قليلة هي " الدفاع عن النظام الشمولي تحت ستار الدفاع عن الوطن " .
الخيار الثالث : بين هذين الخيارين ، خيار دعاة التغيير بالحرب وتسويق العدوان الأمريكي على العراق  باسم الديموقراطية ، وخيار التعويل على النظام والالتحاق به تحت الشعار المضلل " الدفاع عن الوطن " ،  يظل الخيار الثالث قائما ألا وهو خيار التغيير السلمي الشامل  في العراق دون حرب أو عدوان وبوجود ضمانات وآليات أوروبية وصينية وعربية ، تبدأ الخطوة الأولى في هذا الخيار بتشكيل حكومة للإنقاذ الوطني برئاسة سياسي عراقي مستقل وتتمثل في هذه الحكومة جميع الأحزاب والقوى المعارضة ما عدا تلك الأطراف التي أقصت نفسها بنفسها حين تحولت الى جزء عضوي من العدوان  على العراق وهؤلاء بالمناسبة مجرد أشخاص معزولين ومنظمات مفتعلة شكلت وجهزت وسوت لأسباب لا تخفى على أحد ، و ينبغي أن تشمل حكومة الإنقاذ التي يقترحها التيار الوطني الديموقراطي ممثلين مؤهلين عن المكونات المجتمعية الفعالة في المجتمع كالقوى العشائرية الحرة وغيرها وتتولى هذه الحكومة قيادة البلد لفترة محددة لا تتجاوز العام الواحد. إن برنامج حكومة الإنقاذ المحدود زمنا ومضمونا ينبغي أن ينجز إحصاء شفافا واحترافيا وموثقا لسكان العراق ويجب أن ينتهي العام  بإجراء انتخابات شرعية ديموقراطية وتحت إشراف دولي محايد يواكبها استفتاء حول موضوع النظام الفيدرالي أو الحكم الذاتي لإقليم كردستان العراق وسيترك للشعب العراقي وعن طريق صندوق الانتخابات من أن يقول رأيه في الحزب الحاكم وفي الأحزاب المعارضة  ليتم الاحتكام الى ذلك الرأي بهدف إجراء تسليم سلس للحكم يسبقه عفو تشريعي عام .
 لقد رفع التيار الوطني الديموقراطي هذا الخيار ونادى بتحقيقه ولم يقطع حتى مع أصحاب الخيارين السابقين أو يعادي أي مكون من مكوناتهما ممن لم يتورطوا في تعاملات استخباراتية مع الولايات المتحدة أو دولة " إسرائيل " . وبالمناسبة فالتيار الوطني الديموقراطي العراقي ليس حزبا أو تنظيما بل هو يعرف نفسه كامتداد جماهيري فضفاض يضم شخصيات وجماعات  متباينة في تفاصيل برامجها وتجمعها خطوط عريضة معلنة وقد نشأ هذا التيار في أوساط المعارضة العراقية وبنتيجة الفرز السياسي الذي بدأ مع العدوان على العراق سنة 1991 و استمر  بعد إغراق الانتفاضة الشعبية التي أعقبته في الدماء . إن هذا التيار ما زال يواصل التبشير بخياره على الرغم من شدة حالة الاستقطاب السياسية في الساحة العراقية وعلى الرغم من ضعف وهشاشة الإمكانيات المادية وهو يرفع اليوم شعار الخيار الثالث ،خيار التعويل على الشعب العراقي لإجراء التغيير السلمي الشامل نحو الديموقراطية وكبح العدوان الأمريكي . ولمن قال ويقول أن هذا الخيار الثالث ليس واقعيا وعمليا نقول : لماذا لا ينبغي اعتبار هذا الخيار واقعيا وعمليا واعتبار تدمير البلاد والوصول الى السلطة على جبال من جثث العراقيين خيارا واقعيا وعمليا ؟ صحيح أن النظام الشمولي في حالة العراق وصل الى درجة الشمولية المطلقة حين أعلن عن فوز رئيسة بنسبة مائة بالمائة من الأصوات وهذا الأمر يعكس حالة تعلق بالسلطة لا نظير  لها في المنطقة  ولكن الأنظمة الشمولية الأخرى ليس ملائكية من حيث الشكل والمضمون ولو شئنا ترطيب الأجواء لقلنا بأن الفرق بين النظام الشمولي الذي نحن بصدده والأنظمة الأخرى قد لا يتجاوز الواحد في المائة ، لماذا ؟ لأن الرؤساء العرب عادة  ما يفوزون بنسبة 99% تقريبا أما الرئيس العراقي فقد فاز عليهم  بفارق صغير لم يتجاوز الواحد بالمائة !!


  
 2-  ملامح إعادة تأسيس للحركة الوطنية العراقية المعاصرة :
        التيار الوطني المعارض ومتغيرات اللحظة الراهنة .
                                                                        عبد الأمير الركابي


  في عام 1990 ظهر التيار الوطني المعارض، بناء على محركات محددة ،وعلى متغيرات ذات طابع تاريخي كانت تنذر بتغيير  جوهري في كل ما عرف عراقيا قبل هذا التاريخ ، من أفكار وممارسات اتسمت بها حركة التحرر العالمية ، ومن ثم إجمالي الايديلوجيات وممارسات الأحزاب والقوى التي كانت قد تأسست بعد عشرينات القرن الماضي . كانت هنالك وقتها ، أشياء قليلة قد ظلت ثابتة وقديمة كأنها لا تتغير: الوقوف ضد العدوان الأمريكي ، ومن ثم الموقف من قضية الدكتاتورية . إن التاريخ والتدقيقات التي ستأتي في أوقات لاحقه ، سوف تجد في ممارسات وأفكار هذا التيار أوسع ما يمكن من محاولات الإجابة الشاملة على أهم التساؤلات النظرية والسياسية مع أقل ما يمكن من القدرة على لفت الانتباه واكتساب الشرعية ، أي الاعتراف بحضور وجدية هذا التيار الذي أمضى حتى الآن اكثر من اثنتي عشرة سنة من تاريخه من دون أن يعرف على نطاق مناسب أو يعترف به كما يستحق ، والأسباب بعضها معروف  ويعود بالدرجة الأولى الى حدة الاستقطاب العالمي الناشئ خلال هذه الفترة وتبعا لذلك طغيان منطقَيْ العدوان الأمريكي من جهة والنظام العراقي من جهة أخرى .
  لقد أريد لهذه الظاهرة أن تدرج في السياق السائد ، ومنعت من أن تخرج عما هو متعارف عليه ، وكان الثقل الذي يزكي هذا المنحى هائلا على كل الصعد ، وبالأخص صعيدَيْ السلطة والمعارضة لا بل لقد امتد نفوذ الماضي حتى داخل التيار الوطني نفسه ، فمن كان بمقدوره أن يمنع قوى تنتمي الى الماضي من أن يكون لها حضور وسط تيار المستقبل الذي يجاهد معاندا الوقائع وساعيا الى خرقها  ؟ لقد حدث هذا بالفعل ،ووجدت قوى تنتمي فعليا الى السقف الذي تثمله السلطة في المعارضة ونشأ وضع فريد وبما أن اللحظات الانتقالية ، وتلك التي تشهد اهتزازات كبرى في الثوابت والقيم المتعارف عليها ، تقوى الشرعيات التاريخية من خلال الأشخاص في حال سقوط الأفكار والممارسات واندحارها ، فإن بعض هذه الظواهر المندمجة بالتيار الوطني ظلت تعاند محاولة انتزاع التمثيل الوطني باسم بعض من شرعيات حزبية وبقايا تاريخ مهما يكن ملتبسا أو قابلا للمحاكمة . والنتيجة التي تمخض عنها هذا المظهر غير الضروري كانت قد تمثلت في المزيد من تعقيد الموقف خاصة على صعيد تسريع عملية التمايز وصفاء ملامح التمثيل المطابق للحظه .
   في المستقبل فقط ،سوف تراجع هذه اللحظة من لحظات التاريخ ، لينظر فيها من زاوية إذا ما كانت يا ترى تستحق أن تعامل كلحظة فاصلة و تأسيسية  ، أم إنها مجرد ظاهرة عارضة ، ويومها يكون أولئك الذين حملوا هذه الراية بأمانة  وعبروا عنها بأكبر قدر من الصدق قد اجتازوا امتحانات لم يجتزها ربما على الإطلاق المؤسسون العراقيون الذين وضعوا في عشرينات القرن الماضي الأسس التي عليها قامت الحركة الوطنية العراقية المعاصرة في طورها الأول ؛ و لا داعي لان نعدد الفوارق التي تحسب لمصلحة ذلك الرعيل من قبيل وضوح المعركة الوطنية في ظل الممارسات المعروفة للاستعمار القديم والاحتلال ، أو من ناحية نوع الاستقطاب العالمي وتبلور الجبهات الاشتراكية التحررية من جهة  و الرأسمالية  الاستعمارية  من الجهة الأخرى ، والأهم  من ذلك هو توزع ذلك الاستقطاب على معسكرات دولية وكل هذه عوامل كانت تقلل من الآثار المعيقة  لانتشار وتطور الأفكار العصرية في البلدان المتخلفة لا بل وتخلق توليفة إيجابية  تحفز القوة الكامنة في تلك المجتمعات .
      وبقدر ما يتعلق الأمر بواقع كالواقع العراقي ،فإن الخصائص والتاريخ الوطني السابق على مجيء الاستعمار الإنكليزي كانت  تحتوي على عناصر ثورية قويه نابعة من التكوين المحلي مما كان يساعد على منح القوى العصرية الناشئة دفقا واستمرارية كانت مثار دهشة دائمة ، وحتى على صعيد الخلفية النظرية فان العراقيين وجدوا آباء محليين مثل الزعيم الوطني الكبيرـ جعفر أبو التمن ـ احتل موقع الأب الأكبر للحركة الوطنية الحديثة بينما استطاعت تلك القوى الناشئة عند الضرورة أن تستعير وقت الحاجة تجارب وأفكار عصر النهضة الفكرية العربية التي انتعشت في مصر وساحل الشام ، وكانت ضعيفة تماما في العراق، وهذا ما يفسر الإقبال العراقي الشديد على قراءة النتاج الثقافي والفكري الآتي من تلك البلدان ، و تلك  ظاهرة تلحظ كثيرا لدى دور النشر العربية واللبنانية على وجه التحديد .
   ليس من تقصد يمكن الاستدلال عليه في السلوك أو المواقف المختلفة للتيار الوطني للابتعاد عن الطور الأول من تاريخ وتجربة الحركة الوطنية العراقية المعاصرة ، التي كانت وما تزال في أزمة  ،ولكن هذا الجانب كان حاضرا من الناحية )الموضوعية (البحتة ، بقدر ما كان عرضيا وهكذا هي الحياة ، إنها تقنن وتنتقل حسب معقوليات تصلح في نهاية المطاف للتبسيط ، وفي حالتنا - على سبيل المثال - كان العدوان الراهن والمتفاقم الذي عاشه العراق قد ألقى على البنية الوطنية العراقية تحديا تاريخيا ولربما كوني فهذه البنية مضطرة اليوم لان تقدم أجوبة على تحد هائل تواجهه البشرية كلها بينما هي ـ البنية الوطنية العراقية ـ موجودة في المتراس الأول ليس باختيارها ، إنها وحيده بينما انهارت كل أشكال « المساعدة » التي كان يتلقاها الرواد الأول في عشرينات القرن الماضي فاليوم لا قوة الأفكار الاشتراكية والتحررية موجودة ولا أفكار النهضة العربية التي انهارت مصداقيتها وتراجعت جدواها مما يعني أن المجابهة الحالية ليست أقل من  بدء على ورقة بيضاء .
   و هذا هو ما سيكون  ربما التحدي الأول للوطنية العراقية بما هي عليه ، بعد ان كانت في الماضي ميالة عند الضرورة للاستعارة ، و لا مهرب والحالة هذه من البحث عن خاصيات ما ذات بعد كوني تستحضر من التاريخ العراقي ، فهل العراق بلد مؤهل لان يقدم أجوبة من هذا الصنف الشامل والكوني : نعم إنه كذلك ، وعليه ان يكون مؤمنا بأنه يستطيع اليوم أيضا أن يكرر قوة   الإبراهيمية  والتكنولوجيا الأولى ، وما لا يحصى من الإشاعاعات  القديمة والوسيطة ، فقط هو بحاجة لأن يوسع دائرة تصوراته ويتخلص تماما من الأطر والقيود التي تتحكم بتفكير نخبته بسبب العادة والعجز.
  الذين يواجهون المشكلات اليومية باعتبارهم سياسيين ولديهم مهمات تجبرهم على قول آراء محدده تصلح للتعامل اليومي من بين أعضاء هذا التيار، يعلمون بأن الصراع الفعلي يدور بالأصل حول اكتساب الشرعية ، أي على حلول منظور مناسب للحظة محل منظور تمثله العشرات من القوى المتزاحمة المتراكبة فوق بعضها ،والمتخلفة من الماضي ، تجرجر أزمة فكرية وسياسية عمرها اكثر من أربعة عقود ، وعلى هذا الصعيد كانت تؤسَس  سلسلة المواقف المعروفة المضادة للعدوان للتدخل الأمريكي في شؤون العراق،  رفض ومقاومة الحصار ، رفض خديعة الفصل بين الوسائل والأهداف، تبني مبادئ التغيير السلمي الشامل بدل شعارات الانقلابات العسكرية والاستعانة التدميرية  بالأجنبي . 
  واليوم ، وبينما تقترب الحرب ، فإن المشروع الوحيد العملي المستند الى إبداعية  ذات بعد شمولي يستوعب الأزمة العالمية الناشئة عن المواجهة الحالية ومترتباتها والصالح للتداول والتبني عمليا هو مشروع وشعار «التغيير من دون حرب » ، والدعوة الى قيام حكومة إنقاذ وطنية انتقالية تشارك فيها القوى الأساسية  وتفضي لقيام عراق دستوري خلال فترة لا تتعدى العام الواحد .  هذا المشروع الذي تم طرحه من قبل التيار الوطني الديموقراطي المعارض منذ شهر تموز المنصرم أصبح مقبولا وتتبناه القوى الكردية كما صرح بذلك مؤخرا جلال الطالباني وهو رؤية تستحق أن تتبناها كل القوى والدول المتضررة من العدوان على العراق عربيا وإقليميا ناهيك عن فرنسا ومجمل أوربا وروسيا والصين مما يوفر آلية دولية وضمانات ضرورية تحقق هذه العملية وتؤمن تغييرا سلميا يبعد شبح الحرب عن المنطقة والعالم ، علما بأن الولايات المتحدة هي ذاتها تعاني من مأزق فقدانها للبديل ، وحاجتها بفعل ضخامة مصالحها الستراتيجية في العراق الى استقرار يعقب الحرب مما يجعل الحل الذي يتبناه التيار الوطني المعارض قابل للتنفيذ أكثر من أي جل آخر برغم ما تحيط به من عقبات ومصاعب تبدو الآن كبيره ، هذا ناهيك عن أنه الحل الوحيد الذي ينطوي على مغزى وطني، ويستجيب لضرورات أصلية لا مهرب منها وموجودة بغض النظر عن العدوان الأمريكي مثل مسألة الانتقال الى المشاركة السياسية وزوال الدكتاتورية .
   الوجهان ، العملي المباشر أي السياسي ، والفكري النظري ، عندما يحضران بنفس السوية ، ويكونان من نمط يستدعي الحقائق التي تشير الى المستقبل ، يكون ما يحدث حتما انتقال تاريخي وتسمع في الأرجاء أنغام الانقلاب الكبير.. هكذا يدق التاريخ أبواب الأمم !

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...
- آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء التا ...
- لا للتحريض العنصري ضد الكرد وغيرهم !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الث ...
- مصير قيادة النظام و مصير العراق بأكمله : إجبار صدام حسين عل ...
- تحية للآنسة إيمان !
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي في العراق في ضوء العلوم الحديثة - الجزء ...


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علاء اللامي - مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق