أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي محروس عبدالله - هل يمكن اصلاح المسيحية (6) – اعادة الاعتبار للمادة














المزيد.....

هل يمكن اصلاح المسيحية (6) – اعادة الاعتبار للمادة


مجدي محروس عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 18:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بدايات القرن العشرين ومن خلال تطور ابحاث الذرة المتسارع
تمكن العلم من احراز تقدم اسطوري عظيم حطم الفرق بين "المادة" و "الطاقة" (1) من ناحية حيث اثبت ان كليهما شيء واحد
من خلال المعادلة الشهيرة E=MC^2 - كذلك تم لاحقا تحطيم الفرق بين النظرية الموجية والنظرية الجسيمية من خلال العالم De Broglie من خلال معادلته الشهيرة h/mυ=λ وتم دمج ما يعبر عن النظرية الموجية والجسيمية في معادلة شرودينجر الشهيرة
وبالرغم من حل العلم لمسألة انفصال المادة عن الطاقة – وانفصال الطبيعة الموجية والطبيعة الجسيمة
الا الايمان المسيحي واقصد به هو ايمان اغلبية المسيحيين والكنائس المسيحية لازال يفصل بين المادة والروح (2) و يجعل الاثنان عدوا لبعضهما بل يجعل
المادة هي الجزء المنحط من الوجود نظرا لامكانية فسادها واضمحلالها واعتبار الروح الجزء الاسمى بسبب خلود الروح وعدم قابليتها للفناء – هذا التوجه انتشر كثيرا في كتابات المسيحيين الاوائل ...
و من المثير للتأمل حقا ان المسيحية في بداية انتشارها واجهت الافكار الغنوسية (3) التي كانت تحتقر العالم المادي وتقسم
انواع الخليقة الى جسداني ونفساني و روحاني – لكن فيما يبدوا ان تلك الافكار –اقصد الغنوسية – قد وجدت طريقا خلفيا لتدخل الى المسيحية بسوء فهم لبعض نصوص الانجيل وتفسيرها تفسيرا غنوسيا
ان الروح وبسبب خصائصا بحسب ما تورد الينا من النصوص المقدسة كينونة هيولية لا يمكن الاحساس بها بسهولة
فيما يتضح من قول المسيح بعد قيامته "جسوني فان الروح ليس له لحم وعظام" بل انه اكل معهم سمك مشوي وعسل (4)
لكي يثبت لهم قيامته بالجسد – فذلك يوضح ان الروح لا يتم ادراكها بسهولة مثل الجسد – في الناحية الاخرى يختص
الجسد بالعالم المرئي المحسوس الذي نستطيع اداركه بحواسنا فهو المادة مشكلة بهيئة ما كما انه قابل للتغيير والفساد
الانسان ماهو الا خليط من الاثنين – روح داخلية ليست لها هيئة خاصة تسكن جسدا محدودا يمكن ادراكه
واتحاد الاثنين في الانسان هو ما اعطى الانسان القدرة على ابتكار الجديد الذي يواجه به عجز جسده المحدود فركب الدواب ليستطيع قطع مسافات طويلة واخترع القطار والسيارات ليستطيع السفر الى مسافات ابعد
الارواح لا تحتاج هذا الابتكار مما يعطيها مرتبة اقل من الانسان – لذلك الانسان هو اعظم من الملائكة لذلك قيل عنه
انه "على صورة الله ومثاله" الملائكة لا تستطيع الاختراع ببساطة لانها لا تحتاجه- كذلك لا تستطيع ان تحس الجمال
و تشعر به لكن الانسان وهو على مثال الله يستطيع مثلما احس الله (5)بجمال الخليقة بعد خلقها
اي اجمالا نستطيع ان نرجع سبب تقدم الانسان ورفعة شأنه بين المخلوقات الى التكامل المدهش بين جسد مثالي (منتصب القامة و اصابع تستطيع التعامل مع المادة و مخ متطور) مع روح تتميز بالاحساس والجمال والخلود
اذا فصلنا هذا عن ذاك او وضعنا عداوة بين هذا وذاك سوف ينحط الكائن الحي المسمى انسان و ينتهي كماله لكننا اذا
اعتبرنا ان الخطية هي ما سببت تلك العداوة بين الجسد والروح يمكنا ببساطة ان نصل الى نتيجه مفادها ان خلاص الانسان والذي قدمه المسيح يكون احدى نتائجه هو المصالحة بين الجسد والروح عبر تغير الجسد عن طريق تقديسه وبذلك يصبح فساد الجسد اي الموت امرا عرضيا او امرا حتميا
وهكذا يمكنا اعتبار ان المصالحة لا تتحق بشكل كامل الا من خلال القيامة بين روح مقدسة وجسد ممجد (6) وبهذا يمكن للجسد
ان يرجع مرة اخرى الى حالته الاولى من السمو و يجب هنا الاشارة ان لفظة الجسد استخدمت في الانجيل في لغته الاصلية اليونانية استخدمت بواسطة كلمتين هما ϹΑΡξ و Ϲωμα الاولى و هي ساركس وهي اللحم flesh و الثانية هي جسد body

هوامش
(1)يمكن مطالعة اية مراجع في علم الفيزياء تحت عنوان الفيزياء الحديثة Modern Physics
(2) راجع غلاطية 5:17
"لأن الجسد يشتهي ضد الروح و الروح ضد الجسد حتى تفعلون ما لاتريدون ....."
(3) الغنوسية جاءت من الكلمة اليونانية معرفة "Gnosis" وهي فلسفة انتشرت في القرون الاولى وتأثر بها مسيحيون امثال اغسطينوس
(4) لوقا 24:40
(5) تكوين 1:21
(6) الرسالة الى كورنثوس 15:35



#مجدي_محروس_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن اصلاح المسيحية(5) – اصلاح الاصلاح
- د مجدي يعقوب و حاييم ويزمان و الفرغاني – من الذكي ومن الاحمق ...
- على هامش عنوان فيلم -براءة المسلمين- الايدولوجية و الانسان ه ...
- هل يمكن اصلاح المسيحية-المسيحية الفلسفية العميقة (4)*
- الدكتور ابراهيم فهمي هلال رجلا قبطيا عظيما يرحل في الظلام كا ...
- رسالتي للمستشار موريس صادق و سياسيو اقباط المهجر
- هل نعيش نحن كرجال في خدعة كبرى؟
- هل تحتاج المسيحية للاصلاح؟(3)(*)
- اصدقائي الفيس بوكيين وداعا
- كيف انتهت اللغة المصرية(القبطية)
- هل تحتاج المسيحية للاصلاح؟
- هوامش على مذبحة الاقباط بليبيا
- اساليب جديدة للكفاح القبطي(1)
- تعليقا على كلمة البابا القبطي:عدونا هو الشيطان
- من قتل خالي؟السيسي ام مرسي؟
- رسالتي الى الشعب القبطي قبل فوات الاوان
- الحرب الاهلية في مصر .....نهاية حتمية
- هل يحكم الشيطان مصر؟
- أيها الثوار المصريون...لا تسرفوا في التفاؤل
- تداعيات نشوب حروب اهلية في مصر


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...
- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي محروس عبدالله - هل يمكن اصلاح المسيحية (6) – اعادة الاعتبار للمادة