المعارضة السورية تقدم ورقتها الثالثة أو الرابعة أو العاشرة حول خطة طريق للحل ...ومع ذلك فإن الأصدقاء في المجتمع الدولي لا يفهم موقفها حتى الآن، ما دامت لا تعلن صراحة وبخضوع كامل قبولها بقيادة بشار الجزار ..ولذا من المفضل أن ترسل عرائضها في المرات القادمة باللغة العبرية، ليفهمها العالم جيدا، إذا ما فهمتها إسرائيل ...!!! لا نظن أن النظام الأسدي والروسي والإيراني لهم مصلحة في الحل بسوريا لأنهم عبر سوريا يرحلون أزماتهم الداخلية، في ظل سياسات أمريكية تعمل على تدوير وترحيل الأزمات عالميا على طريق الفو

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إذا عرفنا أن الجميع (النظام الأسدي والعربي والإسلامي والدولي) له مصلحة في استمرار المذبحة السورية ، لتجنب مشكلاتهم الداخلية الخاصة بهم مما يصعب تناولها في هذه العجالة، لكن الوحيد الذي يدفع ضريبة هذه الولائم الجرائمية بشكل مؤكد لا خلاف عليه هو الشعب السوري طريد العالم الفاجر...!!

منذ أربع سنوات بعد الثورة بدا النشاط الانكليزي الممهد دوليا وأمريكيا، لاختيار مندوبين معارضين قابلين بمبدأ ( لا غالب ولا مغلوب تحت ظل الأسد!!)، لكن بعد أن قتل النظام أكثر من مئة ألف شاب سوري هم الأروع في قيادة ثورة مدنية ديموقراطية سلمية ، قبل تسليم قيادة الثورة إلى المتطرفي السلفيين والأصوليين من قبل الأسديين الذين أخرجوهم من صيدنايا ، لتحوير مسار الثورة من مدنية ديموقراطية لتكون (قومة -هوجة) سلفية –أصولية- أخوانية )، وقد قبل بعض الأطراف الأخوانية الطعم، وراحوا يتصرفون كقادة للثورة بدعم الجهات الانقلابية التركية الفاشلة التي كانت تسعى لتشويه صورة حزب العدالة وأردوغان، بوصفه حزبا أصوليا أخوانيا تقليديا، عبر اقصاء التمثيل الليبرالي الديموقرطي اليساري السوري وإحلال شمولية يسارية شبيهة بالأخوان ، وتثبيت مواقع الأخوان والسلفيين ودعمهم، من أجل تشويه صورة معركة الحرية في سوريا، على أنها ليست ثورة في سبيل الحرية والديموقراطية، بل هي ثورات أصولية تريد تأسيس إمارات إسلامية ....
.
قال لنا ممثلو الأمم المتحدة في جنيف، هل تؤيد الحلول السلمية بتشكيل حكومة موسعة تشمل السلطة والمعارضة، فقلنا لهم أن هذا الأمر متحقق من خلال الجبهة الوطنية التقدمية التي أقامها الأب ( حافظ الأسد ) ، والشعب السوري يريد ان يطوي صفحة ( الأسدية ) التي تعني له أن زمنها ليس أقل كلفة تخريبة وتدميرية للعالم القيمي والأخلاق الوطنية السورية عن أية قنبلة نووية هيدروجينيية ، بما فيها القنبلة على هيروشيما أو ناكازاكي ، التي استطاع الشعب الياباني –مع ذلك أن ينهض بعدها – أن ينهض من دمارها ليبني اليابان الجديد ة اليوم ، ( لكن القنبلة الأسدية السياسية والثقافية والأخلاقية والطائفية والتشبيحية) لا يمكن أن يخرج منها المجتمع السوري إلا بحرب أهلية دموية هي الأبشع في التاريخ الانساني بفظاعتها ووحشيتها وعدميتها ولا وطنيتها كما سيحدث، حيث أن أي حوار لا يشترط أو يؤول إلى محاكمة الأسد وطنيا أو دوليا هو هراء، وفي أشد حالات التنازل الوطني القبول بخروجه من البلاد ، وإلا فإن الشعب السوري سيعتبر أي مفاوض دون هذا الحد الأدنى خائنا خيانة صريحة ,,,,فاتهمنا حينها بالتشدد وأننا غير صالحين للمفاوضات التي تتم تحت راية بيت الأسد ...
ولم ندع منذ حينها للحوار مع المعارضة التي ستصبح إئتلافا معارضا مفاوضا ...سيما بعد أتوا بأخوة الاسد البعثيين كقادة للتفاوض... سيما بعد أن غطيت القيادة البعثية للمعارضة بفتوى إسلاموية باسم التسامح النبوي عند فتح مكة ، بدعوة الناس إلى اعتبارهم آمنين إذا دخلوا بيت ابي سفيان كأنهم دخلوا بيوتهم، وكأن النبي بذلك تنازل عن قيادة الامة لأبي سفيان، كما تم التنازل للبعثيين برئاسة المفاوضات ...
هذه الصيغة للتفاوض تحت شرط القبول ببقاء الأسد بغض النظرعن الفترة (بقاء الأسد) ظلت مستمرة بكل اللقاءات التي دعيت لها المعارضة، بما فيها لقاءات لندن الثلاثة لتقدم المعارضة وجهة نظرها للحل، ولم تفهم لندن والعالم أن القبول بـ(بقاء الأسد بعد مقتل وسجن مليون، وتهجير نصف الشعب السوري وتدمير وطنه، ومن ثم الاقرار من قبل المعارضة بذلك (ولو لدقائق بعد التوقيع) على هذا البقاء كرئيس، هو اعتراف بشرعيته وشرعية قتله للشعب السوري بوصفه شعبا ارهابيا بالملايين كما يردد يوميا على قناة الجزيرة الجزار بشار، وأن الجزار قرر العفو عن شعبه الارهابي وعن ضحاياه المقتولين بالكيماوي، وأن في ذلك إهانة وإذلالا للشعب السوري يتخطى واقع عبوديته واسترقاقه قبل الثورة .. وهو إذلال ربما يدفع العصابة الأسدية لدعوة الشعب للخروج بمظاهرات (اعتذار) للأسد ..

باختصار إن (المعارضة المصنوعة دوليا ) بتجاوبها الدائم لتقديم خطط لوجهة نظرها في الحل لمرات عديدة حتى اليوم دون شرط الحدود الدنيا لأوباما الكذاب عن (ضرورة رحيل الأسد) كمدخل أساسي لأي حوار أو تفاوض، إنما تقدم خدمة للنظام الأسدي والروسي والإيراني، لكسب مزيد من الوقت للظهور بمظهر (الباحث عن حل لا يريده بالأصل ) ولا من مصلحة جميع التحالف ضد الشعب السوري، بما فيها الولايات المتحدة ، التي تقود وتشرف على هذه المذبحة المستمرة، مادام الدم الوحيد هو دم الشعب السوري دون أن يكون هناك دم أمريكي ، فإن بيت الأسد قادرون على الحكم سلاليا لمئات السنين، ماداموا بمنجى ومأمن، دون أن تنغص دماء الشعب السوري عليهم سلطتهم الوراثية للأبد، بل تعودوا أن يكون الدم السوري شرابا مهضما لهضم السلطة ومسروقاتها، حتى لدى مثقفيهم (الشيوعيين الثوريين) الذي يتحدثون كمعارضين كوميديين (للسلطة والثورة معا ) بتحميل ابن الأسد والشعب وزر خراب البلاد ....

من المعيب والعار أن تقوم هذه المعارضة بدور مسير معاملات عند القتلة الروس وإيرانيين والأسديين ، والاشراف الأمريكي ، ليكتبوا ذات العرائض خلال خمس سنوات ، كلما حصل استعصاء ما بهضم دماء السوريين من قبل العالم ،أن تكتب له وصفة الحل ذاته ( الاسبيرين ) ، دون نزع السرطان الأسدي كشرط لابد منه لتسكين الآم سوريا والدخول في أية مفاوضات ....

نحن نقترح على المفاوضين، مادام لا يهمهم سوى منصب مفاوض دون أن يكلفه أحد، لأنه يعتبر منصب التفاوض على دم شعبه قيمة مادية ومعنوية ، نقترح أن يقدم كل مفاوض للشعب السوري توقيع خمسة أفراد سوريين يفوضونه بالتفاوض باسمهم ...!! لكي لا نظلمهم بأنهم مثلهم مثل مفاوضي الأسد، وأنهم لا يمثلون سوى مصالحهم الوضيعة ...وإن كانوا صادقين فإنه من الأشرف لهم وأكثر كرامة أن يفاوضوا إسرائيل مباشرة، على مفاوضة بيت الأسد وبيت بوتين والعلوج الفرس ...وأن تكون الوثيقة القادمة مكتوبة باللغة العبرية لكي يستطيع العالم أن يفهمها إذا ما فهمتها إسرائيل، مادمتم كتبتم كل هذه العرائض عشرات المرات ولم يفهمها العالم ..فاكتبوها بالعبرية مرة واحدة ولعدو محترم هزمكم فعلا !! أحسن من عدو (بيت الأسد )، يحشد عليكم كل أوباش الأرض وقطعانهم الخنزيرية ويستخدم السلاح الكيماوي مما لم يستخدمه عدوكم الإسرائيلي على الأقل خلال أكثر من ست عقود من الحروب معه، وهو ليس مضطرا لاستخدامه خاصة مع عدو من المستوى الأسدي الصغير الحقير صنعه هو بيده وعلى عينه ، ليقوم بمهمات قذرة لا يقوم بها معلمه العدو الإسرائيلي ذاته ....

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات