أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفصل الخامس من الرواية: 6















المزيد.....

الفصل الخامس من الرواية: 6


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


مراكش، كانت شبه عارية في مساء يوم الرابع عشر من دجنبر ـ كالأفرع العليا من شجرة التين في فيلا الأسرة، المُتبدية لعين المرء من وراء أسوارها. أثناء نقل المُصاب إلى الفيلا، فضّلت " شيرين " المكوثَ في السيارة. ثلاثة أشهر من الذكريات، بحلوها ومرّها، تمادت في ذهن فتاتنا خلال ثلاث دقائق حَسْب. مذ مغادرتها منزل الأسرة المُضيفة، أضحت روحاً خاوية ومقفرة. فما أشبهها اليومَ بالشارع ذي الاسم الملكيّ؛ ثمة، أين تقف سيارتها على أحد مفارقه. وإنه المفرق نفسه، المؤدي إلى فيلا وعيادة الطبيب " عبد المؤمن ". لعل الطبيب أستعادَ أيضاً ذكرياتٍ حميمة، فكّرتْ " شيرين "، بفضل ما كان من تفرّغه مؤخراً لعلاج ابنة الأسرة، المريضة. ولن يلبث أن يُهرع إلى تلبية نداء " للّا بديعة "، معتقداً أن الأمرَ يخصّ ابنتها الصغيرة. على الأرجح، فإنّ هذه السيدة ذات الطبع المستقيم لن تُخفي عن الرجل سببَ إصابة الفتى: " بأيّ حال من الأحوال، فمن المؤمل الركون إلى طبع الطبيب، المُتّسم بالميل إلى المغامرة ما لو تعلق الأمرُ بمالٍ مُجزٍ! ".
وربما أنه مرتبطٌ كذلك بالطبع، نكوصُ " شيرين " عن عيادة صديقتها المريضة. خشيتها من المُصابين بلوثة عقلية، يرجعُ إلى أيام مرض حبيبها الأول؛ " زاهد ". كان المريضُ أيامئذٍ ينشرُ الرعبَ في أفئدة الآخرين من أفراد الأسرة، بمن فيهم والده غير المُكترث بشيء. هذا الأخير، بقيَ على صفة اللامبالاة حتى لحظة قبض " زاهد " على عنقه ومحاولة خنقه. خلال الليل، كان المريضُ قد دأبَ على التجوّل في حديقة الدار، مُتحوّلاً إلى أحد أشباح أشجارها. أحياناً، كان يقتحمُ حجرة نوم " شيرين "، فيأخذ في اللعب بمفتاح المصباح الكهربائيّ فيما عيناه تومضان بصورة مخيفة. في تلك الفترة تحديداً، كشفَ المريضُ عن ميولٍ مثلية، كانت مجهولة بعدُ حتى بالنسبة إليها؛ هيَ من سبقَ وعاشرته بطريقة ما، جنسياً. ذاك الأمرُ المشين، كان قد دفعَ أهالي الزقاق أخيراً إلى كتابة عريضة موقّعة من قبلهم، طالبوا فيها المسؤولين بحجز المريض في مشفى المجانين.
على أنّ اللوثة العقلية، مثلما سبق وقرأت فتاتنا عند " فرويد " وتلاميذه، تنقلبُ غالباً عند النساء إلى سعارٍ جنسيّ جارف، وخصوصاً مَن يعانين مِن حالات العصاب المتواشجة مع الإحباط والكآبة. مذ لحظة إنهيارها العصبيّ، المُعقّب إتصال ابنة خالتها من باريس، فاجأت " خدّوجُ " خطيبها حينما راحت تعترف بكونها غير عذراء. على الرغم من حالتها النفسية الآيلة للإنهيار وقتئذٍ، فإنها تعمّدت ذكرَ هذه المعلومة كي تردّ الصاعَ صاعين لخطيبها. فهذا الأخير، كما كانت تحدسُ هيَ بصواب، كان مستعداً أن يمحي كلّ ظنونه السابقة بمسلكها ما لو ثبت له أنها عذراء. غشاء البكارة، والحالة كذلك، كان ما يفتأ هوَ الحائل الوحيد بين " خدّوج " وحقيقتها العارية. الأصعب من كل ما سبق، بالنسبة لخطيبها، عندما سمعَ على لسانها بأن عملية رتق البكارة كانت مدفوعة الثمن من ماله هوَ: إنه المال نفسه، من كانت له سلطة الاستحواذ والتملك؛ إنه وراء نرجسية كلّ رجل مقتدر، يستطيع اللهوَ بالفتيات الفقيرات ما شاءت له حيوانيته. " خدّوج "، لم تكن فقيرة بحال من الأحوال. ربما أنّ جوهر مشكلتها، في كون الحظ لم يُحالفها مع الرجال. فهيَ لم تلتقي سوى بأشخاص أنانيين، شهوانيين، نرجسيين، مرهقين جنسياً. هيَ لم تعرف الحبّ أبداً، طالما أنّ من حلمت به كان من المُحال أن يوجد بين الرجال. على أنها أعتقدت، وهماً ولا غرو، بأنها عثرت على الحبيب ذات ليلةٍ خريفية دافئة، حين كان متمدداً على أرضية العَرَصَة المجاورة كأيّ متشرّد. ومثلما أفصحت لشقيقته ذات مرة ودونَ مواربة، فإنها كانت مستعدة للارتباط بعلاقة سرية مع " فرهاد " بصرف النظر عن أيّ إعتبارٍ دينيّ أو دنيويّ.

***
ثمة، في ردهة جناح الخانم السورية، الأشبه بقصر صغير من دورَيْن، كان " فرهاد " في استقبال شقيقته. ملامحه المرهقة، المُتناسبة مع بذته السوداء، جعلته كأحد عناصر البورتريه الكلاسيكي الأوروبي، الموضوع نسخٌ منه في إطارات مذهّبة بمدخل الجناح. في زجاج هذه الإطارات، كانت تنعكسُ خيالاتُ أشخاصٍ آخرين وشجيراتُ نخيل الزينة. بُعيد تجاوز " شيرين " تحيّةَ الشقيق المُقتضبة، عليها كان أن تُدهَشَ لمرأى وجوهٍ مألوفة كانت قد سلتْ أصحابها في الآونة الأخيرة. جماعة السوريين الصغيرة، التي سبقَ وألتقتها في صالة رواق الفنون قبل بضعة أسابيع، هيَ ذي مُتحلّقة حول محورها نفسه؛ الشاعر " المهدي البغدادي ". زوجة هذا الأخير، بدت لا تقلّ دهشة فيما كانت تحدّق في قوام القادمة الجديدة، المُتأنق بثوب سهرة من الخمل الورديّ. عينا المرأة، العسليتان والواسعتان، طفقتا تتسلطان على هيئة " شيرين " وهيَ تمدّ لها يداً مُصافحة: " الحق أنني لم أعرفكِ للوهلة الأولى، على الرغم من توقّعي حضورك بالنظر لوجود فرهاد "، قالتها وقد أنطبعت على شفتيها السميكتين بسمة ساخرة بالكاد تلحظ.
" إنها تتعمّدُ لفظَ اسم شقيقي، بُغية بث الغيرة في جوانح زوجها "، فكّرت القادمة الجديدة وليسَ بدون شعورٍ من الراحة والانشراح. الزوج، أكتفى برسم ابتسامة ودودة على فمه فيما كان يُرحّب بمريدته. بدَوره، فإنّ شقيقَ " لبنى " تبادل مع امرأته نظرة تساؤل، مُحالة ولا مِراء إلى الإسم نفسه. وإنه " الأستاذ محمد "، من تعيّن عليه تغيير الجو الحرج بأن حدّق في مواطنته بعينين مُتفحصتين ليقول: " هذه الصالة، صورة عن مراكش من حيث كونها بؤرة تتجمّع فيها عناصر مُتباينة الأصول والأعراق. لكأنما كلّ منهم أستوطنَ المدينة، لكي يتطهّر من ماضيه. وعلى ذلك، فإن هؤلاء يعيشون يومهم دون التفكير بالغد. كرجال بلا مستقبل "
" مراكش، شبيهة إذاً بمَطهر دانتي "، ندّت عن الضيفة الجديدة تلقائياً. أثارت إشارتها انتباهَ الشاعر، فسألها من علو قامته الفارعة: " هل قرأتِ ‘ الكوميديا الإلهية ‘ لدانتي..؟ إنها سِفْرٌ ضخم وصعب ". وإذا بامرأته تنبر للرد، قائلة بشيءٍ من التفكّه: " رجال بلا مستقبل؛ فماذا عن النساء؟ ". الأستاذ، لم يكن ينقصه الذكاء ليُدرك، أنّ شقيقته عبّرتْ بشكلٍ خفيّ عن خشيتها من فتح حديثٍ أدبيّ لا طاقة لها به. فأجابَ بنبرة دعابة، مُنقلاً عينيه بين المرأتين الغريمتين: " النساء هنا، يُحاولن عموماً النأي بأنفسهن عن طريقة عيش الرجال وتفكيرهم سواءً بسواء. إلا أنّ الأمرَ ليس سهلاً، في بلدٍ شعارُهُ على صورة لَبْوَتين تتجاذبان سبعاً على شكل تاجٍ ملكيّ.. "
" لننأى عن حديث السياسة، ما أمكن. أرجوكم، أيها السيدات والسادة! "، صدرَ على غرّة صوتٌ أنثويّ من وراء ظهر " شيرين " ملحوناً بلهجة أليفة. فألتفتت عندئذٍ لترى الخانم السورية، المُحوَّطة هيئتُها المُبْهرة بهالة من عبق عطرٍ ثمين ونادر. ثم تابعت هذه كلامها، وقد أتسعت ابتسامتها لمرأى الضيفة الجديدة: " يكفينا ما مرّ علينا اليومَ من قلق وفَرَق، فلنحاول نسيان ذلك بصبّ المزيد من الشمبانيا! ". خادمٌ قاتم السحنة، بملبسٍ محليّ متوّجٍ بطربوش قانٍ ذي شرابات سود، بدأ على الأثر بتقديم شراب السلوان مُترعاً في أقداح مذهّبة الحواف. حيّت " سوسن خانم " ضيفتها بكثيرٍ من الإلفة، وزادت بأن تبادلت معها قبلتين على الوجنتين. وإذا بأحدهم من موقفه خلف الحاجز الخشبيّ للمدخل، المُزخرف على الطريقة التقليدية، يقولُ بصوتٍ مهجّنٍ نوعاً: " السياسة موجودة في كلّ الأشياء، بما فيها الشمبانيا.. ". بغضّ الطرف عن هجنته، فإنّ " شيرين " عرفت فوراً أنه صوتُ ذلك العراقيّ المنحوس.

***
" هذا الرجل، لا أطيقُ مجرّدَ سماع اسمه! لم أدعِهِ لعيد ميلادي، ولكنه بالرغم من ذلك حضرَ مع شريكه الفرنسيّ "، همست المُضيفة في سمع " شيرين " ثم أضافت بنبرة حذرة: " إنني أخشى من أمثال هذا الشيعيّ؛ لأن أغلبهم عملاء للمخابرات السورية! ". إذاك، كانت الخانم قد سحبت ضيفتها من وسط مواطنيها مُحتجّةً بتقديمها إلى المرأة العالية المقام؛ " الأميرة ". ثمة، في صدر الصالة الباذخة الأثاث، كانت هذه المرأة تجلسُ لوحدها على أريكةٍ فارهة، مشغولٌ خشبها بآيات التزيينات الصدفية والفضية حالُ أخواتها. إفريزٌ منسجمٌ مع التزيينات ذاتها، كان يفصل الجدارَ عن السقف المطرّز بأعمال الجصّ البديعة والمتدلية منه عدة ثريات معدنية كبيرة الحجم.
" السوريات، هنّ الأجمل ولا شك في هذا الحفل. ذلك، قلته تواً لمسيو غوستاف. فأيّدني الرجل بتعبيره الطريف، قائلاً أنّ معظم الأوروبيات في مراكش هنّ براميل من النبيذ الرخص! "، خاطبت المرأةُ العالية المقام " شيرينَ " مُنهيةً كلامها بضحكة رنانة. مثلما لاحظت هذه الأخيرة، فإنّ مسلك الأميرة غير المتحفّظ ربما راجعٌ لاحتسائها عددٍ من كؤوس الشمبانيا. إلا أنّ ذلك المَرَح، المُشع في كلمات الأميرة، لم يستطع إخفاءَ علامات التوتر المتبدية على ملامحها وحركاتها. " نوائبُ هذا اليوم العصيب، كانت أكثر مما تحتمله أعصابُ امرأة من الأسرة المالكة تعيش بعيداً عن عرينها المُحصّن "، كذلك قال لها مخدومها في السيارة أثناء إيابهما من الحفل في ساعة متأخرة من الليل.
كان " مسيو غوستاف " قد فضّلَ العودةَ إلى غيليز عن طريق الدرب المفضي إلى فندق الشيراتون، ومن ثمّ إلى شارع فرنسا. على حين فجأة، أندلعت في السماء معركةٌ بين السُحُب فدوّى الرعدُ وومضَ البرق. وما عتمت السيارة أن بدت حينذاك كأنها تُبحر في تيارٍ سحريّ، تتجاذبها الرياحُ والأمطار والأضواء. عند ذلك، تذكّرت " شيرين " ليلةَ العاصفة المُنتهية بالرؤيا. فإذا هيَ تنتقلُ من رجلٍ إلى آخر، مدفوعةً بتغيّر المكان لا الزمن. وإذا بمخدومها يلتفتُ إليها، ليضع يده فوق يدها: " أعرفُ أنك هربتِ من مكانٍ موبوء بالنساء المنحرفات، لكي تختلي إلى نفسك الظامئة للحبّ. بيْدَ أنّ هذا، برأيي، وَهْمٌ آخر. أعني الهروبَ من امرأة إلى رجل، ومن جسدٍ إلى روح "، قال لها ذلك بلغته الفرنسية البليغة. ولكنه ما عتمَ أن كلمها بتعبير سوقيّ، مقترحاً أن يقضي الليلة في شقتها: " أرغبُ في نيككِ، ولكنني أعِدُ بأن أكون لطيفاً! ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الخامس من الرواية: 5
- الفصل الخامس من الرواية: 4
- الفصل الخامس من الرواية: 3
- الفصل الخامس من الرواية: 2
- تخلَّ عن الأمل: الفصل الخامس
- سيرَة أُخرى 39
- الفصل الرابع من الرواية: 7
- الفصل الرابع من الرواية: 6
- الفصل الرابع من الرواية: 5
- الفصل الرابع من الرواية: 4
- الفصل الرابع من الرواية: 3
- الفصل الرابع من الرواية: 2
- تخلَّ عن الأمل: الفصل الرابع
- سيرَة أُخرى 38
- الفصل الثالث من الرواية: 7
- الفصل الثالث من الرواية: 6
- الفصل الثالث من الرواية: 5
- الفصل الثالث من الرواية: 4
- الفصل الثالث من الرواية: 3
- الفصل الثالث من الرواية: 2


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - الفصل الخامس من الرواية: 6