أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عائلة الأسد: أصول غامضة... وتضارب مثير للشكوك















المزيد.....

عائلة الأسد: أصول غامضة... وتضارب مثير للشكوك


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







يمثل هذا البحث، للباحث السوري في العلوم السياسية (محمد شهاب الدين)، والذي تنفرد أورينت نت بنشره على جزأين، محاولة لفهم المنبت الاجتماعي لعائلة الأسد، ليس من أجل إثارة فضول عرقي أو انتسابي عابر، بل من أجل فهم المنبت الطبقي المحمل بالأحقاد وعقد النقص التي مكنت حافظ الأسد بعد صعوده من ارتكاب كل هذه المجازر، وجيشت قسماً كبيراً من طائفته حوله، كي تسهم في بناء وتحصين مملكته الوراثية، التي هزت الثورة السورية أركانها.
إنها محاولة - كذلك- لتأمل طبيعة القيم والأعراف والسلم الأخلاقي التي شكلت معياراً من معايير الشر السياسي والاستبدادي، الذي رافق أداء هذه العائلة القمعي في التاريخ السوري، وجسد عبثها المدمر في البنية الاجتماعية والأخلاقية للشعب السوري طيلة عقود حكم الأسد الأب ثم الابن!
(أورينت نت)


تناولت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية تاريخ الطائفة النصيرية (العلوية) إلا أنها تضاربت في معلوماتها وتفسيراتها من حيث الجذور والأصول العقائدية لهذه الطائفة والتي لسنا بصدد الحديث عنها وتفنيدها الآن؛ إلا أن مجمل هذه الدراسات قد أجمعت على أن النصيرية (العلوية) هم "فرقة من الشيعة الإمامية نفسها تماماً لكنهم انشقوا عنها بعد اتخاذهم طريقاً آخر بعد الإمام الثاني عشر (محمد بن الحسن)، وآية ذلك أن لكل إمام وفق المذهب الاثني عشري الإمامي باب خاص به... وقد كان سلمان الفارسي باب الامام علي بن أبي طالب، وأما آخر باب في نظر العلويين هو (أبوشعيب محمد بن نصير) البصري النميري"- ومن هذا الاسم استمدت هذه الطائفة اسمها- وربما لهذا السبب كانت تكفرها العديد من الفرق الشيعية إلى أن أقرت إيران بأن النصيرية (العلوية) تنطوي تحت المذهب الشيعي، وذلك لأسباب سياسية من شأنها أن تخدم مشروع الهلال الفارسي (الشيعي) في منطقة الشرق الأوسط، وأما تسميتهم بالعلويين فقد كانت على يد فرنسا أثناء الإحتلال الفرنسي لسورية كما تشير الدراسات.

 من بغداد وحلب إلى جبال الساحل السوري!
لقد كان للطائفة النصيرية (العلوية) عبر التاريخ مركزان الأول في بغداد والثاني في حلب ومن ثم انتقل إلى اللاذقية، أما مركز بغداد فقد اندثر مع دخول المغول إليها وأما مركز اللاذقية فقد استقر وبقي إلى يومنا والتي تشكل إحدى مكونات المجتمع السوري.
تضم الطائفة النصيرية (العلوية) عدداً من القبائل والعشائر أهمها: (القبيلة الكلبية) التي تقطن حالياً في القرداحة، و(الرشاونة)، و(المتاورة)، و(القراحلة) نسبة إلى منطقتهم حمام القراحلة الموجودة في محيط محافظة اللاذقية. ومن أشهر عشائرها (بنو رسلان) أو(الرسالنة) نسبة إلى جدهم رسلان، وهم من العرب الذين أتوا مع الأمير (حسن المكزون)، إضافة إلى (بنو حداد) نسبة للشيخ (محمد الحداد) ابن الأمير محمد السنجاري شقيق الأمير حسن مكزون، وكذلك (بنو الخياط) نسبة إلى الشيخ علي الخياط - وهم عرب الغساسنة- إضافة إلى آل (الخيّر) هذه العائلة الدينية التي طّلب منها المجيئ إلى القرداحة من قبل القبيلة الكلبية لإقامة الشعائر الدينية في القرداحة" بحسب عدد من المصادر التي تناولت أصول الطائفة النصيرية (العلوية) وغيرها الكثير من العشائر، إلا أن عشيرة "بنو الأسد" والتي عرفت بانتمائها للطائفة النصيرية فلم تأت أي من المصادر والمراجع على تاريخ أصول هذه العشيرة التي حكمت سورية لأكثر من خمسين عاماً بالحديد والنار... فمن هم "بنوا الأسد" وكيف هي نشأتهم وما هي الظروف التي أدت إلى وصولهم للسطلة يا ترى؟

ضمن هذه الدراسة سنتناول الجذور الواقعية لعشيرة "بنو الأسد" والظروف الموضوعية التي هيأت لها الوصول إلى السلطة في سورية ضمن إطار حكم الأب "حافظ الأسد" وتوريث الحكم لابنه "بشار الأسد" .

 روايات باترك سيل: ماض بلا تـاريخ!
في أواخر القرن التاسع عشر "نزل مصارع تركي مجهول الهوية قرية (القرداحة) وراح يصدح صوته متحدياً الناس فيها فتجمهر القرويون للمشاهدة والتمتع ولكنهم مالبثوا أن أخذوا يتأوهون لمشاهدة أقرانهم يتساقطون واحداً تلو الآخر بين يدي هذا المصارع، وفجأة برز إليه رجل قوي البنية في الأربعينيات من عمره، وأمسك به من وسطه ورفعه في الهواء ثم طرحه أرضا،ً فصاح القرويون: يا له من وحش! إنه وحش!! وكان اسم هذا البطل سليمان ولكنه منذ ذلك الحين أصبح يعرف بـ سليمان الوحش".

هكذا اختصر لنا باتريك سيل نسب عائلة "الأسد" التي ظهرت بعد هذه القصة وكان بطلها سليمان الوحش جدّ حافظ علي الأسد حاكم سورية السابق والد ولي العهد بشار الأسد. كان هذا في كتاب "الصراع على الشرق الأوسط" للكاتب البريطاني المقرب من عائلة الأسد. ولكن ماذا قبل سليمان الوحش يا ترى؟ أين كان يقطن وما هو موطنه؟ وبماذا كان يكنّى قبل ذلك ومن هو والده؟ أهكذا العرب تعدد أنسابها!! ولمن... لعشيرة حاكمة!!

لقد تعددت المعلومات حول حقيقة أصول عائلة الأسد فكان منها أن أصل هذه العائلة من أصفهان ثم انحدرت إلى كيليكية وانتهت بمجيئ سليمان إلى القرداحة واستقراره بها، ومنها ما تشير إلى أن سليمان يدعى بسليمان البهرزي نسبة لمدينته "بهرز" وهي منطقة عراقية تتبع إدارياً لمحافظة ديالي شرق العراق وأنه من أصل يهودي وتم زرعه بين الطائفة العلوية لتهيئة عائلته للحكم والسيطرة على سورية.. وغيرها الكثير من المعلومات المتضاربة والتي لا تسند إلى دعائم وركائز موضوعية حول هذا الأمر ولكن تضارب المعلومات يؤكد على الشكوك الكثيرة فيما يخص أصول هذه العائلة.

يزعم باترك سيل أن عائلة علي سليمان تترأس عشيرة (العيلة) الفرعية من قبيلة (الكلبية )، بينما يقول (فان دام) أنهم فرع من عشيرة المتاورة.. وهو مركز متواضع ولكنه حقيقي، كما يرى باحثين آخرين... بينما يقول دانيال لوغاك في كتابه (سورية الجنرال الأسد) عن انتماءات حافظ العائلية:
"كان حافظ الأسد ابناً لأحد صغار الأعيان في القرداحة، وكان ينتمي إلى عائلة ذات نفوذ كبير، من قبيلة (الكلبية) التي كانت تسكن منطقة الجبال الساحلية. وكان جده سليمان علي قد عمل في خدمة عائلات ثرية من السنة والمسيحيين الذين كانوا يريدون السيطرة على المزارعين العلويين، بينما كان والده (علي الأسد) مزارعاً يحظى بالاحترام في قريته، ومعروفاً بشجاعته وقوة شخصيته".

 نظرة على تحقيق الأنساب!
ولكي نصل لنتيجة منطقية حول هذا الموضوع فلابد أن نعرف في بادئ الأمر أن النسابين العرب يعتمدون على عدة طرق في تحصيل نسب القبائل والعشائر والعائلات، أولها هي:

1- وجود اسم العشيرة أوالعائلة المراد تفنيد أنسابها للتمكن من البحث عنها في شروحات العرب القديمة وأمهاتها وباسقاط ذلك على "بنو الأسد" نجد أنه بالأساس لم يُعرف أي اسم عائلة للجد سليمان قبل وقوع قصة "المصارع" وعلى الرغم من أن باترك سيل نسبه للقبيلة "الكلبية" إلا أنه لم يجروء على ذكر اسم عائلته التي تتبع لهذه القبيلة في أي موضع من مواضع كتابه خوفاً من تبعات انكشاف هذه الكذبة في حال وقوع هذا الأمر إضافة لذلك فإن ما يؤكد تضارب المعلومات في هذا المضمار هي رسالة الدكتورا لـ "نيقولاوس فان دام" بعنوان "الصراع على السلطة في سورية" فقد نسب فيها "بنو الأسد" إلى قبيلة المتاورة ولكنه أيضاً لم يذكر أسم العائلة التي ينتمي إليها سليمان الوحش فهذا التضارب في المعلومات كفيل باسقإط كلتا النظريتان .

2- تدوين المعلومات المتواترة عن كبار السن التابعين للعشيرة والعائلة المراد تحصيل أنسابها أومن قبل كبار يتبعون لعشائر أخرى محيطين بها جغرافياً وفي هذا السياق أظن أنه لو كان هناك أي ثغرة تمكن "بنو الأسد" من إثبات نسب لهم من إحدى القبائل المكونة للطائفة النصيرية (العلوية) لما توانت عن فعل ذلك قيد انملة لما في ذلك من تعزيز الولاءات الطائفة للعشيرتها وتوطيد حكمها أكثر فأكثر وعلى الجانب الآخر وفق هذا المضمار فلابد من الاستشهاد بما قالته الأستاذة سلمى الخير ابنت الشيخ عبد الرحمن الخير- كبير مشايخ الطائفة النصيرية (العلوية)- للدكتور محمود الدغيم عندما كانت مدرّسة (فلسفة) في دار المعلمين بالجزائر أن "حافظ علي الأسد ليس من أهل القرداحة، وإنما جاء جده إليها وقد سكن في البداية عند مدخلها اي خارج القرية، وقد أطلق عليهم لقب بيت (الحسنة) أي الصدقة، لأن أهل القرية كانوا يتصدقون عليهم بسبب تدني ظروفهم المعيشية... فقد كانوا فقراء ولم تكن لديهم أية أملاك في القرية، إلا أنه وأولاده كانوا أشداء في أجسامهم فأطلق عليهم أيضاً لقب (الوحش) ومع وجود الانتداب الفرنسي في سورية قد تم تسميتهم من قبلهم بعائلة (الأسد) وقام مجلس الطائفة بتعميم لقبهم هذا في القرية وباتوا يعرفون بعائلة الأسد".

تمثل هذه الشهادة إحدى شروط الطرق الرئيسية في تأصيل الأنساب فآل الخيّر هم من كبار عائلات الطائفة النصيرية (العلوية) الدينية وأحد أهم أعضاء مجلس الطائفة وبالتالي هم من الوجهاء المعروفين والمحيطين بالظروف المادية والموضوعية لـ "بنو الأسد" وهذه المعلومات التي قدمتها الأستاذة سلمى تتقاطع في العديد من الظروف التي بيّنها (باتريك سيل) فيما يخص اللقب بغض النظر عما إذا كان سببه قصة المصارع التركي، أم القوة البدنية، فكلاهما يعبران عن نتيجة واحدة... إلا أن الأهم في كلام الخيّر أنه لم يكن لـ "بنو الأسد" أية أملاك في القرية، وهذا الأمر يشكل نتيجة منطقية، لمسألة قدوم (سليمان الوحش) للقرية، وأنه ليس من أبنائها.. فحتى الفقراء نجد لديهم أملاكاً، تعود لآبائهم وأجدادهم في مناطق النشأة الأولى.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة السورية ..جريمة دولية بإمتياز
- أمة مهزومة وتطلق الرصاص بالهواء وتأكل من منتجات عدوها
- التعويض مقابل السلام ..آخر عتبات السجال مع إسرائيل
- التيه رغم القناديل
- الإنتخابات الأمريكية ..هيلاري أم ترامب؟
- -السحيباني- يطلع على التفاصيل الأخيرة لمشروع -سلام- لدعم أطف ...
- التطرف واقع وأسباب
- حسن التركماني يدخل المعترك السياسي من خلال بوابة -الفرسان-
- عبد الهادي المحارمة لمؤازريه في القويسمة : نسعى لتحقيق نصرة ...
- روسيا ..الشريك الإستراتيجي لإسرائيل في المنطقة
- المرشح عبد الهادي المحارمة لمؤازريه: صوّتوا لصاحب الخلق
- إدانة عربية لممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية بحق الطفول ...
- السيسي إذ يدعم بشار .. المظلة الإسرائيلية
- داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا وتقسيمها
- من أسرار النزاع العراقي – الكويتي
- عبد الهادي المحارمة ..المجرّب يجرّب
- المحرر قاسم سليماني
- تقسيم سوريا يلوح في الأفق
- يدفعون فلسطين ثمنا لبقائهم
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تطرح -السوارة ا ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عائلة الأسد: أصول غامضة... وتضارب مثير للشكوك