أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - خطة المالكي لأسقاط العبادي














المزيد.....

خطة المالكي لأسقاط العبادي


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5269 - 2016 / 8 / 29 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على أحد ان العبادي اصبح غريما للمالكي، بالرغم من ان الاول هو امين عام حزب الدعوة والثاني ما زال من قادة الحزب، الا ان الصراع الذي كان خفيا بين الاثنين عقب تكليف العبادي بتشكيل وزارته في اواسط عام 2014، بأيعاز من المرجعية الدينية وبتوافق بين معظم الكتل الشيعية وربما بتوافق اقليمي ودولي، بذلك اصبح عمليا خصما للمالكي اذ يعتبره المالكي، انه تسبب في افشال الطبخة التي كانت على وشك الاستواء، في تبوءه للولاية الثالثة.
فمنذ ذلك التاريخ والمالكي يخطط لأفشال العبادي، مستغلا ضعف وتردد العبادي في اتخاذ القررات الجريئة في الوقوف بوجه الفساد وتقديم كبار الفاسدين الى القضاء مهما كانت مراتبهم ومواقعهم في الدولة، كما كان يردد دائما في خطاباته ومؤتمراته الصحفية التي كثرت، لكن كل تلك الوعود والتهديدات بضرب رؤوس الفساد ذهبت ادراج الرياح، وقد فوت العبادي على نفسه فرصة تاريخية ربما من الصعب ان تتكرر، حينما خرجت تظاهرات جماهيرية كبرى تعلن عن تأييدها لما هو عازم عليه فعلا في مكافحة الفساد كما ان المرجعية الدينية دعمته بقوة، واعضاء مجلس النواب بمختلف كتلهم اجمعوا تحت ضغط الجماهير المنتفضة وخوفا من غضبها على تأييده ومساندته. الا ان الرجل لم يكن رجل دولة حقيقي ولم يخطوا ولو خطوة صغيرة لتنفيذ وعوده للشعب، بل زاد ترددا وبدأ يتراجع في خطواته أمام رؤوس الفساد الذين معظمهم من حزبه وكتلته، وهذا ما يجمع عليه معظم المحللين وحتى ابناء الشعب البسطاء، لأن الكتلة والحزب الذي يتمسك بهما، هما يقودان عمليا دفة الحكم منذ اكثر من عقد، وهم بالتالي مسؤولين عما حدث للعراق وللعراقيين من دمار وخراب ودماء تسيل بشكل يومي على يد الارهاب الاسود، وهدر كبير لا يوصف في الاموال، وهذه الكتلة التي يتزعمها امين عام حزبه هي التي فشلت في بناء بنية تحتية حقيقية للبلاد، وهي المسؤولة عن انتكاسة ضياع ثلث الاراضي العراقية على يد عصابات داعش الارهابية الظلامية، ويجب عليها دفع ثمن اخطائها وفشلها امام القضاء. ان العبادي اضاع فرصة تاريخية على نفسه واصبح الآن معزولا من لدن جماهير واسعة بل اقول من اغلبية الشعب العراقي التي كانت تعول عليه كثيرا، الا ان ضعف ادارته وحتى شخصيته هي سبب عزوف الجماهير عن تأييده لأنها لم تلمس منه شيئا على ارض الواقع.
اما السيد المالكي فعمل طيلة هذه الفترة من خلف الستار، على تجميع الانصار في مجلس النواب، وتمكن بدهاء دق أسفين قوي في اتحاد القوى السنية ونجح في جذب عدد لا يستهان به من تلك الكتلة الى صفه، ملوحا لهم بالمناصب والامتيازات حال عودته الى دست الحكم، والا بماذا نفسر ذلك الاصطفاف الغريب بين المتخاصمين بالامس، والاصدقاء الاحباء اليوم؟، اضافة لبعض النواب المنفردين الاخرين من بعض الكتل الاخرى، ربما هم ايضا يتطلعون الى مكسب ما يجود به عليهم المالكي، جمع هؤلاء في جبهة سميت (بجبهة الاصلاح ) والغريب في الامر ان معظم اعضاء هذه الجبهة هم من كتلة المالكي (دولة القانون ) ورئيس كتلة حزب الدعوة السيد خلف عبد الصمد هو من قادة هذه الجبهة!! اضافة لنواب معروفين بطائفيتهم وعنصريتهم ومنهم من اراد ان يجعل أيام حكومة المالكي من بغداد قندهار عراقي! ونائبات بعثيات سابقات، ونواب عليهم ملفات فساد كبيرة كان المالكي نفسه أبان حكومته يلوح بملفات فسادهم! فأصبحوا بقدرة قادر روادا للاصلاح!! ان الاستجوابات الاخيرة لوزيري الدفاع والمالية ربما ستعقبها استجوابات لوزراء آخرين، تعقبها سحب الثقة عنهم.
ان الوزراء المستجوبين لم يكونوا هم ايضا على قدر المسؤولية، فلماذا اخفوا طيلة تلك الفترة ملفات الفساد التي بحوزتهم ولم يدفعوا بها الى هيئة النزاهة والقضاء ليبرئوا ذمتهم؟ ولم يتحسبوا ليوم كان مخططا للايقاع بهم، فتم التغذي بهم قبل ان يتعشوا بالفاسدين. ان ما يجري في مجلس النواب، يضع العبادي في زاوية حادة، ربما ينتهي به الامر الى سحبه للاستجواب هو ايضا وسحب الثقة عنه، وان حدث ذلك ستكون بالتأكيد نهاية الحياة السياسية للسيد العبادي، لأن خصومه في حزبه وعلى رأسهم المالكي لن يغفروا له طعنته للمالكي من خلف ظهره حسب اعتقادهم، بذلك تخلو الساحة للسيد المالكي للعودة الى الحكم، بأعتباره يتزعم أكبر كتلة برلمانية.
في تقديري ان هذا السيناريو يجري بتخطيط متقن من قبل السيد المالكي، وساعده في ذلك فشل العبادي في ادارة دفة الحكم، وعدم استغلاله للفرص الكثيرة التي اتيحت له، ليعلن استقلاله عن حزبه وكتلته، لو فعل ذلك لكان قد اصبح بطلا وطنيا، الا ان الرجل اختار غير الطريق الصحيح بملئ ارٍادته، اما يقال عن انتصارات القوات المسلحة ومن يساندها تصب في خانة العبادي فهذا خطأ، لأن الشعب العراقي والقوى السياسية تعلم علم اليقين ان لا دور حقيقي في الانتصارات التي تتحقق على عصابات داعش وتتم تحرير وقضم الاراضي المغتصبة من تلك العصابات، لا تتم بتخطيط من العبادي لأن الرجل انسان مدني ولا يفقه بالامور العسكرية، وان منصب القائد العام للقوات المسلحة هو منصب شرفي لا أكثر، فمن يخطط وينفذ على ارض المعركة هم القادة العسكريون المهنيون ذوي التجارب في الحروب وخريجوا كليات الاركان ومنهم من تدرب على يد القوات الدولية، وان للمستشارين العسكريين الاجانب لهم دورهم في التخطيط وأدارة دفة المعركة، مسنودين من الشعب بجماهيره الواسعة، التي بدأت بوعي ان تفصل بين السياسيين الفاسدين والفاشلين وقواتهم المسلحة والامنية الباسلة.
اتمنى ان اكون مخطأ في استنتاجاتي هذه، كي نقلل من هول ما يتعرض له الشعب العراقي من جرائم الفساد والفشل في ادارة الدولة، وحفاظا على السلم الاهلي من ارتدادات هذه العملية السياسية البائسة، لأن الذين يديرونها، لا يخطر ببالهم مصير الشعب والوطن قدر اهتماهم بمصالحهم ومصالح احزابهم.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفخ في طبل مثقوب
- الفاعل مجهول!
- طائفيون عابرون للطائفية!!
- نماذج من الانجازات الكثيرة للنظام -الملكي السعيدي-!!
- ثورة 14 تموز من الولادة الى الوأد... من المسؤول؟
- ضحايا الارهاب يطالبون بمحاسبة الرؤوس قبل الذيول
- لتذهب سلطة المافيات الى مزبلة التاريخ
- النقابة الوطنية للصحفيين تكرم اقلام البعث المقبور!
- المهام الآنية للديمقراطيين الليبراليين العراقيين
- رائد من رواد الحركة النقابية العراقية يرحل عنا
- محاربة الارهاب لايعني السكوت عن المطالبة بالحقوق
- حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره
- عمال العراق.. معاناة كبيرة وحقوق مسلوبة
- انقلاب ابيض يقوده دولة القانون بقيادة المالكي!!
- المتباكون على (سقوط بغداد)!
- متى يستفيق العالم على الخطر الوهابي؟
- ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية
- العراق يتجه صوب الدولة العميقة
- حول التنسيق الجاري بين التيار المدني والصدريين
- لا اصلاح حقيقي قبل الاطاحة برؤوس الفساد


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - خطة المالكي لأسقاط العبادي