أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاضل عباس البدراوي - رائد من رواد الحركة النقابية العراقية يرحل عنا














المزيد.....

رائد من رواد الحركة النقابية العراقية يرحل عنا


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 00:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تعرفت على العامل النقابي، والمناضل الشيوعي الفقيد أحمد لطيف (ابو حسين ) بدايات عام 1954، عندما ذهبت اليه وأنا أحمل رسالة من أحد رفاق الحزب، فيها توصيه بتشغيلي في معمل النجارة الذي كان يعمل فيه (كخلفة) كوني من عائلة شيوعية، بالرغم من صغر سني آنذك، حيث لم اكن اتجاوز الرابعة عشر من العمر، كان ذلك المعمل كائنا في محلة السنك، وصاحبه ارمني يدعى ميساك، وفي أول يوم من اشتغالي في ذلك المعمل بمساعدة الرفيق أحمد، وجدت ان معظم عمال المعمل أما منتظمين في صفوف الحزب الشيوعي او من اصدقائه، بحيث ان العمال كانوا يتداولون الادبيات الحزبية بصورة شبه علنية، وأعتقد ان الرفيق أحمد كان هو المسؤول الحزبي عن التنظيم في المعمل.
وجدت فيه انسانا يتمتع بروح رفاقية عالية ويقوم بتوجيه العمال الوجه النضالية الصحيحة للمطالبة بحقوقهم، وكان محببا الى قلوب رفاقه واصدقائه، وخصني برعاية خاصة كوني صغير السن ومرسل اليه من قبل الحزب. كان الفقيد الغالي أبو حسين هادئ الطباع بشوشا ومنضبطا جدا، سواء في عمله الفني في المعمل أو في عمله الحزبي.
تفرقنا بعد فترة قصيرة، عندما تركت العمل في معمل النجارة، وارسلني الحزب الى أحد اصدقائه، الذي كان يعمل في مطبعة أهلية كي اتعلم مهنة الطباعة التي احببتها كثيرا وبقيت ملتصقا بها لحد اليوم.
التقينا مرة أخرى في عام 1956، عندما شكلت المحلية العمالية، حلقات نقابية أشبه بالسرية، لافتقاد العمال الى التنظيم النقابي الذي منع من قبل سلطات النظام الملكي السعيدي الرجعي وكانت العمالية بقيادة القائد النقابي عبد القادر العياش (أمد الله في عمره)، حيث كان أحمد لطيف يقود المنظمة الحزبية لعمال النجارة، وكنت أنا من ضمن تنظيمات عمال المطابع، كانت قيادة الحلقات النقابية تنظم سفرات الى ضواحي بغداد، في العطل والاعياد للعمال المنتظمين في تلك الحلقات، بالاخص في الاول من أيار، عيد العمال العالمي، لقد استقطبت تلك الحلقات الكثير من العمال غير الحزبيين، كان يقوم الرفاق عبد القادر وأحمد لطيف وخليل السامرائي وغيرهم بألقاء كلمات، بعيدة عن المسائل الحزبية، انما تركز على المطالب العمالية، ويتحدثون عن نضالات عمال العالم من اجل استحصال حقوهم، نجحت تلك الحلقات لتهيئة العمال للانتظام بشكل واسع في النقابات العمالية، بعد ثورة تموز المجيدة عام 1958.
انتخب الرفيق أحمد لطيف نائبا لرئيس نقابة عمال النجارة وانتخبت أنا نائبا لرئيس مكتب الرقابة لنقابة عمال المطابع. في اول انتخابات عمالية نقابية حرة في ربيع عام 1959، كنا أنا وابو حسين نلتقي بأستمرار للتنسيق فيما بين النقابات العمالية، كان أبو حسين شعلة من النشاط.
كان لنا لقاء آخر مختلف عن لقاءاتنا السابقة، حين اعتقلت في شباط من عام 1963 وجيء بي الى مقر نقابتنا التي حولها قطعان الحرس القومي الى معتقل للعمل النقابيين، ثم جلب الرفيق أحمد ورفاق نقابيين آخرين، من بينهم عبد القادر العياش وكليبان صالح اللذان كانا معتقلين من أيام نظام عبد الكريم قاسم، كان بعضنا يشد أزرالآخر، وأقولها للتاريخ ان جميع هؤلاء الرفاق كانت مواقفهم جيدة ولم يبوحوا بأسرار منظماتهم، من بينهم الرفيق أحمد لطيف، حيث كانت في الحقيقة أجواء الاعتقال في معتقل العمال افضل نسبيا من المعتقلات الاخرى، كون معظم القائمين عليه من المعارف وتربط بعضهم بالبعض صلات مهنية، هذا لا يعني انه لم تكن هناك تعذيب أنما كان أقل من شبيهاتها في المعتقلات الاخرى.
تشتت شملنا بعد المجيء الثاني للبعث، ولم نلتقي ألأ بعد سقوط ذلك النظام الفاشي، شاركنا معا في أول تظاهرة عمالية شهدتها بغداد بعد سقوط النظام بمناسبة الاول من أيار، كان أبو حسين يوزع الحلوى على المتظاهرين والمارة، واسارير الفرح تبدو على وجهه، وكنا نتلقي بشكل شبه يومي في مقر الحزب.
لم يتخلف الرفيق أحمد لطيف عن المشاركة في أية مناسبة وطنية او حزبية، كما اعتقد انه ساعد بتأثيث مقر الحزب المركزي، ذلك بتغليف الجدران بالخشب، حيث أصبح صاحب معمل ومعرض للموبيليا، لكنه لم ينقطع عن جذوره الطبقية، كان آخر لقاء معه في أيار عام 2014 عند زيارة القائد النقابي الرفيق عبد القادر العياش الى بغداد، قمت بدعوتهما الى وليمة غذاء بسيطة في دارنا، فكانت جلسة مفعمة بروح الامل، بالرغم من كبر سن الرفيقين أبو حسين وأبو رافد وأنا بالطبع معهم بالرغم من انني اصغر منهما بعدة اعوام، عادت بنا الذكرة الى الايام الخوالي وذكريات النضال وتضحيات رفاقنا النقابيين والمناضلين الآخرين. كان يحدونا الامل بمستقبل سعيد، الذي افتقدانه نحن، لكن على الأقل لأجيالنا القادمة.
قبل عشرة أيام من رحيله اتصلت به هاتفيا كالعادة مستفسرا عن صحته، ميزت من نبرة صوته انه متعب، حاولت زيارته لكن مشاكل صحية وعائلية حالت دون ذلك.
اننا اذ نودع هذا المناضل المخلص، حري بنا ان نستلهم الدروس والعبر من نضاله الحزبي والنقابي.
تحية للذكرى العطرة للقائد النقابي الرفيق أحمد لطيف ومجدا للمناضلين من أجل غد أفضل للطبقة العاملة ولشعبنا العراقي الابي.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة الارهاب لايعني السكوت عن المطالبة بالحقوق
- حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره
- عمال العراق.. معاناة كبيرة وحقوق مسلوبة
- انقلاب ابيض يقوده دولة القانون بقيادة المالكي!!
- المتباكون على (سقوط بغداد)!
- متى يستفيق العالم على الخطر الوهابي؟
- ضوء على الاعتصامات وطريقة اجتماع قادة الكتل السياسية
- العراق يتجه صوب الدولة العميقة
- حول التنسيق الجاري بين التيار المدني والصدريين
- لا اصلاح حقيقي قبل الاطاحة برؤوس الفساد
- ذكريات عن الشهيد الخالد ابراهيم محمد علي مخموري
- المتقاعدون يدفعون ثمن فساد وفشل الحكام
- جريمة 8 شباط الاسود لن تمحى من ذاكرة التاريخ
- هل لايزال التحالف المدني الديمقراطي قائما؟
- الاسباب الحقيقية لتنحية حميد عثمان عن قيادة الحزب الشيوعي ال ...
- تعقيب على مقال.. الحركة العمالية في العراق نشأتها وتطورها
- القادم في العراق بعد داعش هو الاسوأ
- هل تعلمون ما هو ثمن الاطاحة بالفهداوي؟
- هؤلاء هم الفاسدين.. ان كنتم صادقين
- ماذا يراد من دعوات بعدم تسييس التظاهرات؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فاضل عباس البدراوي - رائد من رواد الحركة النقابية العراقية يرحل عنا