منيرة نصيب
الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 00:22
المحور:
الادب والفن
البارحة رأيتني ,
أفعل ذات الأشياء
المكررة
التافهة ,
أفتح صندوق الدردشة
عشرات المرات ,
أفتش عن فمك!
أطوي أذنيّ
كطائرتين ورقيتين
وأوصيهما ..
أن يعودا ركضاً
بلهاثك ..
أُطارد زحمة الإشعارات
والصور المتلاحقة ,
في الزاوية الحادة
لصدري ,
لأقبض آخر اللّيل علي
وجهك كاملاً ..
رأيتنيّ ..
أقل حزناً
من قبر دون شاهد ..
أقل وزناً ..
وطولاً ..
وموتاً ..
رأيتُ أصابعي
أقل زُرقة
وملوحة ,
وأكثر طولاً وفتكاً
من موج
بحر عينيك ,
وبأنيّ ..
أملك مقدرة ساحرة
على الغناء ..
والرقص ..
والطيران ..
رأيتني و الغناء
والرقص ..
والطيران
والاصطدام بالنجوم
البعيدة الباردة ,
كطريدة يسقطني !
ألاف المرات ..
في كل محاولاتي
الفاشلة ,
لاقتناص طيفك ..
رأيتني ..
و لم أكن قد التقيتك
بعد ..
و لم أكن قد شيعت
أصبع واحد ,
ولا ودعتُ كف ..!
البارحة ..
البارحة رأيتني ..
-أُفارقك -
رأيتُ فراقك ..
أخف وقعاً ,
على قلب الورقة
الفارغ ,
وبيوض العصافير ..
المتشققة ..
و ذكر الضفدع ,
الذي لم يتوقف
لحظة عن النقيق
من شدة الحر ..
والشجرة الوحيدة
الوحيدة ,
والطفلة التي انفجرت
كخرطوم مياه
من الضحك
لسماع أسمك ,
لأول مرة ..
فوق صور الحديقة .!!
#منيرة_نصيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟