محرز راشدي
الحوار المتمدن-العدد: 5256 - 2016 / 8 / 16 - 21:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استوحيت هذه العبارة من فيلسوف المطرقة نيتشه الّذي عرّى الأنساق وأسقط المعابد على كهنتها وحطّم شرائع الجماعة المزيّفة والملغّمة.
وتعود هذه الاستعارة إلى صراع دِيَكَةِ الغيب في تونس، فكلّهم أفّاكون، ساقطون من نفس المدرج، متقنّعون بأزياء تنكّرية متنابذة والوجوه واحدة في قبح صورتها. كلّهم ينفي الحياة، ويسكت عن قضايا اليومي الحارقة، ويضرب صفحا عن هموم الكائن الاجتماعي المورّط في هشاشة الوجود، ومن ناحية أخرى تدور رحى الحرب من أجل كائنات ماتت فيزيائيّا، فهذا نصير بورقيبة والآخر مناهض للرجل، البعض ينسب نفسه إلى الثّعالبي فتتناسل ذرّيته من العدم وتأتي من الخراب وتذهب شجرة النّسب أغصانا مبثوثة بين أفراد الخواء، هذا يسبّ شاعرا ويزعم كفره ولا جدارته بالحور والآخر ينسل من جيبه صكّا من صكوك التّوبة ويعلنه هو أو سواه من الصدّيقين، ذلك يُشرعن لختان البنات ويعلّمنا طقوس الدّفن ويلقّننا درسا في مبارحة العقل والمعقوليّة، كلّهم زوائد مزيّفة وظلال إنسان اهترأ وتآكل ولم يبق منه سوى لحية وسبحة وإصبع منذور لتوزيع التّهم وتلفيق القضايا وإدارة المحاكمات الغيبيّة.
فكّوا أياديكم من باب السّماء وأطرقوا أبواب الأرض فقد ضاقت بكم الخليقة وتقيّأتكم البسيطة ونأت بنفسها السّماء، إنّا كفرنا بنزواتكم وشهواتكم ونوازعكم المنسوبة بهتانا وزورا إلى شرائع السّماء، إنّا نفضنا أيدينا من خدم الإله وحشم الألوهيّة المعجونة والمعروكة في مخابز الدّجالين ومشعوذي الكهنوت. التفتوا قليلا إلى الإنسان المقيم في الهامش والقابع على الحافة والمتدثّر بالسّماء لحافا، التفتوا إلى الفقراء واليتامى والثّكالى والجياع والمعذّبين الّذين لا سفراء لهم هنا ولا سلالم هناك، لملموا رمادكم وكفّوا أيديكم عن أعيننا فقد بلغ السّيل الزّبى وبلغت القلوب الحناجر وتمرأت الأنفس أكر ملتهبة تنذر بزوالكم وبزوال ألواحكم وتطهير الهواء من زخمكم والماء من كدركم والضّياء من مبخرتكم والتّراب من جرثومة الموات والبوار فيكم...........ألا تبّت كلّ جارحة تنبض فيكم.
#محرز_راشدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟