حمدي حمودي
الحوار المتمدن-العدد: 5256 - 2016 / 8 / 16 - 14:38
المحور:
الادب والفن
لست مثلك...!!!
جرح , مذ وُلدتُ لم اندمل...
اجوب جسد صحرائي اوزع فوقه قطرات الدم...
النقاط الحمراء...
و كلما ارتفعُ تتقارب و تتجاور راسمة خطوطا لخريطة...
حدودا مرسومة بالأحمر القاني...
كانت آثار جَمَلي تنطبع قلوبا حمراء علامات وشم تزين الكثيب...
كما هي عادتنا مع أي حوار يولد, يعَلّم ليعرف من يملكه...
انا لست مثلك...!!!
جرحٌ , لا يمدح الشفاء...
منذ وعيت عرفت ان الرجولة مرادف للموت
لم تصدأ لنا بندقية
و لم تفرغ لنا جفنة و لا حوض حليب "تازوة"...
انا لست مثلك...!!!
انا لم ابن مدن الاسمنت ...
كنت اريد ان ابقى حرا طليقا
مدينتي في داخلي مشيدة
مدينتي صحرائي و خيمتي هي بيتي
و جيراننا الظباء و الغزلان و المهوات و النعام
انا لست مثلك...!!!
حينما اقدم لك القرى
تسرقني ؟
و حين ابتسم اليك
تنتفخ و تتكبر ؟
انا لست مثلك...!!!
استطيع ان لا اقدم لك الضيافة
اقدر ان اعبس فيك
و لكنني ...
لن أكون مثلك ابدا
لن اندمل و لن اتوقف عن السخاء
و لن اتوقف عن القطر
لتبقى حدودي موسومة مبللة بذلك الحبر...
و سيزداد بيننا دوما ذلك الفارق...
لن تستطيع بحجمك الكبير أن تملأه
و تبقى القرب المنتفخة بالهواء بالخواء تطفو مثل الغثاء
و تعجز دائما عن ان تلامس و تفهم الأعماق...
#حمدي_حمودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟