أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - الشعب الصحراوي ... لحظات التشكل و التحول...














المزيد.....

الشعب الصحراوي ... لحظات التشكل و التحول...


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ماه اصديك اللي ما جاب ارغاها يوم ززها و يوم اطلاها " ينطبق المثل على الوقت الصعب و الظرف الجلل الذي سينعكس أيجابا لا محالة إن شاء الله على المرحلة القادمة من مسيرة شعبنا .

لا شك ان هناك خيوطا كثيرة كان يمسك بها الشعب الصحراوي بقيادة الشهيد الراحل محمد عبد العزيز خيوطا بألوان مختلفة واوزان لا شك متفاضلة , تتمحور كلها في بندين أساسيين هما الحرب و السلم او بكلمة أخرى خيار الحرب و خيار السلام .

و كانت المعادلة صعبة في القدرة على التمسك بمؤشر التوازن بين الخيارين ..

هذان الخياران يعنيان شيئين أساسيين و مهمين و هما:

1-الاستماع الى صوت الشعب الصحراوي التواق الى الحرية والمستعد في تكوينه العميق وعبر أجيال وأجيال الى التضحية بكل شيئ من أجل حياة كريمة والذي اصبح يعيش حياة الصمود الطويلة الامد على المساعدات والصدقات في مخيمات اللجوء الاقدم في العالم وتحت حذاء القمع و انتهاك الحرمات و العمالة للعدو و الذّل و اللجوء الى الهجرة و الشّتات الذي لم يعهده الانسان الصحراوي عبر تاريخه الطويل , حيث ظل الرجل والمقاتل الصحراوي طوال سنوات الحرب كلها مجاهدا متطوعا و لم يكن يوما جنديا براتب بل راتبه كان النصر او الشهادة .

2-الاستماع الى صوت العالم بمصالحه و توازناته واستراتيجياته وتحولاته و لما لذلك من الميل الى الهدوء و السلام و عدم التوتر و الامن ...وهلم جر الذي يضع القضية تحت ايدي الغير و في مهب الرياح ...

و بين هذين الخيارين تبقى الفرصة مؤاتية اليوم وطبقا لاحكام أغلب الثورات تظل النكبات او قل الآلام الكبرى ملهما و مشجعا في اتخاذ قرارات جريئة ان لم تغير المعادلة بالكامل على الاقل ترجح ثقل كفة على كفة أخرى .

صحيح ان أوراق اللاسلم و اللاحرب و الصبر و المعاناة التي حاول العدو كسبها قد خسرها كلها ان استثنينا حزمة الثروات التي يلهبها ليل نهار .

و لا شك ان ثمار اوراقها بدأت تتأتى و نلمسها في المواجهة بين مجلس الامن و فرنسا التي استطاع الشعب الصحراوي بالثمن الغالي الذي دفعه و يدفعه يوميا ان يعرى فرنسا بالكامل و يفقدها قيمها و ديمقراطيتها التي تسوق لشعبها و للعالم و يكشف للعالم الوجه القبيح للمصالح الاستعمارية و انها هي من كان و لا يزال صاحب الروبوت الملكي الذي يحرك و يوجه و ينافح عن احتلال المغرب للصحراء الغربية.

و لا شك ان وضعية اللاحرب و اللاسلم بدأت تفتح على أوراق الضغط الاقتصادي و الضغط الحقوقي والضغط القضائي و أوراق الحراك داخل المنظمات الدولية و الأحزاب و البرلمانات ولكن هل ذلك يكفي والى أي حد ؟

و كم يحتاج من الوقت ؟

ان اكبر كسب للصحراويين هو الدولة , والمؤسسات والكيان أو الهوية الصحراوية المتميزة و الخاصة , والفكر الصحراوي , و الذوق الصحراوي ,و الطعم الصحراوي ,والروح الصحراوية , و لا يمكن بحال من الأحوال دمج المجتمع الصحراوي في أي مجتمع مهما كان لانه اصبح مجتمعا بالعا كما يقال .

إن من الوفاء للشهداء ان يكون فقدانهم دافع قوي الى القفز الى الامام وتلك ميزة "قوة المرونة" التي هي من عمق خواص المجتمع الصحراوي و هي الانتقال السلس من حالة الى أخرى بإمتصاص الضغوط التي تلازم حالة التشكل من قالب الى آخر بسهولة و ما التحول السريع في المجتمع الصحراوي من حالة العدمية السياسية كما سماها الولي مصطفى السيد الى عقلية الدولة في سنوات قليلة الا احدى تطبيقات خاصية او ميزة "قوة المرونة" لدى الشعب الصحراوي.

إن مخيم أكديم ازيك الذي رأيناه و عشناه هو تطبيق لتلك القوة الذكية والشجاعة "قوة المرونة" لدى الشعب الصحراوي و هي الأسلوب الذي انتهجه جيش التحرير الشعبي الصحراوي في الحرب أي التشكل المرن حسب متطلبات الحرب.

ان ملخص الكلام هو ان نستفيد من قدرات شعبنا الى اقصى الحدود في تقريب النصر و ان اللحمة التي ظهرت في المؤتمر 14 للجبهة الشعبية هي خيار شامل للاستقلال و الدولة الصحراوية ويجب ان يفهم منه ان الشعب الصحراوي قادر على اتخاذ قرارات جريئة و قادر على المضي في امتصاص الصدمات و الضغوط المترتبة عليها و برهنت الأيام و ستبرهن على ذلك ان شاء الله .



"ماه اصديق اللي ماجابُ ارغاها يوم ززها ويوم اطلاها"

نعم من لم يقدم كل ما يستطيعه في هذه المرحلة الحساسة والحادة و القاطعة فمتى سيقدمه؟

لذلك قدم العالم كي يشهد تأبين الراحل و تقديم العزاء و لكن أيضا ليشهد لحظات التحول و التشكل في حياة الشعوب العظيمة التي قطعا يجب ان تكون محورية في حياة الشعب الصحراوي و بكل شجاعة سنقفز قفزة العملاق قفزة توازي عظمة غصة الألم و عمق الجرح و حب الفقيد...
كاتب من الصحراء الغربية



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في بناء الانسان الصحراوي و قوته...
- كتاب -نبضات من الصحراء الغربية - اول كتاب يصدر في القاهرة لك ...
- الاحتفاء بالذكرى الاربعين للجمهورية العربية الصحراوية الديمق ...
- على ماذا ننوم اطفالنا ...
- الحملات الإعلامية...مثال -النشطاء النرويج- -الاستفتاء الآن-
- ذلك الصدق...
- مرافقة السلاح...
- بناء الانسان الصحراوي سابق لبلوكات الطوب ...
- بعدك ياقدس...دمي هدر
- القدس...
- من كنوز الثقافة الصحراوية...
- جمر ينير البراري...
- مجرد رأي...الاستثمار في المأساة...
- مؤامرات بائسة...
- قل كلاماً...
- كن رمادا...
- عشقت القلاع ..
- آه من هوى يجني القرح و يقتات على الاشجن...؟!؟!
- ما اعجب امره...!
- لو بارود فاح...


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - الشعب الصحراوي ... لحظات التشكل و التحول...