أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمزة رستناوي - شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني














المزيد.....

شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 08:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد قطيعة عائلية عفوية يبِّررها انشغالي في شؤون العمل و هموم الحياة ,قررت أن أصل رحمي و حزمت جسدي لقضاء الليلة في منزل أخي, و أثناء متابعتي لجنازة الصحفي و النائب اللبناني جبران تويني على شاشة التلفزيون في منزل أخي، شعرت بحزن و إنتابني مزاج متشائم مركب
- الله يرحمك يا جبران تويني
رأيت علامات الاستغراب و الدهشة على تقاسيم وجه أخي، و قال لي :
ـ كيف يرحمه الله و هو مسيحي
ـ قلت له: رحمة الله وسعت كل شيء
ـفقال لي : لايدخل الجنة من كان مسيحيا
ـ فقالت له " بسم الله الرحمن الرحيم, إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء"
ـ فقال لي : و لكن المسيحيين مشركين
ـفقلت له : بل المسيحيون موحدين أصحاب رسالة سماوية يؤمنون بالله
ـ قال : و لكنهم مثلثون ،لديهم ثلاثة آلهة في إله واحد
أوقفت النقاش ، كي لا أدخل معه في نقاش لاهوتي حول المسيحية
وقلت له اقرأ معي هذه الآية القرآنية" إن الذين أمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون" ألم يذكر الله النصارى
ـ قال نعم و لكن هذه الآية تخص النصارى قبل بعثة سيدنا محمد
أوقفت النقاش، كي لا أدخل معه في نقاش حول تاريخية هذه الآية و مقاصدها
واعتذرت منه , ثم حزمت جسدي و أفكاري متذرعا بالتعب و حاجتي للنوم , و راودتني فكرة مفادها أن الدين عندنا هو " أن نصلي و نكره الآخرين "
في طريق العودة مررت على البقالية المجاورة لمنزلي كي أشتري بضع حوائج, فدعاني صاحب البقالية لشرب فنجان قهوة، فأجبت دعوته حيث أنه صديق دراسة قديم ، ولم أجلس معه منذ مدة " صلة الجيران"
بادرني للسؤال عن أخباري ، فأبديت له حزني ,و تشاؤمي متأثرا بحادث اغتيال جبران تويني, و قلقي على
مستقبل العلاقات السورية اللبنانية و مستقبل أولادنا و أحفادنا و البلد
- لقد تخلصنا اليوم من ....و عقبال كل الخونة
- قلت له : بماذا أساء لك جبران تويني و غيره ممن تصفهم ب.....
لم يطلق جبران النار على أحد ، و لم يفخِّخ سيارة في حياته و يقتل الأبرياء
ـ و لكنه يحرض علينا
ـ قلت له: يمكنك أن ترد على كلامه ، و تفند وجهة نظره بمقال مثلا ، و لكن قتله بهذا الشكل العنفي مرفوض وفق كل الشرائع السماوية و القوانين البشرية
أجابني : هيك ناس بدون تكسير روس
قلت له : و فق منطقك هذا, أخوك الذي يعمل في لبنان يجب تكسير راسو و طرده و قطع رزقوا" سلامتوا و سلامتك !!! "
ليست القضية مين يكسر راس مين، منطق تكسير الروس ما بيجيب نتيجه، منذ حرب البسوس و نحن نكسر رو س بعض ، و انظر إلى أين انتهينا.......
حرام عليك يا شيخ لماذا تدافع عن القتل و القتله... و أنت ليس لك ناقة و لا جمل .
و بذلك أنهيت النصف الثاني من سهرتي , و عدت مكتئبا حزينا إلى منزلي، و اتخذت قرارا غير قابل للطعن و عن سبق إصرار و ترصد, بقطع صلة الرحم و صلة الجيران و كل أنواع الصلات الملعونة
حقا إن الثقافة العربية الإسلامية الراهنة ثقافة مريضة, تغيب فيها قيمة الحرية و احترام الآخر, فأمامنا طريق طويلة أكثر مما نظن ...
ترى ما الذي يجعل أخي و صديقي بائع البقالية و تسعين بالمائة " جماهير شعبنا" تشمت في الموت و تبرر القتل؟!



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن فضاء تنويري
- هولاكو...سيدة الرمال
- مشاغل سيدة الرمال
- عتبات سيدة الرمال
- مجتمعات بني إسرائيل
- تابوت لماري
- الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام
- لماذا أنا مواطن على مذهب السلوكيين
- المستوطنون
- نحو لاهوت اسلامي جديد-الخروج من القوقعه-
- .سوريا:بين الديمقراطية و نظرية الفصوص
- بين ثقافة الوعظ و صدمة الواقع
- نظرية الحب والإتحاد في التصوف الاسلامي
- جرائم الشرف أم جرائم قلة الشرف
- غرباء في عقر دارنا
- لماذا أحتفل؟!
- أحاديث الرفاق
- أولاد الحداثة الجديدة في مضارب بني غبار
- أرغون و القراءة التاريخية للنص القرآني
- من سلطة العشيرة الى عشيرة السلطة


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمزة رستناوي - شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني