أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟















المزيد.....

هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا تحتضن الأنظمة الوطنية العلماء؟
أليس (البحث العلمى) فى مصر أكذوبة؟
عندما فاز أحمد زويل بجائزة نوبل صنـّـفته الصحف والمجلات والفضائيات العربية على أنه ((العالم العربى الكبير)) وإذا كان العرب استحلوا هذا الكذب، فالكارثة أنّ الميديا (المصرية) ارتكبتْ نفس الجريمة عندما أصرّتْ على وصفه بالعالم (العربى) وهو ذات الشأن الذى حدث مع نجيب محفوظ ومع كل (مصرى) تكون له اسهاماته العالمية والإنسانية، فلابد من (سرقة) جنسيته المصرية، ليكون بقدرة العروبة الطاغية (عربيـًـا) بينما يحدث العكس فى حالة الإدانة الأخلاقية، مثل ضبط راقصة أو ممثلة فى وضع لا أخلاقى، أو ضبطها وهى تــحاول تهريب المخدرات..إلخ فى مثل هذه الحالات (فقط) تلتزم الميديا العربية و(المصرية) بالجنسية الحقيقية، فتكون مانشيتات الصحف ((القبض على الراقصة المصرية فلانة فى...إلخ))
وأعتقد بوجود علاقة عضوية (أو شرطية) بين الكابوس العروبى وعدم الاهتمام بالعلماء المصريين. وبدأتْ تلك الظاهرة عقب سيطرة الضباط على مصر فى يوليو1952، حيث أنه فى يوم 5 أغسطس52 تم اغتيال العالمة المصرية (سميرة موسى) التى كانت تستعد للسفر إلى مصر لتحقيق حلمها بالتوصل لتخليق اليورانيوم للأغراض السلمية بمواد من التربة المصرية، فتمّ اغيالها فى أميركا، ولم يهتم ضباط يوليو بهذه الجريمة، أو حتى مجرد التحقيق، بينما كانت المباحثات تجرى بينهم وبين ضباط المخابرات الأمريكية لإنشاء محطة إذاعة فى مصر اسمها (صوت العرب) والتى بدأ بثها يوم6يوليو1953.
ولأنّ ضباط يوليو52من تركيبة واحدة وعقلية واحدة وسياسة واحدة، لذلك لم يهتم الرئيس (المؤمن) السادات بجريمة اغتيال عالم الذرة المصرى (يحيى المشد) الذى ساهم فى إنشاء مركز للأبحاث النووية فى العراق، فكان مصيره الاغتيال يوم13يونيو1980بفندق ميرديان بباريس، حيث تـمّ العثورعلى جثته مُـهشمة الرأس، فكان إتهام الموساد الإسرائيلى بإرتكاب جريمة الاغتيال، ولكن الميديا العروبية و(المصرية) تعمّـدتْ عدم الاشارة إلى العالم العراقى الذى أخبر الموساد بمكان الفندق الذى يـُـقيم فيه د. المشد ورقم الغرفة، رغم أنّ هذا العالم العراقى كان الصديق المُـقرّب من المشد، الذى نجح فى مقاومة الأساليب المخابراتية، ومن بينها إغراء المال والنساء. وذكرتْ إحدى بنات الليل (مارى كلود ماجال) فى التحقيق أنها سعتْ كثيرًا لقضاء ((ليلة مُـبهجة مع د. المشد)) ولكنه رفض باستمرار كل عروضها، بل وكان يرفض الحديث معها. وذكرتْ أنه فى الليلية التى تـمّ اغتياله فيها وقفتْ أمام باب غرفته فى الفندق على أمل أنْ يـُـغيـّـر رأيه ويفتح لها الباب، إلى أنْ سمعتْ ضجة فى الحجرة..إلخ. أغلقت النيابة الفرنسية التحقيق وتأشر بأنّ الفاعل (مجهول) ورضى السادات وجنرالاته بهذه النتيجة ولم يهتموا بإهدار دم العالم المصرى، الذى انخدع بشعارات العروبة.
ويأتى الفصل الثالث فى المسلسل الكابوسى/ العبثى فى عهد الضابط (سلسال يوليو52) الرئيس مبارك، حيث تـمّ اغتيال العالم المصرى (سعيد بدير) المُـتخصص فى مجال الاتصال بالأقمارالصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوى. وكان اغتياله يوم13يوليو89 حيث تلقى قسم شرق الإسكندرية بلاغـًـا بسقوط شخص من أعلى عمارة بشارع طيبة بكامب شيزار. وذكر البعض أنّ الغاز كان مفتوحـًـا فى شقته (ليبدو الحادث على أنه محاولة انتحار) ومن سذاجة مؤلفى سيناريو الانتحار أنهم أضافوا ((وكذلك قطع شريان فى يده)) وذلك بهدف التعتيم على دور المخابرات الألمانية والإسرائيلية، فى عملية الاغتيال، والأهم (تواطؤ) المخابرات المصرية بالصمت التام عن دور ألمانيا وإسرائيل، ومن هنا كان السيناريو الساذج عن محاولة الانتحار. ومثل كل النهايات المأساوية فى تاريخ ضباط يوليو تأشر بأنّ الفاعل مجهول.
وبعد انتفاضة يناير2011 العظيمة تـمّ الكشف عن دور الجاسوس محمد مرسى (الذى صار رئيس مصر) حيث أنه عندما كان فى أميركا تعرّف على د. عبدالقادرحلمى عالم الصواريخ الزجاجية، الذى تمكن من شحن470 طن من مادة الكربون الأسود لتطوير قنابل الدفع الغازى للصواريخ الأمريكية. وشى الجاسوس مرسى الذى كان يعمل لصالح المخابرات الأمريكية بصديقه المصرى، الذى تـمّ القبض عليه لمحاولة تهريب سبائك الكربون لحساب القوات المصرية، وذلك فى عام1989، وصدر الحكم بسجنه 25سنة. والدرس المستفاد من قصة العالم المصرى د. عبدالقادر حلمى، أنه فى التحقيقات (المصرية) مع الخائن مرسى، تـمّ تجاهل قضية الكربون الأسود، فلماذا هذا التجاهل؟ وهل هذا التجاهل مُـجاملة للإدارة الأمريكية؟ وهل (المجاملات الدبلوماسية) تكون على حساب الحقائق؟ حتى ولو كان من نتائج (المجاملة) استمرار سجن د. حلمى، هذا العالم المصرى الذى كان يستهدف تطوير سلاح الجو المصرى، وإذا كان السيسى أزاح الجاسوس مرسى، فلماذا لا يُـطالب بفتح التحقيق حول قضية (الكربون الأسود) والمطالبة بالافراج عن د. عبدالقادر حلمى من السجون الأمريكية؟
000
أعتقد أنّ سر نجاح الأنظمة الوطنية الاهتمام بالعلماء، وترجمةهذا الاهتمام على أرض الواقع يعنى الاهتمام بالعلوم الطبيعية (كيميا، فيزيا..إلخ) فهل حكام مصر (منذ يوليو52) احتضنوا العلماء؟ أم ساهموا فى طردهم من مصر ليظهر نبوغهم فى أوروبا وفى دول العالم المتحضر حيث وجدوا الاهتمام والرعاية، وهو المعنى الذى عبـّـر عنه زويل فى قوله الحكيم ((العبقرية ليستْ حكرًا على الغرب.. ونحن (المصريين) لسنا أغبياء.. الفرق أنهم فى الغرب يـُـدعمون الفاشل حتى ينجح.. ونحن نحارب الناجح حتى يفشل)) وعن العبقرية المصرية، والجينات التى توارثتها الأجيال من جدودنا المصريين القدماء، قال فى كلمته وهو يستلم جائزة نوبل ((لو أنّ تلك الجائزة كان لها مثيل أثناء فترة صعود الحضارة المصرية، لحصد المصريون القدماء 95%من الجوائز العالمية فى مجالات العلوم الطبيعية))
وتصديقــًـا لقوله فإنّ الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، نشر بيانــًـا منذ أكثر من عشر سنوات، ذكر فيه وجود 840 ألف عالم مصرى فى أوروبا وأميركا واليابان فى مجالات شديدة التخصص مثل علوم الفضاء والاستنساخ..إلخ لدرجة أنّ مدير محطة الفضاء الفرنسية مصرى. والأمثلة عديدة. والسؤال الجارح والذى تتجاهله الثقافة السائدة هو: ما مصير هؤلاء العلماء لو ظلوا فى (خرائب) هيئة (البحث العلمى) وميزانيتها بالكاد تكفى رواتب (العلماء) وجيش الموظفين ؟ وهل من الممكن ميلاد زويل آخر؟ أو مجدى يعقوب آخر؟ إلى آخر قائمة العلماء المصريين الذين نبغوا بعد خروجهم/ طردهم من مصر؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هدف عودة الخلافة الاسلامية ؟
- لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟
- علم السعودية والدونية القومية
- الحلم بمسرح مصرى عالمى
- هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
- أبناء الجالية المصرية فى مصر
- العروبيون ومزاعمهم الباطلة
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟
- وقائع ما حدث بين صديقى وصديقته : قصة قصيرة
- الدكتور محمد عنانى وترجماته
- مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
- عداء بنى إسرائيل لمصر


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟