أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العروبيون ومزاعمهم الباطلة















المزيد.....

العروبيون ومزاعمهم الباطلة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من بين كوارث الثقافة المصرية (السائدة) الاهتمام بأى كتابة يكون هدفها سرقة التراث المصرى ونسبته إلى (العروبة) بغض النظر عن نوعية تلك (الكتابة) بمعنى هل كاتبها التزم بأدنى مبادىء الكتابة العلمية المُـحكمة ؟ أم أنّ خطابه كان (إنشائيــًـا) ؟ والأمر الأخير ينطبق على ما فعلته الثقافة المصرية (السائدة) مع الكاتب الليبى د. على فهمى خشيم.
وقد إهتمتْ الثقافة المصرية (السائدة) بهذا الكاتب الليبى فى حياته وبعد وفاته ، وكان سبب إعجاب تلك الثقافة (السائدة) به (وبأمثاله) لأنّ سيادته سحب كل التراث المصرى ونسبه إلى (العروبية) فعل ذلك فى كتابيْن الأول (آلهة مصرالعربية) الصادر فى طبعته الثانية عن هيئة الكتاب (المصرية) من أموال شعبنا. الثانى (القبطية العربية) والهدف فى الكتابيْن نفى أى دور لمصر، فالآلهة المصرية واللغة المصرية القديمة أصلها عربى . وكتب بصيغة إنشائية أنه إذا ((تمتْ البرهنة على عروبة لغة المصريين القدماء بصورة علمية فإنّ ما يتبع هذا هو عروبة القبطية)) وفى كتابه (القبطية العربية) كتب ((ثبتتْ عروبة المصرية القديمة منذ عهد مينا موحد القطريْن بل ما قبل مينا ثم ما بعده على امتداد الأزمنة فإنّ ما يتبع ذلك منطقيًا أنّ ابنتها القبطية لا تخرج عن الدائرة العروبية مثلما لم تخرج عنها أمها الرؤوم) (ص15) وأنّ شامبليون استعان بالعربية لفك رموز الهيروغليفية، فى حين أنّ شامبليون استعان باليونانية والقبطية، يؤكد ذلك أنه كتب ((استسلمتُ تمامًا لدراسة اللغة القبطية. كنتُ منغمسًا فى هذه اللغة لدرجة أننى كنتُ ألهو بترجمة كل ما يخطرعلى ذهنى إلى القبطية. كنتُ أتحدث مع نفسى بالقبطية. ولفرط ما تفحصتُ هذه اللغة كنتُ أشعرأننى قادرعلى تعليم أحدهم قواعدها النحوية فى يوم واحد . ولاجدال أنّ هذه الدراسة الكاملة للغة المصرية تمنح مفتاح المنظومة الهيروغليفية وقد عثرتُ عليه)) (مصر ولع فرنسى- روبيرسوليه- ترجمة لطيف فرج- مكتبة الأسرة عام 99ص82) وإذا كان خشيم يرى أنّ اللغة العربية أقدم اللغات بحديث إنشائى أيديولوجى، فإنّ علماء المصريات واللغويات الذين تعلموا اللغة المصرية القديمة أثبتوا أنّ مصرهى المهد لكل الأبجديات من بينهم العالم الإنجليزى (سيمون بوتر) الذى كتب ((كافة الأبجديات فى العالم تنحدرعن أصل مشترك واحد ، فهذه الأبجديات جميعًا أشتقتْ من الكتابة الصورية التى نشأتْ فى مصر)) وكتب (جاردنر) صاحب كتاب (النحوالمصرى) : ((ظلّ التاريخ المدون فى حكم العدم حتى اكتشف المصريون قبل نهاية حقبة ما قبل الأسرمبدأ الكتابة الصورية)) وكتب بريستد ((الدلائل تؤيد رأى من قال إنّ هؤلاء المصريين الذين عاشوا فى عصرما قبل التاريخ.. كانوا أقدم مجتمع عظيم على الأرض (لكذا وكذا) وتقدمهم فى اختراع أقدم نظام كتابى ، جعل فى أيديهم السيطرة على طريق التقدم الطويل نحوالحضارة)) (فجرالضمير- ص29) وذكر أيضًا أنّ جدودنا استعملوا أوراق البردى للكتابة فكان من أعظم أسباب انتشارالخط الهيروغليفى وسريانه إلى فينيقيا ثم إلى سائرالعالم المتمدن فأستعيرتْ منه حروف هجائية.. ولما استحال على الفينيقيين كتابة حسابهم بالخط المسمارى ، أخذوا يُـقيمون الخط المصرى مقامه تدريجيًا (تاريخ مصرمنذ أقدم العصور- مكتبة الأسرة عام 99ص102، 458) وكتبتْ العالمة (نوبلكور) أنّ جدودنا اخترعوا الكتابة الهيروغليفية ((ثم قام الفينيقيون بإعادة تنظيم العلامات والرموزالتى اقتبسها الإغريقيون ونقلوا أشكالها إلينا ثم ظهرتْ فى أبجديتنا الأوروبية)) (المرأة الفرعونية- مكتبة الأسرة عام 99ص177) وذكرمعجم الحضارة المصرية (من الأمورالخارقة فى تاريخ اللغات أنْ تحيا اللغة وتزدهرلمدة تقرب من الخمسة آلاف سنة. إذْ حقق قدماء المصريين هذه المعجزة اللغوية. وظهرتْ أوائل النصوص حوالى 3100ق.م ولم تتنازل اللغة القبطية- وهى آخرتطور للغة المصرية القديمة- عن مكانتها للغة العربية إلاّ فى ق 17م (ص289) وذكر(مارتن برنال) فى موسوعته أثينا السوداء أنّ ما بين 20- 25% من الألفاظ اليونانية مُشتقٌ من ألفاظ مصرية (ص683)
وإذا كان خشيم يدّعى أنّ اللغة العربية أم اللغات فإنّ العالِم فرانسوا دوما ذكرأنّ كلمة (جبت) المصرية انتقلتْ إلى اللغة العربية وتعنى (الطوب) ومنها إلى الإسبانية (أدوبا) وأنّ المصريين أطلقوا على الفيوم (بايم) أى البحيرة وانتقلت إلى العربية (يم) وعُرفتْ فى القبطية ب (فيوم) ثم أضاف العرب إليها أداة التعريف. وأنّ اللغة المصرية كانت فى بدايتها من النوع التركيبى ، ولكنها أفضتْ فى النهاية إلى اللغة التحليلية (أى الأرقى لأنها لاتعرف الاعراب) ثم تواصلتْ مع اللغة القبطية وهى الطوراللسانى الأخيرللغة المصرية القديمة (مصرالفرعونية - ص 806) وإذا كانتْ العربية أم اللغات فى زعم خشيم فلماذ انتشرتْ الأمية فى الجزيرة العربيـــة ؟ ووفق د. جواد على ((لما ظهرالإسلام كان فى قريش 17رجلا يكتبون)) (تاريخ العرب قبل الإسلام – ج1ص15) فى حين أنّ المتعلمين فى مصرالقديمة كانوا أكثرعددًا من كل البلاد المجاورة (أنّا رويز- روح مصرالقديمة ص279) وإذا كان خشيم يُحاول نفى أى خصوصية لأى شعب فى مجال اللغة ، فيكفى ما قاله أبوعمربن العلاء الذى ذكر((ما لسان حميربلساننا ولا لغتهم بلغتنا)) وذكراللغوى الكبيرابن جنى ((لسنا نشك فى بُعْدْ لغة حمير ونحوها عن لغة ابن نزار)) (جواد على مصدرسابق ج2ص279) إنّ أيديولوجيا التعصب هى التى جعلتْ خشيم يُعادى لغة العلم ويزعم أنّ العربية أقدم لغة فى حين أنّ أقدم كتابة عربية هى (النمارة) وهى شاهد قبرالملك امرأ القيس يعود تاريخها إلى عام 328بعد الميلاد (جواد على- مصدرسابق – ج3 ص 437)
أما حكاية (آلهة مصرالعربية) فهى نكتة سخيفة لا تــُـضحك إلاّ البلهاء ، لأنّ كل شعب أبدع آلهته بالتوافق مع بيئته بل ولغته. فالكلمة الدالة على الآلهة فى مصر(نثر) فما علاقتها بالعربية ؟ فهل بيئة الرعاة مثل بيئة الزراع الذين أبدعوا إلهة للحصاد (ريننوت) ونراها فى بعض التماثيل وهى تُرضع ابنها (نبرى) إله الحبوب ؟ وكان يُحتفل بعيدها فى شهر(فرموتى) الذى تحوّل إلى برموده فى اللغة القبطية. وهل عرف العرف الآلهة التى تقوم بأسمى خاصية إنسانية أى الرضاعة مثلما فعلتْ الإلهة (نيت) التى حملتْ بين يديها تمساحيْن وتُرضعهما ، والإلهة حتحور(البقرة المقدسة) وهى تــُـرضع تحوتمس الثالث ، وفى جدارية أخرى فإنّ شجرة الجميزهى التى تُرضعه. وآلهة تُطعم الموتى مثل (نوت) إلهة السماء التى تقترب من الميت ((وتعطف عليه وتــُـدنى له ثديها لتــُـرضعه)) (متحف برلين رقم 7291) كما تنتشرتماثيل الإلهة إيزيس وهى تــُـرضع طفلها (حور) وانتقلتْ إلى تماثيل السيدة العذراء. ألسنا هنا إزاء (أنسنة) الآلهة؟ فهل فعل العرب مثل ذلك؟
وإذا كانت آلهة مصر(عربية) فلماذا لم يكن لدى العرب إلهة مثل (سشات) التى اقتسمتْ مع الإله (تحوت) رعاية الآداب والعلوم ؟ ولماذا لم يعرفوا إلهًا مثل (خنوم) الذى يُـشكل البشرعلى فخاره ؟ ولماذا لم يكن لديهم إله مثل حابى إله النيل وصورته على جدران المعابد ببطنه المنتفخ وثدييه المتدلييْن كرمزللخصوبة الأبدية؟ ولماذا لم يكن لديهم إلهة للعدالة مثل (ماعت) أما عن الشهورالمصرية فكلها منسوبة إلى آلهة مصرمثل شهر(توت) نسبة إلى الإله (تحوت) التصحيف اليونانى للإله جحوتى وهكذا مع كل الشهور. أما عن أسماء المدن فمعظمها حتى الآن نسبة إلى الآلهة مثل مدينة دمنهور(دمى- إنْ حور) نسبة إلى الإله (حور). وكيف تكون الآلهة المصرية (عربية) ؟ بينما يعترف معظم علماء المصريات أنّ الآلهة اليونانية تمصّرتْ (أدولف إرمان- ديانة مصرالقديمة- ص 437) وهى الحقيقة التى أكدها المؤرخ اليونانى هيرودوت فى كتابه الثانى عن مصر. وإذا كانت الآلهة المصرية (عربية) فلماذا لم يكن لديهم كتاب مثل (كتاب الطريقيْن) الذى ورد فيه أنّ كبير الآلهة قال ((خلقتُ الآلهة من عرقى . أما البشرفخرجوا من دموع عينى)) فهل كان فى مقدور العرب أنْ يرد فى أدبهم تلك البلاغة الإنسانية الراقية؟ وهل المجتمع الرعوى كان من الممكن أنْ يُبدع إلهًا مثل أوزيرالذى خاطب جدودنا وفق ما جاء على لسان مُبدع الأسطورة ((أعلمكم الزراعة والكتابة والغناء)) ؟
الباحث الليبى د. خشيم حرٌ فيما ذهب إليه من أننا نحن المصريين عرب (لغة وآلهة) ولكن لماذا يتنفس (مصريون) بالعربى وبالعبرى ؟ وبعد أنْ قرأتُ كتابىْ د. خشيم تذكرتُ الباحث الجاد بيومى قنديل الذى أفنى عمره فى تعلم اللغة المصرية القديمة بكل مراحلها واللاتينية واليونانية القديمة وأكثر من لغة حية معاصرة كان آخرها الإسبانية بعد أنْ تجاوزالستين. تذكرته لأنه (المصرى) الوحيد الذى ردّ على مزاعم د. خشيم بشكل علمى استنادًا إلى علمىْ المصريات واللغويات. بل إنه (قنديل) اكتشف أنّ د. خشيم المدافع عن اللغة العربية أخطأ فى قواعدها وكان تعليل قنديل أنّ وجدان خشيم (البربرى) تغلب على عروبيته المصطنعة (لمن يرغب فى قراءة النقد العلمى على كتاب "القبطية العربية" الرجوع إلى كتاب " دفاع عن تراثنا القبطى" للراحل الجليل بيومى قنديل- دارميرت للنشر- عام 2007) فلماذا تستمر الثقافة المصرية (السائدة) فى دونيتها القومية، المُـتمثلة فى الاحتفاء بكل ما هو (عروبى) ضد كل ما هو (مصرى)؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟
- وقائع ما حدث بين صديقى وصديقته : قصة قصيرة
- الدكتور محمد عنانى وترجماته
- مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
- عداء بنى إسرائيل لمصر
- ما مغزى بيع الامتحانات ؟
- النقد العلمى لتأليف التوراة
- هل عمل الخير يحتاج إلى تشجيع ؟
- رد على السيد الأمازيغى التونسى الملحد
- هل سيخرج العرب من التاريخ ؟
- ما مغزى اعتراض الحكومة على حكم لصالح مصر؟
- ما مغزى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العروبيون ومزاعمهم الباطلة