أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علم السعودية والدونية القومية















المزيد.....

علم السعودية والدونية القومية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علم السعودية والدونية القومية المصرية
طلعت رضوان
ما جذور الدونية القومية؟
لماذا كانت الأنتيليجنسيا مع الغزاة ومع السلطة الحاكمة؟
أعتقد أنّ ما حدث من اللاعب (المصرى) الذى رفع علم السعودية فى دورة (عالمية) يراها ملايين البشر، جريمة فى حق الانتماء الوطنى، وقد سمعتُ تبرير هذا اللاعب فى الفضائيات، حيث قال إنّ العلم (السعودى) كان (مرميـًـا) على الأرض وخشى أنْ تدوسه الأقدام، وبالتالى فإنّ تلك الأقدام سوف تدوس على اسم الجلالة الذى يـُـزين العلم. وهنا لابد من تسجيل ثلاث ملاحظات: 1- من الذى رمى العلم السعودى على الأرض؟ أليستْ الأعلام السعودية يحملها سعوديون، فلماذا لم يهتموا برفع علمهم من على الأرض؟ 2- أنّ المذيعين (المصريين) الذين أجروا الحوار مع اللاعب (المصرى) لم يهتموا بطرح السؤال السابق مما يدل على أحد أمريْن: الأول عدم التعرض لأى ملحوظة تمس السعودية وكأننا إزاء (فوبيا سعودية) الأمر الثانى (بفرض حـُـسن النية) أنهم غير مؤهلين لمهنتهم. 3- لماذا سمح هؤلاء المذيعون للاعب (المصرى) أنْ يـُـكرّر كلامه (غيرالمـُـقنع) حول حماية اسم (الله)؟ حتى لا تدوسه الأقدام، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يطو العلم ويضعه فى مكان أمين؟
بل إنّ أغلب المذيعين حاولوا الدفاع عن اللاعب (المصرى) بحجة منحه الفرصة (للتركيز) فى (اللعب) وكأنّ (اللعب) أهم من محاسبته على دونيته القومية. وقد طالب بعض المشاهدين بعودة اللاعب إلى مصر، فزايد أحد المذيعين قائلا ((يا جماعة إذا كان اللاعب (قد) أخطأ، فإنّ هذا لا يدعوا إلى ذبحه)) وهذا المذيع (بالذات) ينتهج أسلوب (الوسطية) تحت ستار من الدخان اسمه (الحيادية)
وكانت الكارثة (من وجهة نظرى) أنّ أغلب المذيعين كانوا مع استمرار اللاعب مع الفريق المصرى بحجة (الفوز) والحصول على الميدالية وكأنّ تلك الميدالية ستـُـحقق الرفاهية لشعبنا (المصرى) أو ستمنحه حريته الفردية والسياسية ، أو ستقضى على ارتفاع أسعار السلع الأساسية للفقراء، أو ستقضى على جبروت الدولار الأمريكى، أو ستهزم بعثة صندوق النهب الدولى، حيث أنّ أعضاءها يفرضون شروطهم من أجل الحصول على بعض القروض، التى هى (قيود) تـُـكبـّـل الاقتصاد المصرى، وتطحن شعبنا بأسنان الفوائد حتى يظل الاقتصاد تحت (رحمة) أميركا التى تـُـسيطر على الصندوق بصفتها تملك أكبرحصة من بين المساهمين.
وبغض النظرعن أى تفاصيل حول كارثة رفع العلم (السعودى) فى دورة (عالمية) فإنّ ما فعله ذلك اللاعب (المصرى) له أسبابه المـُـتراكمة منذ سنوات، وتلك الأسباب يمكن تلخيصها فى جملة واحدة (ترسيخ الدونية القومية) لكل ماهو مصرى، على حسب كل ماهو عربى، وكل ماهو إسلامى. وأنّ أهم وأخطر مؤسستيْن فى العصرالحديث (التعليم والإعلام) هما اللذان ساهما فى ترسيخ تلك الدونية، تملقــًـا أو مسايرة للسلطة الحاكمة، التى تبنـّــتْ الدفاع عن العروبة والإسلام منذ يوليو1952، وتمّ ترجمة هذا التوجه فى أشكال عديدة مثل إنشاء محطة إذاعة باسم (صوت العرب) بمعرفة ضباط من المخابرات الأمريكية وكان الافتتاح يوم 6يوليو53، أى قبل مرور سنة كاملة على سيطرة ضباط يوليو على مصر. وإنشاء محطة إذاعة (القرآن) الممولة من جميع أبناء الأمة المصرية (مسيحيين ومسلمين) وتحويل الأزهر من جامع إلى جامعة..إلخ
وأعتقد أنّ المتعلمين (المصريين) المحسوبين على الثقافة المصرية (السائدة) هم السبب فى تلك الدونية، حيث أنّ غالبيتهم يـُـردّدون مزاعم السلطة الحاكمة، حتى ولو كانت تلك المزاعم ضد الوطن (المصرى) وضد أبناء الأمة المصرية. وقد بدأتْ تلك الظاهرة عندما كتب المؤرخ المصرى مانيتون (ابن سمنود) تاريخ الأسرات بلغة الغزاة اليونانيين، ولم يكتبه بلغته القومية. وفى القرن العاشر الميلادى فعل ساويرس بن المقفع نفس الشىء، عندما كتب تاريخ البطاركة بلغة الغزاة العرب ولم يكتبه بلغته القومية (القبطية آخر مرحلة فى تطور اللغة المصرية القديمة) بينما كتب الفردوسى (فى نفس القرن العاشر الميلادى) الشاهنامه لغته القومية (الفارسية) وهذا يوضح الفرق بين المتعلمين المصريين (بالاسم) والمثقفين الإيرانيين، الذين قبلوا الإسلام ورفضوا العروبة، وبالتالى تمسـّـكوا بلغتهم القومية. ومن بين الأمثلة كذلك أنه عندما فشل قائد جيش المأمون (الإفشين) فى الانتصار على ثوار البشموريين، حضرالمأمون بنفسه على رأس جيش من المرتزقة، وتقابل مع أقطاب الكنيسة المصرية، الذين دلوه على أماكن اختباء الثوار فى أحراش الدلتا، فتمّ القبض عليهم وعلى رأسهم البطل القومى العظيم (مينا ابن بقيره) فكانت النتيجة هزيمة الثوار وقتلهم جميعـًـا، ومن بقى منهم (من نساء وأطفال وشيوخ) أخذهم المأمون (حفاة عراة) ومشيـًـا على الأقدام وباعهم فى سوق النخاسة فى بغداد. أى أنه لولا وشاية القساوسة (= الأنتيليجنسيا بلغة عصرنا) لما تمكن الخليفة المأمون من هزيمة الثوار... ورغم أنّ المقريزى (مصرى المولد والجنسية) فإنه عندما كتاب وقائع تلك المذبحة، ختم كلامه قائلا ((وهكذا أذلّ الله القبط ولم تقم لهم قائمة)) وهذا دليل على دونية المقريزى القومية، بسبب تعلقه بالعروبة والإسلام.. وهكذا فى أمثلة عديدة ذكر التاريخ وقائعها.
وبعد أنْ استردّتْ مصرعافيتها ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر حتى النصف الثانى من القرن العشرين، بفضل جيل الليبراليين المصريين، وزعماء تيار القومية المصرية وعلى رأسهم أحمد لطفى السيد، مرورًا بثورة برمهات/ مارس1919، وظهور جيل كامل آمن بالحضارة المصرية (محمود مختار فى الفن، توفيق الحكيم فى الأدب، طه حسين فى الفكر، سليم حسن فى التأريخ..إلخ) فى تلك الفترة السابقة على يوليو52، تخلــّـصتْ مصر (إلى حد كبير) من آفة الدونية القومية، التى تمكنتْ من العودة (مثل السرطان الكامن) من جديد مع سياسة ضباط يوليو الذين اعتمدوا آلية (ذهب المعز وسيفه) تلك الآلية التى بدأتْ بنقل كثيرين من أساتذة الجامعة إلى وظائف إدارية فى شركة باتا للأحذية أو فى بعض المصالح الحكومية، لمجرد أنّ هؤلاء الأساتذة كانت لديهم توجهات ليبرالية. واستمر الحال هكذا إلى أنْ حانت لحظة التصفية الحاسمة لكل صوت معارض، مع فجر يناير1959، وهذا الفجر الأسود استمر حتى النصف الثانى من عام1964، ولذلك كان أحد الماركسيين المصريين (طارق المهدوى) على حق عندما وصف بكباشية يوليو52 بأنهم أنشأوا ((جمهورية خوف مُـكبـّـلة بالقمع الأمنى والشمولية..إلخ))
لكل ما تقدم فإنّ اللاعب الذى رفع علم السعودية، هو ابن مرحلة الدونية القومية. وهل يختلف ما فعله مع الذين رفعوا علم السعودية فى ميادين مصر بعد يناير2011؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم بمسرح مصرى عالمى
- هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
- أبناء الجالية المصرية فى مصر
- العروبيون ومزاعمهم الباطلة
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟
- وقائع ما حدث بين صديقى وصديقته : قصة قصيرة
- الدكتور محمد عنانى وترجماته
- مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
- عداء بنى إسرائيل لمصر
- ما مغزى بيع الامتحانات ؟
- النقد العلمى لتأليف التوراة
- هل عمل الخير يحتاج إلى تشجيع ؟


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علم السعودية والدونية القومية