أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - - حامل السلم بالعرض- تعبير سوري...















المزيد.....

- حامل السلم بالعرض- تعبير سوري...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" حامل السلم بالعرض " (تعبير سوري)...
كتب صديق من أصل سوري بمدينة فرنسية على صفحته الفيسبوكية هذه (الحكمة الغريبة) على صفحته الفيسبوكية عن الحالة السورية.. باللهجة التهكمية الفكاهية.. رغم بشاعة المأساة... وهذا ردي الفوري على كتابته.. رغم احترامي لماضيه وتجربته.. ولكن هذه المرة.. من واجبي الرد وبق البحصة.. وهذه كلمته :
-( عندك شي مصالح بسوريا؟
- لا والله و لا شي.
- عندك شي بيت حلو ناطر التقاعد لتسكنو؟
- لا والله ما عندي بيت.
- عندك طموحات ترجع تسكن بسوريا و تشتغل لما بتهدى الحال؟
- لا والله لا مفكر، و يمكن ما يكون عندي وقت.
- طيب ليش حاملي هالسلم بالعرض و مضيع وقتك و أشغالك هون مشان سوريا؟ ويا ريت طالع بايدك شي"
- و الله ما بعرف..يمكن مرض وراثي كمان!.)
وهذا ردي على هذا التساؤل :
يــا صــديــقــي
وأنا أيضا ليس عندي هناك لا بيت ولا تقاعد ولا مصلحة ولا شبر أرض ولا ميراث.. ولا صورة حلوة.. ولا حتى أي أثر لذكريات طيبة.. أو عاطفة.. ولكن ما يجري هناك هو أبشع مجزرة لا إنسانية Génocide لدولة ووطن وأرض وشعب, بالقرن الواحد والعشرين... " وأنا حامل سلمه بالعرض " لأن كل صامت عن هذه الجريمة, مشارك بالجريمة.. وأنا أتدخل بما يعنيني لا لأنني ولدت بسوريا.. ولكن لأنني إنسان.. يرى بشاعة, وأفجر بشاعة لهذا الهولوكوست Holocauste الذي شاركت بـه غالب الحكومات النفطية والعربانية والغربية والناتوية.. وأقرب جيراننا.. وكل من خلقوا داعش, ,وابناء داعش, وأبناء عم داعش, وحلفاء داعش.. وخاصة حاضنات داعش المحلية.. ومن الذباحين من مصاصي الدماء الإسلامويين القادمين من العالم كله...
كيف " لا أحمل السلم بالطول والعرض " وهناك ملايين الضحايا الأبرياء.. وهناك وطن كامل يتفجر.. وهناك مدن تهدم وتفجر وتمحى, بلا سبب.. سوى الأذى المجاني وتحليل الموت... والعالم (الــحــر) يتفرج.. ومن بعد صمته.. يدين المحروق والمذبوح والمقتول.. ويخطط مستقبل أنابيب نفطه وغازه على آلاف كيلومترات الضحايا.. هنا جهنم يا صديقي.. وتريدني ألا أحمل السلم بالعرض.. وأنت وتدين النادر القليل من المعترضين الأحرار على شــاكلتي...
أعرف وأفهم يأسك وقناعتك, اليوم أو غدا أو بعد غد من حل معقول لهذه المأساة الإنسانية, والتي تتفاقم يوما عن يوم, وبعد ستة سنوات من حرب مجرمة آثمة ظالمة قاهرة.. تحرق الأخضر واليابس.. وتقتل كل المشاعر الإنسانية. أصبحت سوريا فيها اليوم حقل تجارب جميع أسلحة الدمار الشامل... أصبحت فيها الأرض السورية غابة ذئاب تستجلب وتستقطب الذئاب الجائعة من كل عوالم غابات الظلام... ولكن كل هذا اليأس واستحالة الحلول والسلام.. لن يمنعني من الصراخ وحمل "السلم بالعرض" ضد القتلة والمجرمين.. وبراديكاليتي الصريحة المعتادة اصرخ: أن كل من يصمت عن الجريمة ضد سوريا وشعبها.. وكل من يصمت حيادا.. أو من غير حياد.. أو من أي اتجاه كان.. شــريك بالجريمة...
كيف يمكن لأبسط إنسان عادي.. يفكر دقيقة واحدة.. وهو يرى صور هذا الذبح والقتل والتفجير.. هــنــاك.. بأشكال جماهيرية.. ونفسها تتكرر هنا بــفــرنــســا أو ببلدان أوروبية أخرى.. بأشكال فردية أو جماعية.. ولا يصرخ كــفــا.. وألا يسمي القتلة قتلة.. والقطة قطة.. وأن يسمي الإجرام إجراما.. مهما كانت تغطيه فتاوى وتفسيرات دينية.. أو تفسيرات تسامحية أخرى موروثة.. يدار لها الخد الأيسر بعد أن يلطم مؤمنوها على خدهم الأيمن... أرفض السماح.. وأرفض الدين الذي يفتي ويسامح ويشجع القتلة.. ويوعدهم بالجنة وحورياتها... وأرفض أن نسمي القتل والذبح.. حتى نسامح.. مرضا.. والقتلة والذباحين.. مرضى.. لا يا صديقي.. كل المسامحين والمفسرين والوعاظ والشيوخ والفلاسفة.. شــركــاء اليوم.. كالإعلام والحكام والمسؤولين والمحللين من جميع الأطراف.. شــركــاء بالجريمة.. أما بدعمهم.. أو بصمتهم.. أو بفتاويهم أو تسامحهم.. أو بغبائهم.. نــعــم شــركــاء بالجريمة... أنظر إلى أكوام الجثث بحلب.. والغوطة.. وأدلب ومنبج وحمص وتدمر.. وفي الرقة والعديد من المدن السورية التي ترفع فيها الرايات السوداء وكلمات " الله أكبر "... أنا لا أقبل حتى صمت الآلهة عن هذه الجرائم النكراء.. وســأحمل "السلم بالعرض"... طالما الصمت.. وجريمة الصمت وقتلة الصمت والظلام.. يتابعون جرائمهم.. بكل شبر من أرض هذا البلد السوري المذبوح...
ومن يلومني على صراخي.. وحمل السلم بالعرض.. أما لا يسمع ولا يرى.. عمدا وجبنا.. أما أنه معتاد على إدارة الخد الآخر لديمومة اللطم.. وفي الحالتين.. ليس رفيقي.. وليس صديقي.....................
*********
تفسير للتعبير السوري " حامل السلم بالعرض " (مع اللام المشددة مفرد السلالم.. وليس السلم والسلام)
قلائل اليوم هم الناس الأحرار حقا الذين يتدخلون بقضايا لا تخصهم, علما أنها قد تسبب لهم مشاكل عدة.. انتقامية أو غيرها. سواء من أصحاب المشاكل. أو من العناصر الحكومية أو المؤسساتية أو السلطوية أو المافياوية ضد أفراد أو جماعات أقلية أو ضعيفة لقنص حقوقها الطبيعية الإنسانية والتعدي عليها.
مثلا نادرا ما يكنك أن تجد شاهدا, يشهد بحادث تعدي, أو حتى حادث سيارة بسيط.. حتى لا يؤخذ من وقته كثير من التحقيقات وتعبئة الأوراق.. وبالتالي حضور المحاكمات مقابل قوى تملك مداخلات وعلاقات مع السلطة. ومن يتجرأ على القيام بواجبه كمواطن حر, يقول له محيطه أو زوجته : ليش حامل السلم بالعرض.. كان عليك حتى لا تضيع وقتك.. وألا تسبب لنفسك مشاكل.. أن تقول أنك لم تشاهد ولم تسمع أي شيء.. انتهى!!!...
وخاصة بالبلدان التي كلمات مثل " ديمقراطية " أو " عدالة القانون " لا تساوي فجلة.. أو أي شـيء.. وأن المواطن الحر الشريف, والذي يريد التدخل من أجل الحقيقة أو الدفاع عن الحقيقة.. يعرض نفسه لمشاكل بلا حدود... لأنه يتدخل بما لا يعنيه.. "حامل السلم بالعرض"... وهكذا كنت منذ بداية فتوتي.. وحتى كتابة هذه السطور.. "حامل السلم بالعرض".. مما سبب لي أيام فتوتي وشبابي كثيرا من الاعتراضات من محيطي العائلي والجيراني والمدرسي.. وخاصة من السلطات التي لا تحب ولا ترضى كثيرا من الذين " يحملون السلم بالعرض "!!!...
*************
عــلــى الــهــامــــش :
بــوتــيــن وأردوغــان...
بوتين.. السيد فلاديمير بــوتــيــن.. صديق سوريا وحكومتها وشعبها.. يستقبل السيد رجب طيب أردوغان, عدو ســوريا بجميع الأشكال.. والمشارك الأول بجميع المؤامرات التخريبية والمجزرية ضدها.. وعضو الناتو الثابت ومركز تجمعاته العسكرية على أرضه... الناطق باسم الحكومة الروسية (صديقة سوريا) يصرح : صحيح أن بيننا (بعض) الخلافات السياسية والمبدأية بخصوص الملف السوري.. ولكننا نتفق على مبدأ الحل السياسي السلمي.. لهذا الملف الحساس.. بالإضافة أنــه (بــيــنــنــا) مصالح اقتصادية عديدة مشتركة!!!...
هذا هو التساؤل الذي أكرره من سنوات... عن الفرق اليوم بعالم العولمة الذي يتابع به الحيتان ابتلاع السمك الصغير.. ما بين السياسة والتجارة العالمية؟؟؟... لا شــيء.. لا شــيء... سوى ضياع الحقيقة والحقوق.. وخاصة ضــيــاع حقوق الإنسان الضعيف!!!..............
هل هناك صديق حقيقي لسوريا اليوم؟؟؟... أم تجار عالميون عولميون يتقاسمون اليوم والغد.. ما تبقى من كعكتها؟؟؟!!!......تــســاؤل يبقى بلا جواب ... مع مزيد الحزن والأسى والأســف...
وهنا أيضا سوف يقول عني الكثيرون من محترفي النقد والحياد البراغماتي المعتاد " بأنني حامل السلم بالعرض ".................
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للقليل النادر " من الذين يحملون السلم بالعرض " كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما وهولاند... متفقان... عودة...
- آخر نداء إلى الأنتليجنسيا الإسلامية...
- الحرب والسلام.. وبائعوها... هامش لتجار البطاطا و -جمع الشمل- ...
- إرهاب.. بسبب.. أو بلا أسباب...
- رجب طيب أردوغان... وأحوالنا...
- فرنست؟... أو فرنساستان؟؟؟... وهوامش أردوغانية.. وغيرها
- نيس NICE ... جريمة إضافية أخرى...
- عودة إلى جوقة الفرح الدمشقية... وبضعة كلمات ضرورية صريحة...
- شعرة معاوية... مقطوعة...
- بلا عيد.. ولا معايدة... رسالة إلى صديق مسلم معتدل...
- تحية لإنسان... وبعض الكلمات على الهامش...
- السفينة سوريا...أو رسالة إلى صديقي أنس شبيب
- رد بسيط للزميل بدر الدين شنن...وهامش... وهامش آخر...
- الصمت عن الخطأ.. خطأ... والصمت عن الجريمة.. مشاركة بالجريمة. ...
- الإسلام الراديكالي... والعلمانية الراديكالية...
- الربيع العربي؟؟؟... أو الغباء العربي؟؟؟...
- متابعة خواطر وملاحظات حقيقية
- خواطر وملاحظات إنسانية حقيقية...
- تحية وتأييد للزميل بدرالدين شنن
- وصية إلى حفيدي...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - - حامل السلم بالعرض- تعبير سوري...