أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثالث2














المزيد.....

بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثالث2


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


كنا نعلم أن عبد السلام لم يكن صادقًا فيما يقول، أنه كان يحترم العمة مريم. كان يطبخ شيئًا ما على نار خفيفة، كانت تلك طريقته فيما يفعل. قَبَّله أبو الدميم من جبينه، وأمر عاهراته أن يرافقنه. عند تلك اللحظة، وصل الأخوان التوأمان مصطفى ومصطفى. كانا ضد كل تدخل في الشئون اللبنانية. لم يكن لبنان لهما سوى قاعدة لتحرير فلسطين والقيام بأفعال ضد المحتل والمستعمر الإسرائيلي. قال لهما عبد السلام إن هذه العاهرات سيساعدنه على تحرير برناديت. مصطفى ومصطفى، أو ميم وميم كما كان من عادتنا أن ندعوهما، رفضا رفضًا قاطعًا. عاهرات لتحرير القدس نعم، لكن برناديت، كانت لهما مشكلاً لبنانيًا خالصًا. على اللبنانيين أن يحلوه. صفقا الباب، وهما يقسمان أنهما سيهدمان على رؤوسنا كل شيء إن علما أن برناديت كانت قد تحررت بفضلنا.
- مصطفى ومصطفى، تبًا لكما! إنها خطيبتي، همهم عبد السلام خلفهما.
- هذا لدينا سواء! ردا بفظاظة. فلسطين! الشيء الوحيد الذي يُحسب حسابه فلسطين! فلسطين، فلسطين، رددا كمن يريد أن يدخل في رؤوسنا كلمة سر.
كان أبو الدميم يسترخي في أريكة، ذراعاه تتأرجحان، ولسانه يتدلى كالكلب. حاله حال من لا يصدق، وعلى وجهه يُقرأ النفور والاشمئزاز. عندما ذهب ميم وميم، أقسم أنه سيذبحهما يومًا بيديه. جعل عبد السلام يعلم أنه رغم كل "الميمات" في العالم عليه أن يأتيه بعذراء يزيل بكارتها.
- من فضلك سلام سَلِّم! رجا متعثرًا بالاسم الطويل والمتعِب عند النطق بالنسبة له.
وضع مرسيدساته تحت تصرفنا، وجعلنا نذهب مع عاهراته.
- أريد أيضًا ثلاث أو أربع عاهرات جميلات مثلكن، قال لهن عبد السلام. سأدفع لكن بالدولار، وسأكون كريمًا.
العاهرات، وخاصة العاهرات الجميلات، كن شأن العمة مريم. أتينا بهن من حَيِّنا، لنرى عمتنا. بعد عدة دقائق، غادر موكب مرسيدساتنا باتجاه جُونْيِه مع "البضاعة" التي نريد وبركة العمة مريم.
- سنلهي البحارة بالعاهرات، قال القيادي الفلسطيني لبطرس الأحمر، لنقدر على الصعود إلى المركب. أتمنى أن تكون برناديت موجودة فيه دومًا.
- لستَ متأكدًا من أن برناديت موجودة في الباخرة؟ استشاط بطرس.
- أبو أرز خبيث!
لطم الأحمر نفسه. كان خائفًا على حياة المومسات.
- إذا ماتت واحدة أو اثنتان من البنات، همس عبد السلام في أذنه، فلا بأس في ذلك، ما هن سوى قحبات!
كانت السماء تتلبد بالغيم كمعطف قاتم ترتديه النجوم، وكانت الرطوبة تزحف كوحش شرس يلتهم الليل. كشف عبد السلام أثداء العاهرات، ثم أفخاذهن، أكفالهن. كن يضحكن في الوقت الذي كانت فيه أسنانهن تصطك من البرد. كان يعيد عليهن أنه سيدفع لهن بالدولار، دولارات كثيرة، شرط أن يتمكنَّ من الصعود إلى سطح الباخرة. تركناهن على الرصيف، وذهبنا إلى أماكننا نرصد من بعيد.
اخترقت العاهرات الباخرة دون صعوبة. لم تتأخر الموسيقا عن الانطلاق، تتخللها الضحكات المخلة بالحياء. كان علينا أن نتصرف. زلقنا في دهاليز المركب بحثًا عن برناديت التي وجدناها عارية تحت الجسد الضخم للكابتن. أراد عبد السلام قتله في الحال، فمنعه بطرس الأحمر. اكتفى بضرب الكابتن بسلاحه على رأسه، وخَلَّصَ برناديت. رمت بنفسها على صدره باكية، وابن عمها كان يبكي معها. ترك القائد الفلسطيني لها الوقت لتلبس، وخرجنا حذرين كما دخلنا.
- أحسن مكان تستطيع برناديت أن تكون فيه بأمان هو عند أبي الدميم، قال عبد السلام لبطرس الأحمر مخفيًا هدفه الحقيقي الذي من المخجل الاعتراف به بمقدار ما كان شنيعًا.
تردد بطرس الأحمر. أخيرًا أقنعه عبد السلام بتركها تمضي الليل في شقة قائده، وغدًا سيكون نهارٌ جديد.
كان يعلم أن أبا الدميم لن يتردد لحظة واحدة عن النوم مع برناديت. كان يتمنى أن يقضي غرضه مع العذراء التي يريد، فتمشي الأمور من حسن إلى أحسن بينهما.
بعد أن "عهد" عبد السلام برناديت إلى أبي الدميم، ذهب عند أبي أرز. وكالعادة عندما يلتقيان وجهًا لوجه، كان الاستقبال حارًا. أخبره عبد السلام أنه كان على علم بشحنة الأسلحة الفرنسية، وأن برناديت لم تعد على المركب.
- أنقذتها من يدي الكابتن، هذا ما يطمئنني، سارع إلى البوح له. كنت مضطرًا للخضوع له لتهدئة شهواته المتوحشة. ما العمل عندما تكون مرغمًا على الاختيار بين واجباتك نحو الوطن...
- نحو الأرض المحصورة التي تتمنى أن تعمل منها وطنًا، قفاي، أي نعم!
- ...والتضحية بواحدة، برناديت. هدد الكابتن بعدم تسليمي الأسلحة إن لم "أسلمه" برناديت. يا له من شخص مرعب! يا له من شخص مرعب! نفث بصوته الأخن.
- تحاول أن تقول لي إنك لم تأت بها معك عن عمد، أيها الماكر الصغير!
- أقسم لك أ...
- لا تقسم.
- صدقني، يا صاحبي. أنت لا تصدقني. أقسم لك أ...
- لا تقسم، قلنا!
- الآن، يجب أن تعيدها إليّ.
- مستحيل. برناديت ستبقى معي. أحبها، سنتزوج.
- افهمني، يا صاحبي. إذا لم تكن تحت حمايتي، فلن يمكنني السيطرة على طائفتي.
قايض معه. بعد مناقشة طويلة، اتفقا على اقتسام شحنة الأسلحة الفرنسية بينهما. كان أبو أرز يريد أن يكون أزلام عبد السلام مسلحين أحسن من غيرهم ليسيطروا أحسن على المعارضة في حالة ما اندلعت الحرب، بما أن عبد السلام المفاوض الوحيد ذو المصداقية حسبما يرى. ثم، هناك كذلك سوق الإسمنت الذي يرمي إلى اقتسامه معه. بالمقابل، سيعيد برناديت إليه. اتفقا أيضًا على ألا يبدأ أحدهما الحرب دون أن يخبر الآخر.
- سنتقاسم حقيقة الحرب القاسية وكل أحلامها، قال أبو أرز بصلافة.
- غالبًا ما تكون أحلام الحرب كوابيس، حذره عبد السلام.
- قل بالأحرى أجمل الأحلام، ختم الأول بوقاحة.

يتبع الفصل الرابع...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثالث1
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثاني2
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثاني1
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول3
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول2
- بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الأول1
- بيروت تل أبيب كلمة الغلاف
- المؤتمر العربي العالمي فرنسا هذا لا يعنيك!
- المؤتمر العربي العالمي فرنسا سرقت فكرتي
- المؤتمر العربي العالمي إلى الحمير من المحيط إلى الخليج
- المؤتمر العربي العالمي المكتوب واليوتيوب
- المؤتمر العربي العالمي يا كتاب -الحوار- أين أنتم؟
- المؤتمر العربي العالمي انعقاده في 5 حزيران
- المؤتمر العربي العالمي
- النظام العالمي
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني النص الكامل
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 51
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 50
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 49
- الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 48


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بيروت تل أبيب القسم الأول بيروت الفصل الثالث2