أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بلبل عراقي وجمال الغيطاني














المزيد.....

بلبل عراقي وجمال الغيطاني


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


مسح ضوئي
بلبل عراقي وجمال الغيطاني
مقداد مسعود
المرة الأولى والأخيرة التي رأيتُ فيها الروائي والقاص جمال الغيطاني، هي حين زار البصرة وألقى محاضرة في دور الثقافة الجماهيرية وقدمه للجمهور القاص يوسف يعقوب حداد ،كان ذلك في صيف 1976يومها كنت قد قرأت للغيطاني مجموعتين قصصيتين(أوراق شاب عاش منذ ألف عام) (أرض..أرض) وكتاب أقرب مايكون إلى الإستطلاع الصحفي عن قبائل أفريقية (الزويل)..لاأتذكر نوع المحاضرة بسبب الجالسات خلفي : فتيات ثلاث وثرثارتافه مغرم بأحداهن..وهؤلاء الأربعة سبب تلويث الجلسة بتفاهات صوتية، مما جعل المقدم القاص يدعوهن للجلوس في الكراسي الأمامية !! في شتاء السنة نفسها قرأتُ روايته (الزيني بركات) ويومها كنت مريضا بتطابق مثلثات التأويل السردي مع فترة عبد الناصر، فلم ألتقط سوى أيدلوجية الرواية حسب سوء تأويلي وكان ذلك الخطأ الثالث لي في كيفية القراءة ..في (11/ آذار/ 1983)قرأت (وقائع حارة الزعفراني) قبل ذلك بسنوات كنت قد قرأت المناوشات التي جرت في مجلة الآداب البيروتية بين الغيطاني وصلاح عيسى، حيث أتهم عيسى ،الغيطاني بسرقة قصته القصيرة المنشورة في الآداب في منتصف السبعينات(حضور الأيتام على مائدة اللئام) وتحويلها الى رواية بعنوان (وقائع حارة الزعفراني).. في منتصف التسعينات قرأت كتاب(التجليات) وقرأته ثانية ، بعد إطلاعي على كتاب(إنتاج الدلالة الأدبية) للناقد الدكتور صلاح فضل ،فقد أفرد الناقد فصلا قيّما تناول أشكالية توظيف الجنس ضمن الفضاء الصوفي لنصوص الكتاب ..قبل سنتين قرأت نسخة إلكترونية من (نزول النقطة) ونسخة ورقية من (شطح المدينة)..في هذه الأيام أقتنيتُ نسخة ورقية من(حكايات هائمة) وكان من المقرر، تأجيل قراءة حكايات الغيطاني لبداية الخريف فهو من أجمل فصول البصرة وبشهادة الرحالة بارسنز حين زارها في 1772 لكنني لم أصبر قرأت الكتاب بشغف وأطلت المكوث في عزفه الاسلوبي المنفرد،ولغته الصوفية العطرة وبعد أذان الفجر بثلث ساعة وجدتني أكتب عن (حكايات هائمة ) مقالة غير هذا العمود الصحفي الأسبوعي، إلتقط ُمايخص بلادي اعني حكاية..(بلبل عراقي) .. لنصغي للغيطاني وهو يقول(في بغداد تعرفت إلى محمد القيسي، كان فنانا يهوي التمثيل، شارك في أعمال معروفة وله ذيوع وانتشار، ملم بالتراث الفني خاصة الموسيقى وبالأخص فنون المقام 345) وحين يغيب عن بال الغيطاني اسما عراقيا ، فلاتغيب عنه العلامات المؤنسة للعاصمة بغداد ..(غاب عني أسمه ولكن لن يغب عني موقع معرضه ،،أنغام التراث،، الذي يقع حيث يشير إصبع معروف الرصافي من خلال تمثاله) ومن هذا المحل سيقتني الغيطاني أصوات :محمد القبانجي، يوسف عمر، صديقة الملاية، زهور حسين، ياس خضر، ثم يحدثنا عن آواخر أيام الاستاذ محمد القيسي(مع تقدمه في العمر، قصد افتتاح مقهى يحتوي على كل ماهو عتيق ،الماء يقدم في السطل المعدني،ومساء كل خميس يقيم حفلاً لقارىء المقام يوسف عمر/ 346) الذي يهمنى ثريا الحكاية وكيف توقفت ذاكرة الغيطاني عند زمنها النفسي(ومازال في المقهى المطل على دجلة اقفاص للبلبل العراقي..) ثم يقدم للقارىء العربي تعريفا (طائر نادر، بادي المعزة وغزيرالزهو) ذات يوم سيبوح محمد القيسي بسر مجنّح للغيطاني سيقوده إلى قفص فيه زوجين متحابين ، الذكر يزقق انثاه ، والأنثى لاتقرب الزاد إذا ادركه وهن) وحين يفتح القيسي باب القفص(لم يطل الزوجان على الفور،خطوة واحدة إلى اليمين،أخرى الى الخلف ثم انطلقا، دار الذكر فوق النهر والانثى في الإتجاه المقابل ، شكّلا مايشبه دائرة ، ثم اتجه كل منهما الى مركزها المتوهم في الفراغ ،رقصة ما، اتجها إلى أعلى وعند حد معين تلاقيا، أتحدا، أستمر أرتفاعهما بدون رفرفة ، الرفرفة داخل كل منهما ، خلال السمو إلى فوق يتوالجان ، يسمع تغريدتهما بعد الفراغ كأنه نغم شارد من منظومة ، يعودان معا، رايتُ بعيني دخولهما الى القفص .عينا القيسي مغمضتان كأنه هو المنتشي347) ومن خلال هذا التراسل المرآوي بين الطيرين والقيسي، هل اغمض القيسي عينيه على حكايته ليفتّح الغيطاني عيوننا عليها؟!ويحوّل رقصة طائرة من البانتوميم الى سرد شهي..!!



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطلة رسمية للغرف المكيّفة
- الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
- حقائق مرعبة
- النص وخلاصة السيرة الذاتية لإنتاج النص (عين الهر) للروائية ش ...
- بضوء الشموع نكتب العراق
- الرواية كيف تفكّر....(عرائس الصوف) للروائية ميس خالد العثمان
- قراءة سردية منتخبة...(بغداد ..مالبورو) للروائي نجم والي
- جنائن بابل
- WhatsApp
- الشاعرة فاطمة ناعوت ..في (أسمي ليس صعبا)
- السميك من براقع الكلفة / صبري هاشم في روايته / خليج الفيل
- ثلاث شمعات : مسح ضوئي
- السيبليات : سماء وزمن نفسي..
- قالب ثلج
- الرواية كمكان آيدلوجي ...(السوريون الأعداء ) للروائي فواز حد ...
- قطط كامو
- المكان بتحولات اللقطة ..في (ثُؤلول ) للروائية ميس خالد العثم ...
- كل شيء ..في لاشيء
- تمثال العامل في أم البروم : عبد الرضا بتّور ..
- جسر الكرخ


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - بلبل عراقي وجمال الغيطاني