أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كامل - حاوريني بالعناق














المزيد.....

حاوريني بالعناق


حيدر كامل

الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 13:01
المحور: الادب والفن
    


حاوريني بالعناقِ

امنحيني فرصةً للدفءِ ..
بالقدرِ الذي يكفي إحتراقي.
وارفعي أحجار تشريدي ..
وصمتي ..
وانغلاقي.
حاوريني بالعناقِ.
فأنا المعروضُ في كناسةِ الكوفةِ* ..
والمخذولُ من قومي مسيحاً ..
وغريباً ..
وشهيداً ..
وفراتياً .. جنوبياً ..
يئنُ الحلمُ في جناته العطشى ..
وتبكيه المآقي.
وأنا الساعي إلى الأبوابِ ..
لا ساعي بريد الناسِ ..
بل ساعي بريد الوطنِ المتخمِ بالأيتامِ ..
والآلامِ ..
والأسقامِ ..
والسّمِ الزعاقِ.
حاوريني بالعناقِ.
خلصيني ..
من عبيدِ الدرهمِ ..
الدينارِ ..
والدولارِ ..
في خانِ الخياناتِ وسردابِ النفاقِ.
من تراثِ الليلِ ..
والخيلِ ..
وقرطاسِ المغيرين على عائلةِ اللهِ* ..
على الإنسانِ بالموتِ المحاقِ.
ومن الصمتِ الذي يعلو ..
ويعلو ..
وهو مجبوبُ اللساناتِ ..
ومعلولُ العباراتِ ..
ومغلولُ النطاقِ.
من عقوقِ الصبيةِ الحكامِ ..
والكهانِ ..
والميزانِ ..
ذي الكفِّ وذي العدلِ المعاقِ.
من خطوطِ الطولِ والعرضِ التي تبدو ..
على ظهرِ الدراويشِ ..
كأشباهِ السواقي.
ومن العهرِ الذي لا يأتي إلاَّ بالوفاقِ.
حاوريني بالعناقِ.
حرريني ..
من لعابٍ كعلاجٍ ودواءٍ بالبصاقِ.
من فقيهٍ ..
ينكحُ الدنيا شمالاً ..
ويميناً ..
وعلى دنيا المساكينِ ينادي بالطلاقِ.
من سفيهٍ ..
يدعو للإصلاحِ صبحاً ..
ومساءً ..
وهو محمولٌ على الأكتافِ ..
والسارقُ(من حزبهِ) محميٌّ بفتواه وباقي.
من صحيحينِ ..
مريضينِ ..
يمدانِ رصيدِ السيَّدِ المكيَّ ..
بالمالِ السحاقِ.
وعقولِ السذجِ العميانِ من بولِ النياقِ.
حاوريني بالعناقِ.
واقفٌ تحت شعاعِ الشمسِ ..
يغريني التلاقي.
دلَّني المنفى على بعضي ..
وبعضي فرَّ من منفى وثاقي.
طعمُ أيامي غريبٌ ..
وجليدٌ ..
خبزُ تنوري ومرٌ بالمذاقِ.
وعجيبٌ كلُّ ما حولي ..
زماني ..
أو مكاني ..
أو رفاقي.
لونُ أشجاني حسينيٌّ ..
وحزني واسعٌ مثل العراقِ.
حاوريني بالعناقِ.
واحتويني ..
قلقاً ..
شكاً ..
ولمّيني كدمعٍ لم تغازله السمواتُ ..
اشربيني ..
جدولاً ..
ساقيةً ..
نهراً ..
وكأساً من سلالاتِ عصورِ الطينِ يا نبع انبثاقي.
قصباً أو نخلةً ..
ناياً ..
رقيماً ..
واختناقاً باختناقِ.
لغةً ..
حرفاً قديماً ..
واختلاجاً في المسلاتِ العتاقِ.
كوكباً ..
أو نجمةً ..
كنتُ تراباً ..
أو رهاناً في مراراتِ الخساراتِ ..
وعثراتِ السباقِ.
حاوريني بالعناقِ.
وابحثي عني ..
وإنْ لم تجديني ..
سوف يكفيكِ اشتياقي.
وإذا ما أمطرت دنيايَ ..
أو ألصقني الموتُ بمنفايَ ..
إذا ما التفَّتِ السَّاقُ بساقِ*.
إجمعيني من بقايايَ ..
ورؤيايَ ..
فهذا الموتُ لا يعني سوى أني عراقي.

حيدر كامل

*هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
*الحديث (الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله).
*الآية الكريمة (والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاق* إلى ربك يومئذٍ المساق).



#حيدر_كامل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً مات علي ... لا لم يمتْ.
- وطني يكره عبدَ الزهرَة
- أضبط ميزانكَ يا نعثل
- جوع المتخمين
- المستنقع
- (علي بابا) يرثُ الدجَّال
- المكرود في الوطن الفرهود
- مملكة الخراب
- هنا كلُّ شيءٍ هباء
- هل هذا حظكِ بغداد
- حكاية قطار
- صلاة الحاضر للعراق الغائب
- ((دكيت بابك يا وطن))
- نموتُ ويحيا الوثن
- كأنَّ البحر يعتذرُ
- سلامٌ على برلمان السنافر
- لا لن نغفر ... رسالة اخرى الى البرلمان العراقي
- هذه الأحزابُ ليست أنبياء
- ادخلوها بحزامٍ ناسفين
- الإستحمار


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كامل - حاوريني بالعناق